بدء الثورة ضد الحوثيين...شجاعة أهالي إب تُفشل مخطط نهب حوثي    الحوثيون يصادرون لقمة العيش من أفواه الباعة المتجولين في معقل الجماعة    شاهد الصور الأولية من الانفجارات التي هزت مارب.. هجوم بصواريخ باليستية وطيران مسير    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    قرار مصر "الخطير جدا" يثير فزع "نتنياهو" ووزيره المتطرف يقول: حان وقت الانهيار    "أهل اليمن مايروحون للشّامي والشّام مايقبلون اليمانيه"..شاعر يمني الأصل يثير الجدل بشيلة في منصيتي تيك توك وانستقرام (فيديو)    شاهد: نجم الاتحاد السعودي "محمد نور"يثير اعجاب رواد مواقع التواصل بإجادته للرقص اليمني    مبابي عرض تمثاله الشمعي في باريس    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    عودة الثنائي الذهبي: كانتي ومبابي يقودان فرنسا لحصد لقب يورو 2024    انطلاق دوري "بارنز" السعودي للبادل للمرة الأولى عالمياً    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    لا صافرة بعد الأذان: أوامر ملكية سعودية تُنظم مباريات كرة القدم وفقاً لأوقات الصلاة    لحج.. محكمة الحوطة الابتدائية تبدأ جلسات محاكمة المتهمين بقتل الشيخ محسن الرشيدي ورفاقه    اللجنة العليا للاختبارات بوزارة التربية تناقش إجراءات الاعداد والتهيئة لاختبارات شهادة الثانوية العامة    تاليسكا سيغيب عن نهائي كأس خادم الحرمين    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    انكماش اقتصاد اليابان في الربع الأول من العام الجاري 2024    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    تحذيرات أُممية من مخاطر الأعاصير في خليج عدن والبحر العربي خلال الأيام القادمة مميز    رئيس مجلس القيادة يدعو القادة العرب الى التصدي لمشروع استهداف الدولة الوطنية    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    تغاريد حرة.. عن الانتظار الذي يستنزف الروح    انطلاق أسبوع النزال لبطولة "أبوظبي إكستريم" (ADXC 4) في باريس    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    ترحيل أكثر من 16 ألف مغترب يمني من السعودية    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    انهيار جنوني .. لريال اليمني يصل إلى أدنى مستوى منذ سنوات وقفزة خيالية للدولار والريال السعودي    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في جامعة عدن .. طلاب بأحلام مؤجلة .!!
نشر في عدن الغد يوم 02 - 01 - 2011


تحقيق / أماني البيحاني
عند ذهابي لمكان عملي في الصباح الباكر كان يسعدني كثيرا منظر الطلاب وهم متجهين الى كلياتهم ، منظر رائع وكأنهم خلية نحل نشيطة الكل فيها متجه لخدمة الملكة المدللة ، كانت الملكة بنظري هي المستقبل ، المستقبل المشرق الذي ينتظر هؤلاء الشباب ، هؤلاء الشباب الذين يسيرون بخطى ثابتة ، يعلمون جيدا ماذا سيدرسون ولماذا ؟ كنت أتمنى أن استوقفهم لأقول لهم أنتم محظوظين ، لأنكم شباب يعلم ما يريد وشخصيته قوية ، كنت اتمنى أن أعطيهم دفعة للأمام ،كنت اتمنى واتمنى واتمنى ولكن بعد نزولي الى بعض الجامعات أصبت بصدمة حقيقية ،، صدمة حاولت قدر المستطاع تخفيفها في في تحقيقي حتى لا تصابوا باليأس ،، صدمة من بعدها أصبحت (( أتمنى أن لا أتمنى )) .
يخيل لي ان الكثير من طلاب جامعة عدن اليوم يعيشون معاناة دائمة لاتنتهي ابداً ابداً والسبب في ذلك أمور متعددة الكثير من تراجع عام تشهده الجامعة اليوم لن أتحدث ولن أطيل ولكنني ساتركم معي ضيوفي وهم سيتحدثون بألسنتهم.


