بقلم د سالمين الجفري نشط في الهند في منتصف القرن السادس عشر طائفة تدعى «الخناقون» احترف أعضاؤها قطع الطريق وسلب وقتل المسافرين، وتضم هذه الطائفة خليطا متنوعا من الأديان والقوميات غير ان الهندوس من أتباع الإله «كالي»، وهي آلهة الزمن والموت لدى الهندوس يشكلون الغالبية العظمى من أفراد الطائفة، وبحسب الأسطورة كان هناك في بداية الزمان وحش عملاق يلتهم الناس بسرعة حتى كاد أن يقضي على البشرية، وقد خاضت «كالي» معركة حامية الوطيس مع الوحش العجيب الذي كانت لديه القدرة على إعادة خلق نفسه، فكل قطرة دم تسقط من جسده كانت تتحول إلى وحش جديد، وللقضاء عليه خلقت كالي رجلين وأعطتهما خرقة تدعى الرمال ثم أمرتهم أن يقتلا الوحش خنقا كي لا يتمكن من إعادة خلق نفسه، وقد أنجزا المهمة بنجاح فقتلا الوحش من دون إراقة قطرة دم واحدة، وكافأتهما «كالي» على صنيعهما بأن سمحت لهما بالاحتفاظ بالرمال وأمرتهما أن يتوارثاها في ذريتهما ويستعملانها في قتل كل شخص لا ينتمي إلى طائفتهما بين عامي 1830 – 1840 شرعت القوات البريطانية المحتلة للهند بتعقب تلك الجماعة حتئ تم القضاء عليها تماما و كثير من الباحثين يلمحون ان قوات الاحتلال البريطانية بالغت في تضخيم جماعة الخناقين ليتسنئ لها احكام بسط نفوذها علئ كامل شبه الجزيرة الهندية. و هناك من يذهب بعيدا وفقا لنظرية المؤامرة ان السلطات البريطانية غضت الطرف طويلا عن تلك الجماعة بل وربما ساهمت بشكل او بآخر لاستقواءهم ; لعلها استرايجية استعمارية عتيقة لاخضاع الشعوب. لاريب ان هناك اوجه شبه كثيرة بين خناقي الهند و جماعة الخنق الحوثية اذا استبعدنا فارق الدين و القومية ;علما ان جميع الجماعات الرادكالية* لها قواسم مشتركة ليس المقام لتفصيلها و اللبيب تكفيه الاشارة. صار جليا باستقراء المستجدات المتسارعة في الشان اليمني ان القوئ الكبرئ تريد استبقاء الخناقون الجدد في الشمال كلاعب فاعل على الصعيد العسكري و السياسي في المدى المنظور ربما لارهاق التحالف العربي و لكي يظل هذا البلد مرتهن بالارادة الغربية .و غير مستبعد ان القوى الشمالية المتباينة قد وصلت الى توافق ما; يخدم مشروعها الداخلي ان سلمنا جدلا من وجود تبايا شمالي - شمالي من الاساس. ما يهمنا في المحافظات المحرره جنوبا حالة الاستقرار الملموس الذي نلمسه على الصعيد الامني و الاقتصادي و الخدماتي و ربما هو ناتج عن حالة من التفاهم بين حكومة الشرعية و العقلاء في المجلس الانتقالي الجنوبي في غير هضم لكافة القوى الخيرة و لعل لقاء الامين العام للمجلس الاخ الاملس ووزير الداخلية الاستاذ احمد الميسري جاء في سياق تلك التفاهمات و ثقافة الحوار . ختامانحن كجنوبيين نسر بهذا الحوار و و جود الامتعاض من هذا التقارب الجنوبي - الجنوبي امر وارد الحدوث فالممتعضون كثر ولكن الجانب الايجابي ان العدو المشترك يلعب دورا مساعدا لكي يتقارب المتحاورون و لكنه قطعا لا يمثل سببا حاسما للوصول لاتفاق في كل جوانب التباين ; لذا في كل الاحوال بقاء قنوات الحوار مفتوحة امر حيوي لمصلحة وطن. والله من وراء القصد *الراديكالية* يقصد بها عموما التوجه الصلب والمتطرف والهادف للتغيير الجذري للواقع السياسي أو التكلم وفقا له، و تعرف بأنها "كل مذهب متصلب في موضوع المعتقد السياسي"