الجنوب.. معاناة إنسانية في ظل ازمة اقتصادية وهروب المسئولين    قيادي في "أنصار الله" يوضح حقيقة تصريحات ترامب حول وقف إطلاق النار في اليمن    اليوم انطلاق منافسات الدوري العام لأندية الدرجة الثانية لكرة السلة    هي الثانية خلال أسبوع ..فقدان مقاتلة أمريكية "F-18" في البحر الأحمر    كيف تُسقِط باكستان مقاتلات هندية داخل العمق؟    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الاربعاء 7 مايو/آيار2025    وزير الشباب ومحافظ ذمار يتفقدان أنشطة الدروات الصيفية    دوري أبطال أوروبا: إنتر يطيح ببرشلونة ويطير إلى النهائي    ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين جراء العدوان الصهيوني على غزة إلى 213    عشرات القتلى والجرحى بقصف متبادل وباكستان تعلن إسقاط 5 مقاتلات هندية    الإرياني: استسلام المليشيا فرصة تاريخية يجب عدم تفويتها والمضي نحو الحسم الشامل    الكشف عن الخسائر في مطار صنعاء الدولي    النمسا.. اكتشاف مومياء محنطة بطريقة فريدة    دواء للسكري يظهر نتائج واعدة في علاج سرطان البروستات    مكون التغيير والتحرير يعمل على تفعيل لجانه في حضرموت    إقالة بن مبارك تستوجب دستوريا تشكيل حكومة جديدة    57 عام من الشطحات الثورية.    الحوثيين فرضوا أنفسهم كلاعب رئيسي يفاوض قوى كبرى    الإمارات تكتب سطر الحقيقة الأخير    تتويج فريق الأهلي ببطولة الدوري السعودي للمحترفين الإلكتروني eSPL    في الدوري السعودي:"كلاسيكو" مفترق طرق يجمع النصر والاتحاد .. والرائد "يتربص" بالهلال    بذكريات سيميوني.. رونالدو يضع بنزيما في دائرة الانتقام    وزير التعليم العالي يدشّن التطبيق المهني للدورات التدريبية لمشروع التمكين المهني في ساحل حضرموت    صرف النصف الاول من معاش شهر فبراير 2021    لماذا ارتكب نتنياهو خطيئة العُمر بإرسالِ طائراته لقصف اليمن؟ وكيف سيكون الرّد اليمنيّ الوشيك؟    طالبات هندسة بجامعة صنعاء يبتكرن آلة انتاج مذهلة ..(صورة)    بين البصر والبصيرة… مأساة وطن..!!    التكتل الوطني: القصف الإسرائيلي على اليمن انتهاك للسيادة والحوثي شريك في الخراب    بامحيمود: نؤيد المطالب المشروعة لأبناء حضرموت ونرفض أي مشاريع خارجة عن الثوابت    الرئيس المشاط: هذا ما ابلغنا به الامريكي؟ ما سيحدث ب «زيارة ترامب»!    تواصل فعاليات أسبوع المرور العربي في المحافظات المحررة لليوم الثالث    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الكهرباء أول اختبار لرئيس الوزراء الجديد وصيف عدن يصب الزيت على النار    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 6 مايو/آيار2025    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    ودافة يا بن بريك    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    برشلونة يواجه إنتر وسان جيرمان مع أرسنال والهدف نهائي أبطال أوروبا    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    مرض الفشل الكلوي (3)    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في جامعة عدن .. طلاب بأحلام مؤجلة .!!
نشر في عدن الغد يوم 02 - 01 - 2011


تحقيق / أماني البيحاني
عند ذهابي لمكان عملي في الصباح الباكر كان يسعدني كثيرا منظر الطلاب وهم متجهين الى كلياتهم ، منظر رائع وكأنهم خلية نحل نشيطة الكل فيها متجه لخدمة الملكة المدللة ، كانت الملكة بنظري هي المستقبل ، المستقبل المشرق الذي ينتظر هؤلاء الشباب ، هؤلاء الشباب الذين يسيرون بخطى ثابتة ، يعلمون جيدا ماذا سيدرسون ولماذا ؟ كنت أتمنى أن استوقفهم لأقول لهم أنتم محظوظين ، لأنكم شباب يعلم ما يريد وشخصيته قوية ، كنت اتمنى أن أعطيهم دفعة للأمام ،كنت اتمنى واتمنى واتمنى ولكن بعد نزولي الى بعض الجامعات أصبت بصدمة حقيقية ،، صدمة حاولت قدر المستطاع تخفيفها في في تحقيقي حتى لا تصابوا باليأس ،، صدمة من بعدها أصبحت (( أتمنى أن لا أتمنى )) .
يخيل لي ان الكثير من طلاب جامعة عدن اليوم يعيشون معاناة دائمة لاتنتهي ابداً ابداً والسبب في ذلك أمور متعددة الكثير من تراجع عام تشهده الجامعة اليوم لن أتحدث ولن أطيل ولكنني ساتركم معي ضيوفي وهم سيتحدثون بألسنتهم.


