غرقت عدد من الشوارع الرئيسية بمدينة عدن خلال الثلاثة الأيام الماضية وسط اكوام النفايات ومياة المجاري مرة أخرى بعد أيام فقط من معاودة عمال النظافة العمل بعد إضراب دام عدة أسابيع خلال شهر رمضان المبارك. وتكدست أكوام النفايات بعدد من الشوارع الرئيسية في كلا من مديريات الشيخ عثمان وصيرة والتواهي والمعلا بعد ان غابت جهود عمال النظافة في المدينة منذ أيام فائتة.
وقال عدد من الأهالي في أحاديث متفرقة ل"عدن الغد" ان عدد من الشوارع في عدن باتت مصدر قلق للأهالي جراء ما يتراكم فيها من قمامة ومخلفات كثيرة بالإضافة إلى برك المياة الآسنة التي خلفتها مياة المجاري.
وكان مدير عام مكتب الصحة بعدن د. الخضر ناصر لصور قد قال في حديث ل"عدن الغد" في وقت سابق ان تراكم مخلفات القمامة ومياة الصرف الصحي يمكن له ان يتسبب بانتشار عدد من الأوبئة والأمراض في المدينة مطالبا بتكاتف الجهود بهدف حل مشكلة النظافة في عدن. ويرى عبد السلام مسعود وهو مواطن في العقد السادس من عمر من أهالي حي عتيق بالشيخ عثمان ان هنالك تقصير من قبل الحكومة المحلية في المدينة تجاه صرف مستحقاتهم المالية.
ينفخ الرجل دخان سيجارة ويطيل النظر في بحيرة من المياة الآسنة التي خلفتها مياة المجاري وسط شارع يقع بالقرب من مسجد تاريخي يطلق عليه "النور " بالشيخ عثمان ويقول " إنهم لصوص" في إشارة إلى المسئولين في الحكومة المحلية حيث تواجه هذه الحكومات اتهامات بالفساد وصلت إلى عدم قدرة صناديقها المالية على صرف مستحقات عمال النظافة بعدن . يمضي "مسعود " في طريقه على طول شارع مؤدي إلى محطة حافلات وسط الشيخ عثمان ويتوقف أمام صندوق بلاستيكي ضخم للقمامة ويشير بيده إليه ويقول :" منذ أيام لم نرى سيارة النظافة تأتي إلى هنا رغم أنهم يأخذون ضرائب باسم النظافة أريد ان افهم إلى أين تذهب كل هذه الأموال؟.