كلية الهندسة
كانت بداية المشوار كلية الهندسة و تم اختيار الطلاب بشكل عشوائي بحيث تجولنا في كافة المراحل ابتداء بسنة أولى ومرورا بجميع المراحل الى أن وصلنا الى الدفعة التي ستتخرج قريبا وهي تحمل لقب مهندس، حلم الكثيرين الذين لم يحالفهم الحظ أو الذين ينتظرون ان يأتي دورهم للدراسة ، لقب كبير بحجمه من وجهة نظري ولكنني تفاجأت كثيرا عندما اقتربت من الطلاب الذين لا يشعرون بطعم النجاح ولا حلاوة اللقب تغيرت وجهة نظري بشكل كامل ولأكون صادقة في طرح الموضوع حاولت أن ألمس قلوب الطلاب وأثرت مشاكل كانت مدفونة بداخلهم ، أو بالأصح اضطروا يدفنوها لكي يستطيعوا ان يستمروا ولسان حالهم يقول (( بررررع أنت في اليمن)) .
كانت البداية مع الطالبة منى محمد قاسم (سنة أولى هندسة كمبيوتر ) : قالت
انا من أولى الطالبات لسنوات عدة في دفعتي ، وكان معدلي امتياز ، اخترت تخصص بعيد كليا عن ميولي فقد كانت رغبة الوالد هي أن ادرس هندسة كمبيوتر ورغبة والدتي طب بشري ،، وحلم حياتي هو أن أدرس هندسة مدنية، وضاع حلمي لسببين هو أن البعض يعتقد بأن المجال لا يناسبني كفتاة وان جميع الطلاب أولاد ، والسبب الثاني هو ان فرص العمل تكون للشباب .
تواصل قائلة :"اضطررت أن ادرس هندسة كمبيوتر ، وقد واجهت مشاكل عديدة أولها هو عدم معرفتي لكيفية استخدام الكمبيوتر بشكل نهائي لأنه لم يكن من اهتماماتي ، وهذه المشكلة استطعت أن أسيطر عليها ، ولكن المشكلة التي مازلت أعاني منها وهي معلم مادة الكيمياء ،، الذي يعاملنا بطريقة سيئة جدا ولا يقوم بشرح المادة بشكل صحيح وكامل بحيث ندرس المادة باللغة الانجليزية ,,, ويضطر العديد من الطلاب على مدى سنوات ان يعلق تلك المادة ويحمل لقب مهندس مع هذه المادة المعلقة من سنه أولى وهي السنة الوحيدة التي ندرس فيها الكيمياء .
وتقول:" كنت من أولى الطلاب ولكن حاليا أشعر بالضياع وبأني غريبة عن نفسي فلو كان التقصير مننا كطلاب فسنقول نحن نستحق ذلك ولكن التقصير يأتي من المعلم الذي لا يشرح الدرس إطلاقا وأن شرح يعطينا فقط رؤوس أقلام ويجب علينا البحث ، فكيف نبحث عن شيء لم يتم شرحه لنا لنفهمه ، فالمادة كلها مصطلحات علمية لم تمر علينا من قبل . قدمنا عدة شكاوى للإدارة ولكن لا حياة لمن تنادي ، ويقول الطلاب الذين سبقونا بأننا يجب أن نستسلم لسياسة الإدارة لأنها لن تتغير مهما اعترضنا .
خوف وضياع
تأثرت كثيرا مع إحدى الطالبات التي كان الحزن واليأس يلقي بضلاله عليها بشكل واضح وكأنها ذاهبة الى رسم نهايتها في الحياة وليس على درب تحقيق الأمنيات والذات الطالبة ميادة أحمد علي ( سنة أولى هندسة كمبيوتر ).