كلية الهندسة
كانت بداية المشوار كلية الهندسة و تم اختيار الطلاب بشكل عشوائي بحيث تجولنا في كافة المراحل ابتداء بسنة أولى ومرورا بجميع المراحل الى أن وصلنا الى الدفعة التي ستتخرج قريبا وهي تحمل لقب مهندس، حلم الكثيرين الذين لم يحالفهم الحظ أو الذين ينتظرون ان يأتي دورهم للدراسة ، لقب كبير بحجمه من وجهة نظري ولكنني تفاجأت كثيرا عندما اقتربت من الطلاب الذين لا يشعرون بطعم النجاح ولا حلاوة اللقب تغيرت وجهة نظري بشكل كامل ولأكون صادقة في طرح الموضوع حاولت أن ألمس قلوب الطلاب وأثرت مشاكل كانت مدفونة بداخلهم ، أو بالأصح اضطروا يدفنوها لكي يستطيعوا ان يستمروا ولسان حالهم يقول (( بررررع أنت في اليمن)) .
كانت البداية مع الطالبة منى محمد قاسم (سنة أولى هندسة كمبيوتر ) : قالت
انا من أولى الطالبات لسنوات عدة في دفعتي ، وكان معدلي امتياز ، اخترت تخصص بعيد كليا عن ميولي فقد كانت رغبة الوالد هي أن ادرس هندسة كمبيوتر ورغبة والدتي طب بشري ،، وحلم حياتي هو أن أدرس هندسة مدنية، وضاع حلمي لسببين هو أن البعض يعتقد بأن المجال لا يناسبني كفتاة وان جميع الطلاب أولاد ، والسبب الثاني هو ان فرص العمل تكون للشباب .
تواصل قائلة :"اضطررت أن ادرس هندسة كمبيوتر ، وقد واجهت مشاكل عديدة أولها هو عدم معرفتي لكيفية استخدام الكمبيوتر بشكل نهائي لأنه لم يكن من اهتماماتي ، وهذه المشكلة استطعت أن أسيطر عليها ، ولكن المشكلة التي مازلت أعاني منها وهي معلم مادة الكيمياء ،، الذي يعاملنا بطريقة سيئة جدا ولا يقوم بشرح المادة بشكل صحيح وكامل بحيث ندرس المادة باللغة الانجليزية ,,, ويضطر العديد من الطلاب على مدى سنوات ان يعلق تلك المادة ويحمل لقب مهندس مع هذه المادة المعلقة من سنه أولى وهي السنة الوحيدة التي ندرس فيها الكيمياء .
وتقول:" كنت من أولى الطلاب ولكن حاليا أشعر بالضياع وبأني غريبة عن نفسي فلو كان التقصير مننا كطلاب فسنقول نحن نستحق ذلك ولكن التقصير يأتي من المعلم الذي لا يشرح الدرس إطلاقا وأن شرح يعطينا فقط رؤوس أقلام ويجب علينا البحث ، فكيف نبحث عن شيء لم يتم شرحه لنا لنفهمه ، فالمادة كلها مصطلحات علمية لم تمر علينا من قبل . قدمنا عدة شكاوى للإدارة ولكن لا حياة لمن تنادي ، ويقول الطلاب الذين سبقونا بأننا يجب أن نستسلم لسياسة الإدارة لأنها لن تتغير مهما اعترضنا .
خوف وضياع
تأثرت كثيرا مع إحدى الطالبات التي كان الحزن واليأس يلقي بضلاله عليها بشكل واضح وكأنها ذاهبة الى رسم نهايتها في الحياة وليس على درب تحقيق الأمنيات والذات الطالبة ميادة أحمد علي ( سنة أولى هندسة كمبيوتر ).
قالت بحزن :"انا من اوائل الطلاب في مدينتي أتحدث الانجليزية فقد درست اللغة الانجليزية في أحد المعاهد الباهظة التكاليف ،، وذلك لتحقيق حلم حياتي وهو أن أدرس تكنولوجيا معلومات ،، والى الآن لا أعرف لماذا تم رفضي وتم قبول طلاب بالواسطة بحيث مستوياتهم أقل كثيرا من مستواي ،،، حاليا أدرس هندسة كمبيوتر وأشعر بأني ضائعة وغير متأقلمة نهائيا مع الوضع وأأتي الى الكلية بلارغبة ولكن مضطرة ،، في العام القادم سأنتقل الى المجال الذي أرغب فيه وهو تكنولوجيا معلومات .
كانت رغبة الأهل أن ادرس طب بشري ولكن لم اوافقهم الرأي ،،وتمسكت بحلم حياتي ،وسأصبر حتى أحققه و أتمنى أن لاتحرمني إدارة الجامعة من تحقيقه في العام القادم أن شاء الله .
الطالبة مروة محمد سعيد ( سنة خامسة هندسة اتصالات ) :
كانت رغبتي أن أدرس هندسة مدنية ولكن واجهت صعوبة عدم تقبل المجتمع لعمل الفتاة بذلك المجال ،، ولأني أحب الهندسة اضطررت أدرس هندسة اتصالات ،، ومن أجل أن أحقق ذاتي حاولت أحب المجال وفعلا أحببته ولكن المشكلة الأكبر لنا كطلاب هي معاملة المدرسين لنا بطرق غير لائقة بحيث نعاني من تلك المشكلة على مدى الخمس سنوات الماضية ،،، يتغير المدرس ولايتغير الأسلوب ،،، حاولنا أن نقوم بإعتصامات ولكن دون جدوى ،، إدارة الجامعة تقف بصف المدرس بدون نقاش .
الطالب التالي قصته معقده وفي تجربته تجد كل الحالات مجتمعه فيه

