هنالك مقولة مشهورة تقول: من السهل بناء المصانع ولكن من الصعب بناء الرجال... ربما تكون هذه الحرب العبثية في اليمن والتي أندلعت منذ أربع سنوات غيرت الكثير من القيم النبيلة والعادات اﻷصيلة عند الكثيرين..حيث أختفى اﻷنتماء وحب الوطن وغابت اﻷمانة وطغت المصالح الشخصية التي أصبحت تتصدر المشهد حاليا في اليمن بكل جدارة وإستحقاق!! في ظل هذا التخبط وتعدد الجهات اﻷمنية واﻹزدواجية في مهامها كل هذه العوامل السلبية ساعدت و أثرت كثيرا على طريقة عمل اﻷجهزة اﻷمنية حتى وصل الحال بأن يفقد المواطن الثقة برجال اﻷمن!! كل ذلك لم يمنع أبين وكما عهدناها منذ القدم بأنها مصنع الرجال على الدوام مهما تأمر عليها ضعفاء النفوس وحاول بعض اﻷقزام التقليل من شأنها وشأن رجالها اﻷوفياء!! هناك وفي نقطة دوفس اﻷمنية يتم صناعة الرجال بمواصفات خارقة ونادرة الوجود .. فما تحققه تلك النقطة من أنتصارات ونجاحات رائعة من خلال تصديها الرائع في مكافحة تهريب السلاح والمخدرات بمختلف أنواعها القادمة من المحافظات اﻷخرى!! صراحتا وأمام تلك الجهود الكبيرة أجد نفسي عاجزا تماما في صياغة الكلمات والجمل المناسبة في هذا المقال حيث أخشى من التقصير و عدم إعطاءهم القدر الكافي والمستحق من التقدير العالي والثناء وعظيم الشكر واﻹمتنان على كل جهودهم الجبارة!! قد لا تكفي كلماتي البسيطة ولا مداد أقلامي في أن تعطي قائد نقطة دوفس وجميع أفراد القوة اﻷمنية الشجعان المرابطين فيها بين لهيب الشمس الحارقة والكثبان الرملية اﻷشادة المطلوبة لدورهم الرائع والكبير ويقضتهم وحسهم اﻷمني العالي والكبير في التصدي لكل المحاولات الدنيئة والخسيسه التي تسعى من خلالها أطراف وجهات لا نعرفها والتي تهدف من وراء ذلك زعزعة اﻷمن والاستقرار وكذلك العمل على إنتشار وترويج وتعاطي المخدرات بين صفوف المجتمع!! تعتبر نقطة دوفس الدرع الواقي وصمام اﻷمان لمحافظة أبين وكذلك للعاصمة اﻷقتصادية عدن.. فعلى أعتاب نقطة دوفس تتقهقر كل المحاولات الحثيثة والبائسة وتحت أقدامهم الثابتة والراسخة تتحطم مؤامرات اﻷعداء!! قد لا أكون مبالغا في كلامي أذا قلت إن نقطة دوفس هي أفضل النقاط الأمنية على مستوى اليمن برمته من خلال اليقظة والحس اﻷمني العالي في عملية التفتيش الدقيق لجميع المركبات التي تمر من خلال هذه النقطة، كما لا ننسى ايضا اﻷشادة باﻷخلاق الحميدة وحسن المعاملة التي يتصف بها جميع أفراد النقطة الميامين أثناء تأدية الواجب !! لم يأت أختياري لهم بأنهم اﻷفضل من فراغ بل من خلال نجاحاتهم الباهرة على أرض الواقع فعملهم الدؤوب والمتفاني شاهدا على كل ذلك!! حيث لم نسمع مطلقا قيام هؤلاء الشباب اﻷوفياء المرابطين في نقطة دوفس بإستغلال النقطة لممارسة اﻹبتزاز والمساومات المبتذلة والرخيصة ولم نسمع قط قيامهم بأخذ الرشوة من سائقين السيارات ولم نرى أو نلتمس منهم أي تعنت أو عنجهية وإستفزاز لكل المارين على الطريق.. فتلك اﻷساليب الوقحة نشاهدها بإستمرار في الكثير من النقاط اﻷمنية اﻷخرى على طول وعرض البلاد!! من المخجل والمؤسف حقا ذلك التجاهل الفظيع والغير مبرر من السلطة المحلية بمحافظة أبينوعدن تجاه أفراد النقطة، أنا وعن نفسي لم أسمع عن أي جهة أمنية أو رسمية عملت على تقديم اﻷهتمام والرعاية وسعت على تذليل كافة الصعوبات التي تعترض عمل أفراد نقطة دوفس!!. بالله عليكم أهكذا يتم معاملة اﻷبطال اﻷوفياء؟! لا تستغربوا أبدا من هكذا معاملة فاﻷخلاص والشرف واﻷمانة لا توجد نهائيآ في قاموس المسؤولين الكبار!! عندي بعض التساؤﻻت البريئة طبعآ: هل هنالك نقاط أمنية منتشرة على طول الطريق من المهرة إلى نقطة دوفس؟! إذا كانت اﻹجابة بنعم فماهو إذن دورها إذا كانت نقطة دوفس هي دائمآ من تكتشف السيارات المستخدمة في عمليات تهريب السلاح والمخدرات؟! هل الهدف من وجود تلك النقاط اﻷمنية هو من أجل الصرفة واﻹبتزاز فقط ولاغير؟! إذا كان المسؤولين الكبار والقيادات اﻷمنية لا يستطيعون تقديم وتوفير اﻷهتمام والرعاية اللازمة ﻷفراد نقطة دوفس نظير تفانيهم وأخلاصهم الكبير فأقل واجب نريد منهم تحركات وإجراءات رادعة ضد النقاط اﻷمنية المتخاذلة والمقصرة في عملها وواجبها!! إلى متى سيستمر السكوت وغض الطرف عن النقاط اﻷمنية التي مازالت تمارس الفشل المتكرر دون أن تجد من يحاسبها على تقصيرها وتخاذلها المروع خلال عملية التفتيش مما سمح بمرور سيارات المهربين من تلك النقاط مع تعظيم سلام هي وكل ما تحتويه هذه السيارات من اﻷسلحة والممنوعات !! ختامآ..... لا أملك سوى دعواتي الصادقة لله تبارك وتعالى وكذلك دعوات كل الخيرين من أبناء محافظة أبينوعدن بأن يحمي ويحفظ جنودنا اﻷبطال من كيد اﻷشرار الذين يعملون بكل أخلاص وتفاني في بعض النقاط اﻷمنية والذين لا ينتظرون من أحد جزاءا ولا شكورا ، ولا نامت أعين الجبناء والمتخاذلين!!