قالت بحزن :"انا من اوائل الطلاب في مدينتي أتحدث الانجليزية فقد درست اللغة الانجليزية في أحد المعاهد الباهظة التكاليف ،، وذلك لتحقيق حلم حياتي وهو أن أدرس تكنولوجيا معلومات ،، والى الآن لا أعرف لماذا تم رفضي وتم قبول طلاب بالواسطة بحيث مستوياتهم أقل كثيرا من مستواي ،،، حاليا أدرس هندسة كمبيوتر وأشعر بأني ضائعة وغير متأقلمة نهائيا مع الوضع وأأتي الى الكلية بلارغبة ولكن مضطرة ،، في العام القادم سأنتقل الى المجال الذي أرغب فيه وهو تكنولوجيا معلومات .
كانت رغبة الأهل أن ادرس طب بشري ولكن لم اوافقهم الرأي ،،وتمسكت بحلم حياتي ،وسأصبر حتى أحققه و أتمنى أن لاتحرمني إدارة الجامعة من تحقيقه في العام القادم أن شاء الله .
الطالبة مروة محمد سعيد ( سنة خامسة هندسة اتصالات ) :
كانت رغبتي أن أدرس هندسة مدنية ولكن واجهت صعوبة عدم تقبل المجتمع لعمل الفتاة بذلك المجال ،، ولأني أحب الهندسة اضطررت أدرس هندسة اتصالات ،، ومن أجل أن أحقق ذاتي حاولت أحب المجال وفعلا أحببته ولكن المشكلة الأكبر لنا كطلاب هي معاملة المدرسين لنا بطرق غير لائقة بحيث نعاني من تلك المشكلة على مدى الخمس سنوات الماضية ،،، يتغير المدرس ولايتغير الأسلوب ،،، حاولنا أن نقوم بإعتصامات ولكن دون جدوى ،، إدارة الجامعة تقف بصف المدرس بدون نقاش .
الطالب التالي قصته معقده وفي تجربته تجد كل الحالات مجتمعه فيه

الطالب محمود سالم احمد (سنة خامسة هندسة اتصالات ) : ميولي الشخصية هندسة كمبيوتر ، ولكن لم أدرس هذا المجال لأنه باستطاعتي دراسته في أي معهد وبظرف سنة فقط !! فلماذا أضيع خمس سنوات من عمري (( بصراحة منطق)) ، قمت بدراسة هندسة اتصالات لأني اعتقدت بأني سأستفيد من الجامعة بحيث التطبيق بشكل عملي ولكن تفاجأت بأن التطبيق نظري فقط ،، وأيضا كنت أعتقد قبل خمس سنوات بأن هذا المجال مطلوب في سوق العمل واكتشفت بعد ثلاث سنوات بأن فرص العمل فيه قليلة جدا ان لم تكن معدومة، وذلك لما لمسناه من الطلاب المتخرجين قبلنا فلم استطع ان أغير مجال أخر لأني كنت في سنة ثالثة، فمن تعتقد سيعطينا فرص عمل ونحن لم نطبق شيء مما ندرس ،، فالأجهزة الموجودة بالجامعة خربانة من قبل ما نلتحق فيها ،، ومازالت على ماهي عليه ،، الى جانب ذلك معاملة المدرسين السيئة لنا ،،، بحيث صديقي تعرض للفشل بسبب احد المدرسين ،وعندما قال للمدرس لماذا؟ قال له المدرس :( كده شكلك لم يعجبني ) .
اما عن رغبتي والتي سأحاول أن أحققها بعد دراستي الجامعية هي سأذهب الى صنعاء وادرس برنامج هندسي متعلق بالهندسة المدنية وهي المهنة التي يعمل فيها الوالد والوالدة ،، والتي لو عاد الزمن بي الى الخلف سأختارها .