الطالب محمود سالم احمد (سنة خامسة هندسة اتصالات ) : ميولي الشخصية هندسة كمبيوتر ، ولكن لم أدرس هذا المجال لأنه باستطاعتي دراسته في أي معهد وبظرف سنة فقط !! فلماذا أضيع خمس سنوات من عمري (( بصراحة منطق)) ، قمت بدراسة هندسة اتصالات لأني اعتقدت بأني سأستفيد من الجامعة بحيث التطبيق بشكل عملي ولكن تفاجأت بأن التطبيق نظري فقط ،، وأيضا كنت أعتقد قبل خمس سنوات بأن هذا المجال مطلوب في سوق العمل واكتشفت بعد ثلاث سنوات بأن فرص العمل فيه قليلة جدا ان لم تكن معدومة، وذلك لما لمسناه من الطلاب المتخرجين قبلنا فلم استطع ان أغير مجال أخر لأني كنت في سنة ثالثة، فمن تعتقد سيعطينا فرص عمل ونحن لم نطبق شيء مما ندرس ،، فالأجهزة الموجودة بالجامعة خربانة من قبل ما نلتحق فيها ،، ومازالت على ماهي عليه ،، الى جانب ذلك معاملة المدرسين السيئة لنا ،،، بحيث صديقي تعرض للفشل بسبب احد المدرسين ،وعندما قال للمدرس لماذا؟ قال له المدرس :( كده شكلك لم يعجبني ) .
اما عن رغبتي والتي سأحاول أن أحققها بعد دراستي الجامعية هي سأذهب الى صنعاء وادرس برنامج هندسي متعلق بالهندسة المدنية وهي المهنة التي يعمل فيها الوالد والوالدة ،، والتي لو عاد الزمن بي الى الخلف سأختارها .
معاناة متفردة
هذه الطالبة معاناتها كبيرة فهي طالبة مجتهدة ولكن محبطة جدا جدا ،، اثناء حديثي معها قالت لي وهي تبكي لقد أثرتي أشياء كانت مدفونة بداخلي ،، وفكرتيني بأحلام أحاول جاهدة أن أحققها ،، ولكن الواقع غير مانتمنى ،،
الطالبة خلود عبد الكريم علي ( سنة ثانية هندسة كمبيوتر ) : انا أهوى الرسم وكانت أمنية حياتي أن ادرس هندسة مدنية لكي أحول رسوماتي الجميلة الى واقع ملموس ،، ولكن اضطررت أن أغير رغبتي بسبب أن جميع الطلاب في الهندسة المدنية هم ذكور فقط ،،،، درست هندسة كمبيوتر من اجل الشهادة فقط فأنا لا أحب العمل المكتبي، أحب الانطلاق ،، أنا غير راضية عن دراستي لذلك بعد التخرج سأدرس في أي معهد هندسة مدنية ، وسأحقق حلمي وأصمم رسوماتي بنفسي .
نحن نعاني كثيرا من المعلمين الذين يعقدون علينا الدراسة ،، يقوم المعلم بشرح جزء بسيط من الدرس ونحن علينا ان نقوم بالبحث الكامل ،، وما يحبطنا هو بعد البحث والتعب يأتي المعلم بكل برود ليقول ليس هذا ما أريد ؟؟؟ والسؤال الذي يظل طوال العام يشغلنا ما الذي يريده الأستاذ بالضبط ؟ فهو لا يقتنع بأي شيء ،، مهما بحثنا ومهما تعبنا لا يتم تقديره أبدا .
نحن نعاني أيضا من ضغط المحاضرات ففي اليوم الواحد يصل العدد الى أربع محاضرات ،، من الصباح الى العصر وعند عودتنا الى المنزل يجب البحث لما يريده المدرس مننا ،، وأيضا يجب التحضير لما سيتم دراسته في اليوم الثاني .
يقوم بعض المدرسين بالسب والشتم ، فهل يعقل من مدرس أجيال أن يتلفظ بألفاظ ( ياحمارة و ياحمار ) وألفاظ أخرى أخجل أن أذكرها أمامكم ،،،، أليس من حقنا أن نعامل باحترام .
وأوجه هذا السؤال الى إدارة الجامعة لماذا نحن الجامعة الوحيدة التي لا ينصف فيها الطالب برغم أننا من اوائل الطلاب على مستوى الجمهورية ؟ وأقول لهم عدم إنصافكم لنا جعل الأساتذة يتمادوا في معاملتهم السيئة لنا ،، فنحن طلاب علم .
حصاد الجولة الاولى
عند مغادرتنا للجامعة استوقفنا عدد كبير من الطلاب وكان جميعهم يرغبون بالحديث معنا كانوا متعاونين بشكل كبير جدا ،،لقد كنا المتنفس لهم لما يعانوه من مشاكل الكل يغض الطرف عنها أو مثل ما كنت اعتقد بأنها غير موجودة ،، وجدنا طلاب على مستوى كبير من الجدية والخوف ع المستقبل ،، شباب ضائع بالفعل ،،، والجميل بأنه لم يستسلم للضياع ،، برغم المعاناة التي يعانوها وجدناهم صابرين ومصممين على تحقيق أمنياتهم ،، وليس المهم بالنسبة لهم التوقيت ،، كل الذي يهمهم أن يصبحوا الشخص الذي يتمنوه ولو ليوم واحد فقط ،،،
الا يستحق هؤلاء الشباب تسهيل العقبات أمامهم .
كلية التربية

