المتتبع لصفحات النت ويقرأ أفكار الكتاب وممثلي الجهات المختلفة عليها يلاحظ أن هناك تفاؤل وأمل لدى البعض بنجاح مشاورات السويد للخروج من وحل ومستنقع الدماء اليمنية والخراب والدمار والفقر والجوع وسوء التغذية والخوف والاختطافات والاعتقالات والاغتيالات وكل ما تخلفة ويلات الحرب وهؤلاء هم المتفائلين بأن تحضر الحكمة اليمانية مشاورات السويد وتضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبارات ومطالب ضيقة شخصية كانت أو حزبية أو طائفية تقضي تلك الحكمة على أطماع الطامعين وعبث العابثين وتقتل أحلام الفاسدين في بقاء اليمن في دائرة الصراع الدائم وتحقن دماء أبناء الفقراء والمساكين الذي دفعت بهم آلة الأرغام أو الحاجة ليكونوا حطبا هذه الحرب وحقنة دماء أبناء السادة والمسؤولين والقادة وجعلتهم يمتطون أفخر السيارات وينزلون أفخم القصور والفلل والفنادق يتعلمون ويتعالجون يسهرون ويمرحون حتى ساعات الفجر الأولى من الليالي الملاح. وهنالك فئة أخرى من الشعب يدعون في كل ركعة أن ركعوا وسجدوا بأن تفشل مشاورات السويد كما يدعون في قنوتهم أن قنتوا بأن ينتصر الحوثي وأعوانه في هذه المشاورات كما يدعون له ويتمنون ويتفاخرون في صموده والتفاف ميليشياته على من يدافعون عن كرامتهم وحريتهم في الساحل الغربي ويتداولون صور وأخبار قتلاء الأشاوس ويتباهون بوصول صواريخه إلى الرياض وأبو ظبي. هؤلاء الذين فشلوا أن يحققوا أهداف شعاراتهم ودعواتهم وبياناتهم وتصريحاتهم يريدون الكل يفشل مثل فشلهم لكي تنتفخ أوداجهم وينتفش ريشهم وترتفع رؤوسهم وتعلوا أصواتهم بأنهم أكدوا مراراً وتكراراً بأن الفشل سوف يصاحب كل شيئ ما لم يكونوا هم في الطليعة والمقدمة ويعترف بهم في كل صفحة ومحفل ويشعر لهم الشاعر ويلحن لهم المحن وينشد لهم في الشيلات الفنان ويصور ويرسم صورهم المصورين والرسامين والنحاتين وتعلق على كل أعمدة الإنارة وجدران المنازل وأسوار الحدائق والأماكن العامة صورهم وتخط عباراتهم وأقوالهم المأثورة في مانشيست كل الصحف والقنوات . فشل مشاورات السويد هو فشل للأمم المتحدة و انتصار الحوثي المعنوي أو المادي هو فشل للتحالف العربي ودماء الشرفاء الذين ضحوا للحيلولة دون المد الفارسي. فمن كانت لسانه مع التحالف العربي لا تكفي وإنما من أخلص النية وصدق قوله وعمله فما التحالف العربي إلا يد عون ومساعدة لشعبٌ أباء أن يخضع منذ القدم لمن يحاول أن يغير من ملته وعقيدته المبنية على توحيد الخالق عز في علاه وسنة من لا ينطق عن الهوى إنما هو وحيٌ يوحى صلى الله عليه وسلم. لا أحد يريد أن يطول أمد الحرب إلا الديدان التي تنتهش على جثث القتلى. والله من وراء القصد ،،،