عندما حقق المنتخب الفرنسي لقبه الأول في كأس العالم عام 1998 ، لم يكن كيليان مبابي قد أتى لهذه الدنيا ولم يشاهد الاحتفالات الغفيرة في الشانزليزيه ، بل كان مجرد مشروع بعد 20 عاما. هدفه ضد كرواتيا في مونديال روسيا الأخير كان حاسما ومنح اللقب الثاني لمنتخب بلاده فرنسا ، ليصبح أول لاعب يسجل هدفا في النهائي منذ بيليه عام 1958. مبابي كان واضحا عليه النضج في كأس العالم ، حيث سجل أربع أهداف وفاز بجائزة أفضل لاعب شاب في مونديال روسيا عن جدارة واستحقاق. اللاعب البالغ من العمر (19 عاما) يطمح إلا ما هو أبعد من ذلك وبات يهدد بوضوح عرش النجمين كريستيانو رونالدو و ليونيل ميسي. ظهرت موهبة مبابي في “بوندي”، شمالي شرق باريس، حيث يعمل والده مدربًا للفريق المحلي هناك، ليذهب كيليان رفقته إلى التدريبات، ويقع في حب اللعبة، جاءت بعد ذلك مرحلة أكاديمية كلايرفونتين، بين عمر الثالثة عشر إلى الخامسة عشر، ليتحول الصبي صاحب البنية الضعيفة، إلى موهبة مصقولة، تنافست عليها الأندية الأوروبية، قبل قرار الانتقال إلى موناكو، حيث البيئة المناسبة لتطوره. وفي سن 18 عاما اكتشف فريق موناكو موهبة مبابي الذي يملك شيئا من أسلوب رونالدو تيري هنري ، ليلفت نظر نادي العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان وينتقل إليهم بمقابل فلكي بلغ (180 مليون يورو) ، الصيف الماضي. ويعتبر مبابي هو زعيم مجموعة من المواهب المبكرة ، التي ولدت بين عامي 1997 و 1999 ، على شفا الألفية الجديدة ، التي هاجمت القمة بالفعل في مختلف الرياضات. السلوفيني لوكا دونسيتش في سن (19 عاما) فعل المستحيل مع ريال مدريد وجلب لهم عددا من الألقاب الكبيرة ليتوجه مبكرا لدوري السلة الأمريكي للمحترفين. وفي سن 21 حصدت الأمريكيتان كاتي ليدكي و سيموني بايلز الذهب في منافسات السباحة والجمباز في الألعاب الأولمبية. وفي سن (19 عاما) يهدد الكاهن الأثيوبي بأن يكون أول من يقفز فوق تسعة أمتار. وليليز صاحب ال (21 عاما) متوقع أن ينافس الأسطورة يوسين بولت على الأرقام القياسية في سباقات السرعة ، في حين يظهر أسم الأماني ألكسندر زفيريف ويلينا اوستابنكو (21 عاما) كأسماء قوية بارزة للسيطرة على كرة المضرب مستقبلاً. جميع من ذكرناهم هم جزء من جيل مبابي ، فمستقبل الرياضة العالمية هو بين أيدي هؤلاء.