اليوم التالي كانت محطتنا الثانية هي كلية التربية ،،، مدخل الكلية غير مفهوم !!!! يوحي وكأني ذاهبة الى حقبة زمنية أخرى ،، كل شيء فيها قديم ، وكأن الحداثة ستؤثر على تعليم الطلاب !!! الكلية عبارة عن كومة من الأتربة ، من أول خطوة رحبت بي ترحيب حاااااااار محمل بالأتربة وضعت أثارها على ملابسي ، حاولت أن أتغاضى واعتبرته مزح من النوع الثقيل ، ولم أنفض عني الغبار لأن البداية لا توحي بأنها النهاية فالكلية من أجل أن تتجول فيها يجب أن تكون لديك خارطة أو مرشد سياحي ، لأنها عبارة عن متاهة ، لا أعلم لماذا هي مفككة الى هذه الدرجة ، بين كل قاعة وأخرى عشرات الأمتار ، برغم ذلك لم أترك المكان يؤثر بي ، وألتقيت بعدة طلاب وكان لقائي الأول مع الطالبة

منى احمد محمد ( سنة ثالثة تربية انجليزي ) :
قالت:" انا الخامسة ع الجمهورية في الثانوية العامة ،،، كانت أمنية حياتي أن أصبح دكتورة ، ولكن تم اختيار طلاب بالواسطة ولم يتم اختياري ، تم قبولي بكلية الصيدلة ودرست على أمل أن أحول في العام التالي كما كان يطبق سابقا ولكن تم الرفض لأن الإدارة قامت بتغيير منهجيتها ،، فضعت مابين كلية الصيدلة التي لم أجد نفسي فيها ومابين تحطيم حلم حياتي ، فقررت أن أغير الى تربية انجليزي ولكن باب التسجيل كان قد توقف بسبب انشغالي مابين الطب والصيدلة فاضطررت أن ادرس ( موازي ) ،، أيعقل أن أكون الخامسة ع الجمهورية ولا أجد جامعة أحقق فيها ذاتي ، فنحن هنا نعاني من المدرسين الذين لا يشرحون لنا الدروس باللغة الانجليزية ،، كل حديثهم معنا باللغة العربية ،، ما أريده من هنا هو الشهادة فقط ،، وبعد ذلك سأدرس اللغة الانجليزية في أحدى المعاهد .

