من المحال أن تجني من الأفاعي عسلاً، فهي لا تعطي إلا سُماً زعافاً، هذا ما تحمله الأفاعي، فعندما تتفحص في تأريخ دول الخليج في الماضي والحاضر وعلاقاتها مع الجنوب خاصة ومع اليمن بشكل عام، لا تجده إلا تأريخاً يحمل التآمر ضدنا بكل الطرق والوسائل، هذا هو دأبهم وواقعهم معنا، لا يريدون أن يستقيم حالنا أو أن نقف لى أقدامنا، لأنهم يدركون من هو اليمني إذا قوي وأشتد ساقه وقويت شوكته، فقوتنا وتقدمنا إلى الأعلى يعد بالنسبة لهم شيء مخيف وتهديد مزعج، فهذه هي حقيقة نواياهم وما يضمرونه في أنفسهم تجاهنا. ولما كان وما زال هذا اعتقادهم وما يكنّون، صار إضعاف الشعب اليمني عندهم غاية من أعظم الغايات تضمن لهم كراسيهم ودولتهم حسب ما في حسبانهم .
إذن فكيف نثق بمن هو هذا حاله ، في خبث نواياهم وسياساتهم القذرة منذ سنوات طويلة ؟ هذا ما ينبعي أن نفهمه وندركه ونحذره، ويجب أن نكون شعباً حليماً، وواعياً، يفهم ويدرك ما يدور حوله حتى نصل إلى بر الأمان.
والناظر إلى حالنا وأوضاعنا اليوم الذي هو سيئة من سيئات الثقة والركون إلى هؤلاء ، فقد وصلنا إلى أدنى الدرجات في التعاسة المعيشية وفي المعاناة وفي غلاء الأسعار ، وما إلى ذلك، إذن فكيف الخروج مما نحن فيه ؟ وما هو الحل للخلاص من هذه الأزمات الخانقة؟ فينبغي أن ندرك الخطر والمؤامرات التي تُدبر ضدنا، وأن لا نكون فقراء سياسياً بحيث لا نعي ولا نفهم ما يدور حولنا في الساحة.
إن واقعنا الذي نعيشة اليوم، وما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم إلا بسبب سياسة التحالف العربي الخبيثة بقيادة كبيرتهم الكبرى إن لم تكن الكوبرا (السعودية)، وهذا ليس إلا شاهداً على مواقفهم التأريخية المعروفة معنا منذ القدم ، وهذه هي غايتهم التي جاؤوا من أجلها والمآرب التي يسعون إلى تحقيقها وللأسف، وأوصلونا إلى الصوملة ، بل قد أوصلونا إلى أسفل سافلين وإلى نفق مظلم ، وحياة معيشية بئيسة تعيسة ، لا نعلم إلى أين نهوي؟ حياة جهنمية ، ولا نعتقد أن هناك حياة هي أشد شدةً وبؤساً وتعاستةً مما نعيشه الآن .
فيا أيها التحالف العربي : اكفونا شركم، كفانا تنكيلاً وتعذيباً، ارحموا شعباً يموت جوعاً، و يُشرد لأجل البحث عن لقمة العيش والحياة الكريمة، سلِّموا هذا الشعب المنهك والمدمر منكم ومن سياستكم القذرة ، واتركوا أرضنا، وشعبنا الكريم، ليحيا حياةً كريمةً، فشعبنا لم يعد يتحمل أكثر مما قد أفسدتم ودمرتم وقتلتم وشردتم، وجوعتم، نقول لكم، كفى (قد وصلتم إلى غايتكم الخبيثة التي أتيتم لأجلها) وأحلتم غيظكم راحة، وهذا مما تكنّه صدوركم من حقد محجوب من قديم الزمان وهذه الفرصه التي كانت بالنسبه لكم فرصه لن تتعوض وأرجعتمونا مئات السنين إلى الخلف.
والذي يؤسفنا أنكم تسيرون في غايتكم التي أتيتم من أجلها برجال من أبناء جلدتنا الذي باعوا واشتروا فينا ونال كل واحد منهم قيمة الوطن والشعب بكامله.
والذي يكثر إيلامنا ليس ما أصاب شعبنا العظيم من ما وصلنا إليه بسببكم، لأن شعب الجنوب خاصة واليمن عامة يعرف موقفكم من زمنٍ بعيد، ولكن الذي يزيد إيلامنا ويجعل قلوبنا تقطر دماً هم أبناء جلدتنا الذين استلموا قيمة الوطن والشعب بالمناصب والسيارات الفاخرة والريالات وماتت ضمائرهم إلا من شعارات مدغدغة لمشاعر البسطاء. أما آن لضمائرهم أن تصحو ؟ وليعلموا أن من أوصلهم إلى ما هم فيه من الرفاهية قد يبيعهم بأرخص الأثمان، لانهم يعلمون في قرارة أنفسهم أنكم كما بعتم شعبكم ووطنكم لهم فمن السهل أن تبيعوا لغيرهم.
ولما كان وما زال وسيظل تأريخكم أسود معنا لم يسلم المغتربون من أبنائنا في أرضكم وحاصرتموهم وشددتم عليهم الخناق بكل الوسائل البغيضة، فصرنا نعرف أهدافكم في لحن القول الذي تعزفون عليه أوتاركم بأنكم أتيتم لنصرتنا ونحن لم نسلم منكم لا في الداخل ولا في الخارج وأصبح شبابنا في بلادكم كرهًا يُهان واخرجتموهم مكرهين، ولا يعبر هذا إلا عن حقيقة نواياكم تجاهنا وإن حاولتم ترقيعها هنا أو هناك.
أليس من المفروض عليكم إن كنتم تدعون أن مجيئكم لغرض إنساني أن تحتضنوا شبابنا المتواجدين في أرضكم وتيسرون لهم كل الأمور حتى تخففوا عليهم المعاناة في الداخل والخارج وهم لا يطلبون شيئا غير ذلك فهم أصحاب مهنة وعمل ومن عرق جبينهم يأكلون ويعتاشون؛ ولكن من المحال أن تجني من الأفاعي عسلًا.