كتب صادق الرتيبي مجددا ومع فصل الشتاء من كل عام يجدها المزارعون فرصة ملائمة لزراعة القات هناك في المسيمير، فزراعة القات أخذت تتوسع بشكل ملحوظ لاسيما في السنوات العشر الأخيرة ، كل الأراضي الزراعية التي تمتد على ضفاف وادي تبن الذي يتدفق بمياه طيلة العام عدا السنين الأخيرة التي أخذت مياه بالتراجع ، السبب في هذا التراجع هو التوسع في زراعة القات الذي يستغرق عند ريه مياه كثيرة ،أخذ القات يسيطر على أراضي زراعية واسعة على حساب المزروعات ذات الفائدة القيمة للإنسان . المزارعون ومع كل فصل شتاء ينتهزونها فرصة ملائمة لزراعة القات ،ففي فصل الشتاء بالذات هو موسم مناسب لزراعة القات في مناطق المسيمير والممتدة على ضفاف وادي تبن .الكثير من المزارعين أخذوا في زراعة شجرة القات فكل الأراضي الزراعية تكاد تكون مغلقة تماما لصالح هذه الشجرة التي تضر بالاقتصاد الوطني وتضيع الوقت والمال لكن الأهالي يعتبرون زراعته المصدر الأهم في دخل الأسرة وهذا أمر واقع على قطاع عريض من المزارعين ليس في المسيمير فحسب بل في اليمن على وجه أعم فمعظم الأسر اليمنية يكاد القات يكون هو المصدر الرئيسي لدخل الأسرة . المسيمير ..مديرية زراعية بإمياز فوادي تبن كما أسلفنا سابقا في الذكر هو سر حيوية ونشاط المزارعين ؛لتدفق مياه الرقراقة في معظم أيام العام الذي يقع بمواسم زراعية مختلفة ،الأمر الذي يخلق تنوعا في زراعة الخضار والفواكه المتنوعة بتنوع تلك المواسم ،فالأراضي الزراعية تنتج المانجو والموز والرمان والليمون والزيتون والباميا إلى جانب بعض المزروعات الأخرى ،كا الذرة الحمراء والذرة الشامية والأعلاف وغيرها الكثير من المزروعات الأخرى التي تزرع في المسيمير ،لكن شجرة القات كانت بالمرصاد لتلك المزروعات التي تعود بالنفع على الإنسان فتلك المزروعات قد تراجعت بشكل كبير للغاية نتيجة التوسع المخيف في زراعة القات والذي بات يغزو الهكتارات من الأراضي الزراعية داخل وادي تبن .ورغم الفلاحة الفائقة التي تتطلبها شجرة القات بداية من الاستعداد لغرس الشجرة من حرث جيد للأرض التي تغرس مرورا بالري الجيد وتعهده بالماء على فترات متقاربة وصولا برشة بجملة من المبيدات المختلفة والكيماويات والأسمدة حتى ينضج محصول القات ويتم إرادة لأسواق القات وبيعة . وادي تبن مهدد بالجفاف ...بسبب تنامي زراعة القات.
وادي تبن من الأودية الشهيرة داخل البلاد ،يمر بعدة مديريات عدة منها مسيمير/لحج ليصل منتهاه إلى عدن ليصب في البحر ،وفي السنوات العشر الأخيرة تراجعت مياه الوادي حيث بات الجفاف يهدد الأراضي الزراعية الممتدة بامتداد الوادي الزراعي ، فالجفاف عندما يجتاح الوادي سيما في أشهر /مايو ،ويوليو ،يونيو ،يقض مضاجع المزارعين لعدم توفر المياه لري الأراضي الزراعية الأمر الذي يخلق حياة مكللة بالصعوبة لدى غالبية المزارعين محدودي الدخل والمعتمدين بدرجة أساسية على الزراعة منها زراعة القات المتسبب الرئيسي في الجفاف فالحقول الزراعية الخاصة بالقات تستهلك كميات كثيرة من المياه تتمثل في ريه في فترات متقاربة وعملية الري المعتملة في وادي تبن عن طريق غمر الحقول بالمياه وبطريقة عشوائية . ينعكس ذلك سلبا على خفا المياه مما يجعل الأراضي الزراعي على شفير الجفاف الذي يحول قطاعات واسعة من الحقول الزراعية الخضراء معطاءة إلى أراضي قاحلة ومقفرة غير منتجة لا يستفيد منها الإنسان ،وصدق الله القائل "وجعلنا من الماء كل شيء حي أفألا يؤمنون" . مياه وادي تبن التي لا تنضب ،والحقول الخضراء التي تعطي الكثير من خيراتها للإنسان ناهيك عن زراعة الفل والكاذي في أحد أشهر البساتين داخل اليمن "بستان الحسيني"والتي تدخل الأنس والفرح لمن يمر بالحسيني ليأخذ عقدا من الفل ذات الرائحة الزكية . اليوم الواقع تغير تماما فوادي تبن لم يعد كما كان في فترة معهودة فالقات قد ساهم بشكل أو بأخر في تغير تلك الصورة التي كان يتميز بها على الجانب الزراعي .