الطالبة ريم محمد عبدالله (سنة ثالثة تربية انجليزي ) :
قالت:" كانت أمنيتي أن أصبح معلمة أجيال لأني أحب هذا المجال كثيرا ، ولكن بعد معاملة المعلمين السيئة لنا كطلاب ، غيرت اتجاهاتي وكرهت مجال التعليم بشكل تام ولن أعلم في المستقبل سأعمل بأي مجال ألا مجال التعليم .
الطالبة سماح أنور ( سنة أولى تربية انجليزي ) :
قالت:" كان حلم حياتي هو أن أدرس مجال الطيران ,,, وثابرت في دراستي الثانوية وكنت من الأوائل ع الدفعة حتى أحقق حلمي ، ولكن صدمت من واقع الحكومة في اليمن أيعقل أن أذهب للتسجيل فيطلبوا مني مبلغ وقدره (10.000 000) ريال يمني ، لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ومن يستطيع من الشعب العادي الغير مسئول في الحكومة أن يدفع هذا المبلغ ( يمكن سيشترون طائرة خاصة لها , غريب أمرك يا يمن ) .
الطالبة ريما عبدالله قاسم ( سنة رابعة تربية انجليزي ) :
قالت:"أنا أحب اللغة الانجليزية فهي لغة العصر ولكن لم تكن أمنيتي أن أدرسها بهذا الشكل المحبط ،،،،، ما نتعلمه هنا هو تربية انجليزي ويهيأنا لنصبح معلمات فقط !!!!!!! فأنا كنت اتمنى أن أدرس في الكلية آداب انجليزي ، وهذا القسم موجود في صنعاء فقط !!!!!!!!!!!!!!!!!!! لماذا هذه العنصرية وحرمان شباب عدن من تعليم شيء يرغبون فيه ،، لماذا لا يتوفر هذا القسم في عدن لماذا لماذا ؟
كلية الآداب :
وصلت كلية الآداب في الساعة الثانية عشرة ظهرا ، وهو وقت الذروة في أي جامعة ، حيث يكون الطلاب في كل مكان مجموعات صغيرة وكبيرة ،تسمع الضحك والمرح ووجوه باسمة متفائلة ، ولكن ؟؟؟ كل شيء كان مختلف وكأن الكلية كانت تعاقبني لنظرتي المتفائلة كانت شبه فارغة خاوية على عروشها بالفعل مدينة أشباح ،مدينة تركها كل ملوكها وجنودها بدون قطرة دم واحده !!!!!!!! تركوا جدرانها تأكل بعضها البعض ، خلفوا ورائهم صرح علمي كبير يتعرض لعوامل تعرية ستبيده تماما في ظرف سنوات قليلة قادمة ، السؤال الذي لم أجد له إجابات شافية هو لماذا ؟ هذه الكلية بالذات كانت تضج بالطلاب ، هل توقف شبابنا عن دراسة الإعلام ؟ هل توقف عن دراسة علم الاجتماع ؟ هل توقف عن علم النفس؟ هل توقف عن وعن وعن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فالكلية فيها أقسام عدة تستحق الدراسة .

