بداية سيئة كنا قد استقبلنا فيها العام الدراسي الحالي باحتجاج المعلمين الذي تصاعد فوصل إلى اعلى مستوى له تعطلت فيه العملية التعليمية وتعثر البدء بالعام الدراسي بحسب الموعد المحدد من قبل وزارة التربية والتعليم وعم اضراب المعلمين المدارس والثانويات وبعض المكاتب الادارية في المديريات والمحافظات الجنوبية ولاول مرة تجاوب المعلمون مع دعوة النقابات التعليمية المختلفة والمتفقة على بيان الدعوة للإضراب العام الذي استمر لأكثر من خمسين يوما بشلل تام للعملية التعليمية. ان نجاح الإضراب وقوة تأثيره وطول مدته دفع بالكثير من الجهات الاهلية الى التدخل كوسيط بين النقابات والحكومة ، فقبلت النقابات واتاحت لتلك الجهات الوسيطة الاضطلاع بدورها وعمل مايمكنها القيام به للجمع بين مطالب المعلمين الحقوقية ومطالب المجتمع بتعليم الابناء وتقديرا لذلك اقرت النقابات تعليق الاضراب واتاحة الفرصة للحكومة بترتيب اوضاعها من جديد لوضع معالجات مع بداية العام الجديد وبإصدار توجيهات رئاسية مؤخرا بتشكيل لجنة اقتصادية وأخرى لإعداد موازنة عامة للدولة للعام القادم استبشرت النقابات بتلك القرارات واعتبرتها بارقة أمل لانصاف المعلمين والنظر الى مطالبهم بعين الاعتبار في الموازنة العامة للدولة والتي من المتوقع أن تحصل وزارة التربية والتعليم على امتياز خاص باضافة موازنتها عما كانت عليه في السابق. ومرة أخرى عاد تخوف المعلمين من الخذلان وبدخول العام الجديد في ظل الصمت والاختباء الحكومي خلف قضايا لا ننكر أنها في غاية الأهمية لكنها تبعث بالمخاوف لدى الأهالي الذين ما انفكوا يرتبون اوضاع ابنائهم الدراسية متأخرين كثيرا من جانب وايضا النقابات التعليمية والتي تتخوف من الجزاء السيئ وعودة المماطلة والتسويف وتكرار مبررات الفشل والعجز والذي من المتوقع ان يرفض المعلمون التعاطي معه بالامر الواقع وهم الثائرة ثورتهم بسبب الغلاء والأزمات المتلاحقة التي أرهقت معيشتهم خاصة وانهم قد أملوا خيرا وتوقعوا انفراج للازمة والوفاء الحكومي بمنحهم مستحقاتهم بعودة العمل المنظم وفق الخطط المدروسة وتعزيز الرقابة والمحاسبة ومكافحة الفساد وتحرير كشف الراتب من الازدواج الوظيفي والوهميين كل ذلك وقع في نفوس المعلمين أثره بشكل ايجابي ورفع معنوياتهم ومنحهم اشراقة وتفاؤل بالمستقبل الجميل الطامحون بعموم خيراته القادمة على .قطاع المعلمين الواسع الانتشار. ان توقع خيبة الأمل والانتكاسة وعودة الفشل والعجز الحكومي قد تصيب المعلمين بصدمة تؤثر على أدائهم المهني والوظيفي وتضعف من طاقاتهم وقدراتهم النفسية والمعنوية ويزعزع ثقتهم بقيادتهم التربوية والحكومية في مستوياتها المختلفة وتؤثر سلبا على العملية التعليمية وتعيد الازمة والاحتجاجات من جديد وهذا ما لا نرجوه بالامس واليوم والغد ولكن وكما يقولون لا عذر لمن خلف الوعد ونقض العهد وأن المضطر قد يركب الصعاب واستمرار تقبل المعلمين للفشل والتعامل معه بشكل دائم يفقدهم .الاهلية والمصداقية ويعرضهم للسخرية المجتمعية ويهان التعليم بسبب ذلك وهذا مانتخوف منه البته.