معاناة متفردة
هذه الطالبة معاناتها كبيرة فهي طالبة مجتهدة ولكن محبطة جدا جدا ،، اثناء حديثي معها قالت لي وهي تبكي لقد أثرتي أشياء كانت مدفونة بداخلي ،، وفكرتيني بأحلام أحاول جاهدة أن أحققها ،، ولكن الواقع غير مانتمنى ،،
الطالبة خلود عبد الكريم علي ( سنة ثانية هندسة كمبيوتر ) : انا أهوى الرسم وكانت أمنية حياتي أن ادرس هندسة مدنية لكي أحول رسوماتي الجميلة الى واقع ملموس ،، ولكن اضطررت أن أغير رغبتي بسبب أن جميع الطلاب في الهندسة المدنية هم ذكور فقط ،،،، درست هندسة كمبيوتر من اجل الشهادة فقط فأنا لا أحب العمل المكتبي، أحب الانطلاق ،، أنا غير راضية عن دراستي لذلك بعد التخرج سأدرس في أي معهد هندسة مدنية ، وسأحقق حلمي وأصمم رسوماتي بنفسي .
نحن نعاني كثيرا من المعلمين الذين يعقدون علينا الدراسة ،، يقوم المعلم بشرح جزء بسيط من الدرس ونحن علينا ان نقوم بالبحث الكامل ،، وما يحبطنا هو بعد البحث والتعب يأتي المعلم بكل برود ليقول ليس هذا ما أريد ؟؟؟ والسؤال الذي يظل طوال العام يشغلنا ما الذي يريده الأستاذ بالضبط ؟ فهو لا يقتنع بأي شيء ،، مهما بحثنا ومهما تعبنا لا يتم تقديره أبدا .
نحن نعاني أيضا من ضغط المحاضرات ففي اليوم الواحد يصل العدد الى أربع محاضرات ،، من الصباح الى العصر وعند عودتنا الى المنزل يجب البحث لما يريده المدرس مننا ،، وأيضا يجب التحضير لما سيتم دراسته في اليوم الثاني .
يقوم بعض المدرسين بالسب والشتم ، فهل يعقل من مدرس أجيال أن يتلفظ بألفاظ ( ياحمارة و ياحمار ) وألفاظ أخرى أخجل أن أذكرها أمامكم ،،،، أليس من حقنا أن نعامل باحترام .
وأوجه هذا السؤال الى إدارة الجامعة لماذا نحن الجامعة الوحيدة التي لا ينصف فيها الطالب برغم أننا من اوائل الطلاب على مستوى الجمهورية ؟ وأقول لهم عدم إنصافكم لنا جعل الأساتذة يتمادوا في معاملتهم السيئة لنا ،، فنحن طلاب علم .
حصاد الجولة الاولى
عند مغادرتنا للجامعة استوقفنا عدد كبير من الطلاب وكان جميعهم يرغبون بالحديث معنا كانوا متعاونين بشكل كبير جدا ،،لقد كنا المتنفس لهم لما يعانوه من مشاكل الكل يغض الطرف عنها أو مثل ما كنت اعتقد بأنها غير موجودة ،، وجدنا طلاب على مستوى كبير من الجدية والخوف ع المستقبل ،، شباب ضائع بالفعل ،،، والجميل بأنه لم يستسلم للضياع ،، برغم المعاناة التي يعانوها وجدناهم صابرين ومصممين على تحقيق أمنياتهم ،، وليس المهم بالنسبة لهم التوقيت ،، كل الذي يهمهم أن يصبحوا الشخص الذي يتمنوه ولو ليوم واحد فقط ،،،
الا يستحق هؤلاء الشباب تسهيل العقبات أمامهم .