أتيت للجامعة لنقل هموم ومشاكل الطلاب ، فكانت هي أول من بكى واشتكى ، فأصبح الهم همين ووعدتهم جميعا بنقل مشاكلهم للمساعدة لحلها ، رأيت فتيات متجمعات تحت ظل شجرة فاقتربت منهن واستأذنتهن بأخذ خمس دقائق من وقتهن ، فرحبن ، وقامت أحداهن لأجلس مكانها ، أخبرتهن عن البحث الذي أجريه وكانوا جدا متعاونات وقالوا لي : ليتك أتيتي من زمان.
كان بداية حديثي مع أحدى الطالبات التي كان يأس مرسوم على ملامحها وكأنها نسخة مصغرة من حال هذه الكلية ، كان حديثي مع الطالبة نجوى علي فضل ( سنة ثالثة علم اجتماع ) :
قالت:"كنت أرغب في دراسة الحقوق فأنا أحب هذا المجال كثيرا ، ولكن رفض أهلي بشكل قاطع استكمال دراستي الجامعية ، حاولت أقناعهم بكل الطرق ، بدون جدوى ، رفضوا ، ويا ليتهم أكتفوا بالرفض بل زوجوني ، وكان زواجي مأساة حقيقية ، تعرضت لمعاملة سيئة جدا من قبل زوجي ، وعدت إلى بيت أهلي وأنا أحمل لقب مطلقة مع وقف التنفيذ ، وبدلا من الدراسة في الجامعة أصبحت من محكمة الى محكمة لأن زوجي رفض أن يطلقني بالرغم من أنه تزوج وأصبح لدية أطفال أيضا،،،، أثناء ذلك اصريت على استكمال دراستي الجامعية، هذه المرة لم يعترض أهلي بل حاولوا إصلاح ما أفسدوه ، لم أدرس الحقوق لأن التسجيل توقف بالوقت الذي كنت أعالج فيه مشاكل فرضت عليََ ، ولأخرج من جو المشاكل سجلت في علم الاجتماع ، لا أشعر بالسعادة الحقيقية ولو عاد بي الزمن سأدرس حقوق ، ولكن ( قدر الله وما شاء فعل ) .
الطالبة شيماء علي محمد ( سنة ثالثة علم اجتماع ) :

كانت أمنيتي أن أدرس الحقوق ، فأنا أحب مهنة المحاماة كثيرا ، ولكن كلية الحقوق بعيدة جدا عن مدينتي فأنا أسكن في التواهي والكلية في البريقة ، عائلتي دخلها المادي محدود جدا ، فلا استطيع أن أوفر أجرة المواصلات ولا شراء كتب ولا حتى تصوير الملازم ، تنازلت عن حلم حياتي بسبب واقع مفروض على معضمنا . ( منذ أزمان بعيده والجامعات في البريقة ولكن في الماضي كانت هناك (حافلات) تلف المدن كلها لتنقل الطلاب على نفقة الدولة ، نحن سنكون متواضعين مع حكومتنا ونطالبها فقط بتوفير الكتب والملازم وسنحاول جاهدين توفير أجرة مواصلاتنا سأتنازل كفتاة عن شراء احتياجاتي الخاصة ولن أأكل ولن اشرب غير في البيت وأوفر مصروفي للمواصلات ، يا ليت حد يسمع صوتنا ) . أنا لا أجد نفسي هنا ولكن شيء أفضل من لا شيء .

الطالبة التالية هي الابتسامة الوحيدة في هذه الكلية ، كانت مرحة جدا وتتحدث ببساطة وتلقائية وكأن ربي بعثها لي لتخفف الجو الكئيب المخيم على المكان ، كنت أحدث زميلاتها وتدخل بالنص متى ستسألينني ؟ متى ستسألينني !وبصراحة فرحت بها جدا ودخلت في جوها الخاص بسرعة قالت بفلسفة محببة .
الطالبة سلوى سعيد محمد ( سنة ثالثة علم اجتماع ) :

أنا دخلت علم اجتماع عشان أحب المشاكل ( فضحكنا ) أقصد أحب أحل المشاكل ، ( ومن ثم دخلت معنا في جو الكلية الكئيب !!! سرحت بخيالها فقالت) : بصراحة أنا كنت أتمنى أن أحل مشاكل الناس في قاعات المحاكم كنت أتمنى أن أصبح محامية ، ولكن كلية الحقوق بعيدة جدا عن مدينتي فرفض أهلي بشكل قاطع لأننا من أسرة فقيرة لا أستطيع تحمل أعباء المواصلات ، لا أجد نفسي هنا ، ولكن لم استطع أن أحمل أهلي مالا طاقة لهم به .
بعد ذلك صعدت الى مكاتب الأساتذة وجدت أن عدد الأساتذة يفوق عدد الطلاب كثيرا ، ( كل شيء في اليمن ممكن ) ،بعدها غادرت الكلية وبداخلي شعور وإحساس متعدد حول المستقبل الذي ينتظر كل هؤلاء لن اجيب بل ساترك الإجابة عن شكل هذا المستقبل للقارئ الكريم.

تنويه: التحقيق اعلاه مادة خاصة ب"عدن الغد" يمنع إعادة نشره دون الاشارة الى المصدر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.