كنا في زمن قريب في نشوة فرح غامرة لا توصف ( إلا بأنها ايام حماس ثوري عفيفه، طاهرة من دنس المال ) أيام نضال سلمي عنوافني لا يشق له غبار حملت فيه القيادة على أكتاف الشعب مع ترديد شعارات ثورية حماسية منها ( أقسمت لك بالله ما نهداء والأرض والثروات منهوبة ،، نستلهم الإخلاص والمبدأ من معتقل باعوم والنوبة ) اشتقت وغيري الكثير لتلك الايام التي حملنا فيها على اكتافنا المهندس محسن باصرة والعميد ناصر النوبة والرمز الثوري حسن باعوم وغيرهم الكثير من المناضلين الأبطال عندما كنا في أفضل ايام الثورة الجنوبية وعنفوانها . أيام كان الجميع لا يحلمون بشيء غير استعادة الوطن زمان كان الهم والهدف واحد ! إلا أن أغلب تلك القيادات خذلت الشعب اشتقت لأيام كان سلاحنا الوحيد فيها ( البصل ) والذي نواجة به قوت وجبروت الاحتلال الهمجي الذي يطلق علينا مسيلات الدموع والرصاص الحي . تخيل كنا ننزل الهاشمي وكل شخص يحمل قرنين من البصل البعض يقضمها والبعض الآخر يفحس بها عينية ليزيل سموم الاحتلال التي يطلقها دون اكتراث . اشتقت لتلك الايام التي نواجه فيها قوات الأمن المركزي ليلا في شوارع وازقة حي العريش في العاصمة عدن بالحجارة إلى جانب المناضلين الأحرار أذكر منهم الأستاذ عبدالله جاحب وأولاد العبادي منصور وناصر وعبدالحكيم وعلي مجرفه ومصطفى الكور وعوض الكازمي رحمة الله عليه والكثير من الشرفاء الاحرار لا يتسع المجال لذكرهم . يالله على ايام خلت أذكر ذات ليلة ونحن في ديوان الأخ مبارك مسيبع في دار سعد أردنا نقل عدد من علب الرنج (بخاخ) الى العريش بقيادة سالم الدياني رئيس اتحاد شباب الجنوب ووليد الشعيبي فتم التواصل بالمناضل ابو تمام القميشي الذي وصلنا فورا بسيارته الخاصة وقمنا بادخالها العريش بشكل سري وعبر طريق طويلة جدا وسلمناها للشباب في منزل المناضل علي مجرفة وماهي إلا ساعات إلا ومطار عدن قد تزين بالشعارات الثورية التي اقلقت قوى الاحتلال . الكثير من المواقف المؤثرة كان يعانيها الثوار الذي يتقاسمون رغيف الخبز آنذاك . كل الثوار الحقيقيون مازالت عيشتهم هي هي لم تتغير عكس الذين كانت لهم مآرب اخرى فهم في رغيد العيش ينعمون أما غيرهم مازالوا ينعمون بالعزة والعفاف ومستمرون في نضالهم . لا مقارنة بين الأمس واليوم فالفرق شاسع بين من يبحث عن وطن وبين من يبحث عن ما يمفخ البطن لكي تمتد ربطة العنق بشكل سلس. من يعبثون بعدن اليوم أشبه بعصابات المافيا ليس لهم من أهداف الثورة إلا جني المال وازهاق الأنفس تراهم يشخطون وينخطون ويشوهون جمال مدينة عدن بالسلاح والعتاد الذي سيذوب عند حدوث أي طارى يمس الوطن والثوابت الوطنية لهذا سلاحهم وعروضهم فقط للبسط والنهب والبلطجة وما يشابه ذلك من أقسام الفوضى واقلاق الأمن بعكس السلاح البسيط الذي كان يحمله الثوار وبه اهتزت أكبر ترسانة عسكرية ظالمة في عهد عفاش.