تشهد مدينتي عطبرة وقضارف السودانيتيين موجة احتجاجات شعبية على ارتفاع الأسعار في السودان والانباء تتحدث عن تمدد هذه الاحتجاجات القادمة من شمالي البلاد ووصولها الى العاصمة الخرطوم..ويبدو ان هذه الاحتجاجات ستشكل بؤرة إعصار ربيع عربي سوداني سيضرب السودان لامحالة وعدد القتلى من المحتجين في مدينة قضارف لوحدها وصل الى ثمانية قتلى وهناك إنباء تتحدث عن سقوط قتيل في مدينة عطبرة برصاص قوات الأمن السوداني! وهكذا أسلوب من القمع بات مألوفا في الشارع العربي ولن يقف الأمر عند هذا الحد في السودان والنظام السياسي على مايبدو بأنة ذاهب الى تبني سياسة إجرام الدولة المنظم بحق السودانيين العزل من السلاح.. والحكومة السودانية تلوح باستخدام أساليب أكثر قمعا وقوات الأمن السودانية تفتح النار لتقتل السودانيين بكل استهتار وهي تمثل السلطة وتحتمي بحماها المستقوي بمنطق القوة..والمواطن السوداني قطعا لم يخرج الى الشارع ترفا او للنزهة ومطالباته ليست بالمطالب التي تستدعي كل هذا الإفراط في استخدام القوة..وكل ما أثار غضب السودانيين هو احتجاجهم على ارتفاع الأسعار والذي أدى الى مقتل تسعة مواطنين سودانيين قتلوا على يد رجال الأمن السوداني بدما بارد! بيد ان الحل "الأمني" هو الحل المفضل لدى الأنظمة الحاكمة في بلداننا العربية وحصيلة القتلى الأولية لاحتجاجات السودان تؤكد ان النظام السوداني ليس لدية رؤية لحل يستند الى تلبية مطالب المواطن السوداني البسيط واحتواء الاحتجاجات قبل ان تتصاعد حدتها الى الحد الذي يوصل الشعب السوداني ان يطالب الرئيس البشير بالرحيل! وفي تقديري ان احتجاجات السودان ستأخذ طابع ثورات الربيع العربية وبل وقد تفوقها دموية وعنفا بسبب تعامل النظام ألا أخلاقي وأللا مبرر في قتل المتظاهرين وبصورة تعد سابقة من حيث تعامل أنظمة عربية أخرى لم تسارع في فتح سجل القتل المفتوح بحق مواطنيها كما يسارع النظام السوداني في اول ثلاثة ايام على الاحتجاجات والتي لايبدو انها ستتوقف امام موقف النظام والحكومة السودانية والتي أصدرت بيانا يحمل في طياتة الكثير من المؤشرات المقلقة ولعل أهمها توصيفها للاحتجاجات على انها فوضى وممارسات تخريبية! وبيان الحكومة السودانية يقفل كل الأبواب الممكنة للتصالح مع السودانيين وخميس السودان الدامي بالأمس دليل واضح على خيار النظام السياسي في قمع المتظاهرين بلا هوادة والذهاب الى ماهو أبعد من مجرد موجة احتجاجات على رفع الأسعار في بلد يعاني من حالة ركود اقتصادي حاد وارتفاع في نسب البطالة ومعدلات الفقر..ولا أتوقع ان تحدث انفراجة متوقعة تزيح من حالة التوتر المتفاقم في السودان ولااعتقد ان النظام السياسي سيعطي الحكومة السودانية فرصة أخرى للتجاوب بعقلانية ومسئولية للتراجع عن قرارها رفع الأسعار وسيراهن النظام على الحل الأمني والذي اعتقد انة لن يجدي نفعا مع الربيع السوداني الدامي!