من كان مشككا في الأمس بوطنية البحسني وحبه لحضرموت, بات اليوم متيقنا أن البحسني هو الخيار الوحيد المناسب لقيادة طموحات الحضارم ورؤيتهم المستقبلية نحو نهضة وتنمية حضرموت , مهما اختلفنا في تسمية هذه الرقعة الجغرافية وانتمائها السياسي سواء كإقليم يتبع الدولة الجنوبية المنشودة او الشكل الحالي لليمن, فهذا لا يهم اكثر من ان يتمتع اهالي حضرموت بحقوقهم في ادارة محافظتهم. وكثيرة كانت الرهانات على البحسني, وتعددت هذه الرهانات منذ أن توليت إليه مهمة تشكيل قوات النخبة الحضرمية والمنطقة العسكرية الثانية في أواخر عام 2015, وخسر معظم اصحاب هذه الرهانات عندما تعرفوا على قدرات واخلاق منتسبي الجيش الحضرمي الذي صنعه البحسني التحالف قبل معركة التحرير, بل سقطت كل تلك الرهانات التي شككت في قدرة قواته على خوض معارك مع عناصر تنظيم القاعدة, عندما نجحت قوات النخبة الحضرمية في دخول ساحل حضرموت الذي يقبع تحت سيطرة عناصر ارهابية, واستطاعت تحريره في وقت قياسي وخوض معركة سطرها التاريخ انتهت بطرد عناصر القاعدة الارهابيين في 24 أبريل 2016, ثم عاودت الرهانات بالظهور مجددا بعد التحرير على عدم مقدرة البحسني وقواته على تحقيق الأمن والاستقرار وكان الجميع يتوقع أن ينشط عناصر التنظيم مثل السابق ويتم ظهور جزء جديد من مسلسل الاغتيال والعمليات الإرهابية, وسرعان ما انتهت هذه الرهانات وتلاشت مع نجاح البحسني وقواته في استتابته الأمن والاستقرار في جميع مناطق بساحل وهضبة حضرموت التي تنتشر فيها قوات المنطقة العسكرية الثانية في خلال عام كامل استمرت فيه قوات البحسني في ملاحقة عناصر التنظيم وتوالت انتصاراته على على هذه العناصر الإرهابية حتى أصبحت شيئا من الماضي. إذا فقد كنا مشكيين في البحسني منذ البداية, وسرعان ما تبدلت هذه الشكوك بعد التحرير والفترة التي تلته, واصبحنا جميعا متيقنين في قدرات البحسني العسكرية وبسالة جيشه وفاءهم لحضرموت, بل حتى أننا لم نعش من قبل مشاعر وطنية متجسدة في التلاحم والوفاء تجاة حضرموت مثل تلك التي عشناها مع البحسني وقواته بعد دخولهم المكلا. وعندما تم تعيين البحسني محافظا لحضرموت, عاودت الشكوك الجميع في قدرات البحسني الإدارية, وازدادت وتيرة هذه الشكوك مع تدني مستوى الخدمات في الكهرباء والمشتقات النفطية وتدهور العملة وارتفاع الاسعار وكل الفوضى التي أعقبت توليه ادارة المحافظة, لدرجة اوصلت كثيرا منا الى حالة من اليأس, خصوصا مع اسلوب البحسني التقليدي في الادارة والذي لم يكن معظمنا يفهمه لا سيما وأن الحلول والخطوات التي يتبعها لمعالجة الوضع بعيدة المدى في الوقت الذي كنا ننتظر حلول سريعة وعاجلة, وكل هذا اوصلنا لدرجة لا تصدق وعود البحسني بتاتا. ولكن خلال عامين فقط مررنا فيه بكل هذه المشكلات, اصبحنا اليوم نعيد النظر في قدرات البحسني الإدارية, وبدأت معظم الشكوك في التلاشي, واصبحنا نلتمس نتائج تحركات البحسني وخطواته على الواقع , وأصبحت معظم الوعود التي قطعها الرجل على نفسه وافية, ونلمسها ونعيشها, فعندما وعدنا البحسني في وقت سابق, انه يسعى لإيجاد تيار كهربائي مستمر يغطي حضرموت كاملة, فها نحن اليوم نعيش كهرباء مستقرة في جميع مديريات حضرموت ساحلا وواديا بعد المنحة السعودية للمشتقات النفطية التي لم تأتي إلا بجهود وتحركات البحسني, لدرجة أننا نسينا متى اخر مرة انقطع فيها التيار الكهربائي, وكذلك عندما قال البحسني أن أزمات المشتقات النفطية أزمة عابرة وأنه اتخذ عدة حلول ومعالجات لإنهاء الازمة, كان صادقا في ذلك, ونحن اليوم نشهد استمرار في تموين المشتقات النفطية في جميع المحطات بحضرموت, بل أن اسعارها انخفضت و وصلت إلى سعر اقل من المحافظات الاخرى, كما أن البحسني كان صادقا معنا عندما وعد بحل أزمة ارتفاع الأسعار مواجهة جشع التجار وحل هذه الازمة بتدشينه برنامج التموين الغذائي, كما أنه بدأ بعمل اجراءات لضبط التلاعب بالعملة وسعر الصرف, وكذلك للحد من زيادة سعر الإيجارات, واليوم نرى في حضرموت استقرار في العملة وسعر الصرف أكثر من أي محافظة اخرى, وكذلك بدأت السلطات في حضرموت عدم اعتماد اي عقود ايجارات بالريال السعودي, كما ان مدن حضرموت شهدت في عهد البحسني تطبيعا للحياة وازدات الحركة التجارية والاستثمارية وازدات فيها فرص العمل, كما ازداد كذلك الوافدين إلى المحافظة. وكثيرة هي الأمور التي وعد بتحقيقها البحسني وصدق معنا الوعد واصبحت على الواقع, حتى تلاشت كل تلك الشكوك حوله, ولازال الرجل يعمل بصمت ويتحرك , واصبح معظمنا متيقنا ان البحسني مخلص لحضرموت ووفي لها اكثر من جميع أبنائها, عدا تلك الاصوات النشاز التي تهاجمه من حين لأخر بدون سبب تنفيذا لاجندة سياسية لا نريد الحديث عنها ولكن اعتقد ان الكثير يعرف من هم, ومهما قالوا عن البحسني فأقوالهم تحكي شيئا والواقع يؤكد شيئا آخر. وخلاصة جميع ماذكر فإن البحسني ازال كل الشكوك حوله, بجهده وعمله وإخلاصه لحضرموت, وبعد كل هذه التجارب التي أثبت لنا البحسني انه جدير بالثقة, فقد حان الوقت أن نمنح هذا الرجل الثقة المطلقة جميعنا دون استثناء, ولنكن على يقين انه لا يخيب املنا فيه حتى وان كان البعض لازال يرى اليوم ان قافلة البحسني تمشي ببطء, نقول له "ان تمشي القافلة ببطء أفضل من وقوفها في مكانها لسنوات دون تقدم" وهكذا كان حال حضرموت قبل البحسني.