من الضروري والواجب الوطني أمام كل الشرفاء والمناضلين من أبناء الشعب الجنوبي استيعاب مخاطر المرحلة الراهنة منذ اجتياح واحتلال الجنوب من قبل النظام العفاشي وشل حرب ضد الأرض والإنسان في الجنوب في حرب صيف 1994م واحتلاله بدون وجه حق، ومن هنا أجمع شعبنا بمختلف توجهاته بأنه حان الوقت أن نتصالح ونتسامح وفتح صفحة جديدة من التآلف ونبذ الفرقة ولابد من طي صفحة الماضي بكل مآسيها وتضميد الجراح لمواجهة الاحتلال بصمود وقوه، ومن خلال ذلك لبى الشعب الجنوبي نداء الشرفاء والمناضلين الذين أرسوا مبادئ التصالح والتسامح في تاريخ الجنوب الثائر المتطلع إلى الحرية والاستقلال واستعادة دولتنا المحتلة بحدودها المعترف بها دولياً قبل عام 1990م. ومن هنا انطلقت هذه المبادئ السامية للتصالح والتسامح لتنهي مرحلة كان تاريخها مليء بالمخاطر والتي أضرت بتاريخ شعبنا الجنوبي سلباً وكان التعاطي الإيجابي مع نداء الشرفاء والمناضلين في يوم التصالح والتسامح من أروقة جمعية أبناء ردفان في العاصمة التاريخية عدن، وبمباركة جميع الجنوبيين لهذه الخطوة المباركة التي لولاها لما استطعنا مواجهة العدو المحتل ولا نستطيع لملمة الشمل للبيت الجنوبي، ومن هذه الطريق العملاقة تأسست الطريق المعبّدة للنظر إلى المستقبل بحكمة وعقلانيه حتى تمكن شعبنا من تأسيس وبناء حراكة السياسي الشعبي الذي قاد الجماهير منذ 2007م منطلقين من المبدأ الأصيل للتصالح والتسامح الذي شكل الركيزة الأساسية لكل ذلك وتوحدوا حول مطلبهم العادل لقضيتهم الجنوبية وفضح سياسات الإحتلال أمام العالم وتذكير العالم بأن شعب الجنوب لديه قضية عادلة تتمثل بالحرية والاستقلال وإننا شعب ذات سيادة كاملة كفلتها لنا المواثيق الدولية ومن حقنا استعادة دولتنا المحتلة من قبل احتلال نظام صنعاء العفاشي آنذاك. ويعد التصالح والتسامح من يناير في كل انطلاقنا نحو بناء المستقبل مستلهمين من التاريخ العبر والدروس متجاوزين سلبيات الماضي وتوسيع دائرة التشاور والقبول بالآخر في حدود المعقول وعدم ترك الفرصة للأعداء لشق الصف الجنوبي والأخذ بالرأي السديد الذي يوحد ولا يفرق ومن خلال ذلك نستطيع مواجهة جميع التحديات والمتغيرات التي أصبحت اليوم حديث الساعة كل يوم نرى ونسمع موقف هنا وهناك تجاه قضايا الشعوب المضطهدة والمنادية بحريتها واستقلالها ونحن في الجنوب لم نكن بمعزل عن ذلك التحدي، لذا يتطلب من الجميع التوحد وعدم المكابرة والوقوف خلف من يمثل قضيتنا العادلة داخلياً وخارجياً.. منطلقين من الإجماع الشعبي الذي حظيي به المجلس الانتقالي تحت راية قيادة موحدة في 4/مايو / 2017م وباعتقادنا أن لا خلاف حول الهدف ولكن لابد من التنسيق والتشاور والتنازل لبعضنا البعض باعتبار ان التصالح والتسامح قضى على كل الخلافات والتباينات التي عصفت بالشعب الجنوبي في الماضي في مختلف مراحل تاريخه. لهذا أكد المجلس الانتقالي وهيئاته السياسية لأكثر من مرة بأن الحوار هو المخرج الوحيد لكل التباينات حول المسار السياسي للقضية الجنوبية، وعلى الجميع الاستيعاب الجيد لكيفية قيادة السفينة التي تقل الجميع إلى بر الأمان ولا بأس من طرح الرؤى بشفافية والتعاطي معها بعقلانية لأن قضية الشعب لن تكن بملك هيئة أو أشخاص أو أي تجمع كان دون إجماع الشعب حوله اقل تقدير، فإذا لم نكن عامل مساعد لا نكن عامل هدّام أمام تطلعات الشعب الذي قدّم الشهداء والجرحى والمعتقلين من أجل ذلك الهدف الكبير،وعلينا أن نكبر ويهون كل شيء من أجل ذلك.