كلية التربية

اليوم التالي كانت محطتنا الثانية هي كلية التربية ،،، مدخل الكلية غير مفهوم !!!! يوحي وكأني ذاهبة الى حقبة زمنية أخرى ،، كل شيء فيها قديم ، وكأن الحداثة ستؤثر على تعليم الطلاب !!! الكلية عبارة عن كومة من الأتربة ، من أول خطوة رحبت بي ترحيب حاااااااار محمل بالأتربة وضعت أثارها على ملابسي ، حاولت أن أتغاضى واعتبرته مزح من النوع الثقيل ، ولم أنفض عني الغبار لأن البداية لا توحي بأنها النهاية فالكلية من أجل أن تتجول فيها يجب أن تكون لديك خارطة أو مرشد سياحي ، لأنها عبارة عن متاهة ، لا أعلم لماذا هي مفككة الى هذه الدرجة ، بين كل قاعة وأخرى عشرات الأمتار ، برغم ذلك لم أترك المكان يؤثر بي ، وألتقيت بعدة طلاب وكان لقائي الأول مع الطالبة

منى احمد محمد ( سنة ثالثة تربية انجليزي ) :
قالت:" انا الخامسة ع الجمهورية في الثانوية العامة ،،، كانت أمنية حياتي أن أصبح دكتورة ، ولكن تم اختيار طلاب بالواسطة ولم يتم اختياري ، تم قبولي بكلية الصيدلة ودرست على أمل أن أحول في العام التالي كما كان يطبق سابقا ولكن تم الرفض لأن الإدارة قامت بتغيير منهجيتها ،، فضعت مابين كلية الصيدلة التي لم أجد نفسي فيها ومابين تحطيم حلم حياتي ، فقررت أن أغير الى تربية انجليزي ولكن باب التسجيل كان قد توقف بسبب انشغالي مابين الطب والصيدلة فاضطررت أن ادرس ( موازي ) ،، أيعقل أن أكون الخامسة ع الجمهورية ولا أجد جامعة أحقق فيها ذاتي ، فنحن هنا نعاني من المدرسين الذين لا يشرحون لنا الدروس باللغة الانجليزية ،، كل حديثهم معنا باللغة العربية ،، ما أريده من هنا هو الشهادة فقط ،، وبعد ذلك سأدرس اللغة الانجليزية في أحدى المعاهد .

الطالبة ريم محمد عبدالله (سنة ثالثة تربية انجليزي ) :
قالت:" كانت أمنيتي أن أصبح معلمة أجيال لأني أحب هذا المجال كثيرا ، ولكن بعد معاملة المعلمين السيئة لنا كطلاب ، غيرت اتجاهاتي وكرهت مجال التعليم بشكل تام ولن أعلم في المستقبل سأعمل بأي مجال ألا مجال التعليم .
الطالبة سماح أنور ( سنة أولى تربية انجليزي ) :
قالت:" كان حلم حياتي هو أن أدرس مجال الطيران ,,, وثابرت في دراستي الثانوية وكنت من الأوائل ع الدفعة حتى أحقق حلمي ، ولكن صدمت من واقع الحكومة في اليمن أيعقل أن أذهب للتسجيل فيطلبوا مني مبلغ وقدره (10.000 000) ريال يمني ، لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ومن يستطيع من الشعب العادي الغير مسئول في الحكومة أن يدفع هذا المبلغ ( يمكن سيشترون طائرة خاصة لها , غريب أمرك يا يمن ) .
الطالبة ريما عبدالله قاسم ( سنة رابعة تربية انجليزي ) :
قالت:"أنا أحب اللغة الانجليزية فهي لغة العصر ولكن لم تكن أمنيتي أن أدرسها بهذا الشكل المحبط ،،،،، ما نتعلمه هنا هو تربية انجليزي ويهيأنا لنصبح معلمات فقط !!!!!!! فأنا كنت اتمنى أن أدرس في الكلية آداب انجليزي ، وهذا القسم موجود في صنعاء فقط !!!!!!!!!!!!!!!!!!! لماذا هذه العنصرية وحرمان شباب عدن من تعليم شيء يرغبون فيه ،، لماذا لا يتوفر هذا القسم في عدن لماذا لماذا ؟
كلية الآداب :
وصلت كلية الآداب في الساعة الثانية عشرة ظهرا ، وهو وقت الذروة في أي جامعة ، حيث يكون الطلاب في كل مكان مجموعات صغيرة وكبيرة ،تسمع الضحك والمرح ووجوه باسمة متفائلة ، ولكن ؟؟؟ كل شيء كان مختلف وكأن الكلية كانت تعاقبني لنظرتي المتفائلة كانت شبه فارغة خاوية على عروشها بالفعل مدينة أشباح ،مدينة تركها كل ملوكها وجنودها بدون قطرة دم واحده !!!!!!!! تركوا جدرانها تأكل بعضها البعض ، خلفوا ورائهم صرح علمي كبير يتعرض لعوامل تعرية ستبيده تماما في ظرف سنوات قليلة قادمة ، السؤال الذي لم أجد له إجابات شافية هو لماذا ؟ هذه الكلية بالذات كانت تضج بالطلاب ، هل توقف شبابنا عن دراسة الإعلام ؟ هل توقف عن دراسة علم الاجتماع ؟ هل توقف عن علم النفس؟ هل توقف عن وعن وعن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فالكلية فيها أقسام عدة تستحق الدراسة .

