سكنت الزلزلة العاتية ولم تعد قادرة على تخفيف ولو اليسير من سخونة الوضع، ناهيك عن عادة قبضتها المجربة باقتدار على إخماد اشد النيران استعاراً، فباتت تتوجس خيفة لهباً من الاستحالة إشعال أدنا مستصغر شرراً له . بين عشية وضحاها تبلور الواقع الحقيقي للمارد الأسطوري الجبار التي ملئت سطوته والى الأمد القريب الأصقاع قولاً وفعلاً ، لحتى صار يضاهي حجم اقرأنه بل وأدنى تقزماً . فبعد صدق القول أقبلت فرصة المارون على شفرات السيوف تسوقهم الخطوب صيداً ثميناً لتستقبلهم المنايا على أبواب عاصمة الوطن ليهلك المارغين بسطوة المارد الأسطوري وزلزلته العاتية قبيل تجريده منها بأيام معدودات. ولشيم المغاوير الموسومين بها اثر انتزاع النصر من وطيس الملاحم ، لم ينتظر احداً سماع اشادات النصر او يترقب فرداً لمن يأتيه لتعليق النياشين، فالمهمة أنجزت كحقاً لكرامة الوطن. وبفرصة رسم ملامح لوحة انتصار عريضة كهذه بات من البديهي ان تستكمل لمسات بروزتها لتعلق على جدار التاريخ كاروع لوحة نصر شرفية في العصر الحديث. فشاءت الأقدار ان يبرز هناك متربصاً يخفي باطنه ساطور الوائد للمجد في مهده، ويمد بظاهرة غثا البنود المستقبلية الزائفة الموطدة لشراكة النصر المصنوع والقضاء شيئًا فشيئًا على الهدف المنشود وشراء ذمم، وسلك أساليب شتى بلغت حد التجويع ليصبح المتصدق بفضلاته كولي نعمة.