أتيت للجامعة لنقل هموم ومشاكل الطلاب ، فكانت هي أول من بكى واشتكى ، فأصبح الهم همين ووعدتهم جميعا بنقل مشاكلهم للمساعدة لحلها ، رأيت فتيات متجمعات تحت ظل شجرة فاقتربت منهن واستأذنتهن بأخذ خمس دقائق من وقتهن ، فرحبن ، وقامت أحداهن لأجلس مكانها ، أخبرتهن عن البحث الذي أجريه وكانوا جدا متعاونات وقالوا لي : ليتك أتيتي من زمان.
كان بداية حديثي مع أحدى الطالبات التي كان يأس مرسوم على ملامحها وكأنها نسخة مصغرة من حال هذه الكلية ، كان حديثي مع الطالبة نجوى علي فضل ( سنة ثالثة علم اجتماع ) :
قالت:"كنت أرغب في دراسة الحقوق فأنا أحب هذا المجال كثيرا ، ولكن رفض أهلي بشكل قاطع استكمال دراستي الجامعية ، حاولت أقناعهم بكل الطرق ، بدون جدوى ، رفضوا ، ويا ليتهم أكتفوا بالرفض بل زوجوني ، وكان زواجي مأساة حقيقية ، تعرضت لمعاملة سيئة جدا من قبل زوجي ، وعدت إلى بيت أهلي وأنا أحمل لقب مطلقة مع وقف التنفيذ ، وبدلا من الدراسة في الجامعة أصبحت من محكمة الى محكمة لأن زوجي رفض أن يطلقني بالرغم من أنه تزوج وأصبح لدية أطفال أيضا،،،، أثناء ذلك اصريت على استكمال دراستي الجامعية، هذه المرة لم يعترض أهلي بل حاولوا إصلاح ما أفسدوه ، لم أدرس الحقوق لأن التسجيل توقف بالوقت الذي كنت أعالج فيه مشاكل فرضت عليََ ، ولأخرج من جو المشاكل سجلت في علم الاجتماع ، لا أشعر بالسعادة الحقيقية ولو عاد بي الزمن سأدرس حقوق ، ولكن ( قدر الله وما شاء فعل ) .
الطالبة شيماء علي محمد ( سنة ثالثة علم اجتماع ) :

كانت أمنيتي أن أدرس الحقوق ، فأنا أحب مهنة المحاماة كثيرا ، ولكن كلية الحقوق بعيدة جدا عن مدينتي فأنا أسكن في التواهي والكلية في البريقة ، عائلتي دخلها المادي محدود جدا ، فلا استطيع أن أوفر أجرة المواصلات ولا شراء كتب ولا حتى تصوير الملازم ، تنازلت عن حلم حياتي بسبب واقع مفروض على معضمنا . ( منذ أزمان بعيده والجامعات في البريقة ولكن في الماضي كانت هناك (حافلات) تلف المدن كلها لتنقل الطلاب على نفقة الدولة ، نحن سنكون متواضعين مع حكومتنا ونطالبها فقط بتوفير الكتب والملازم وسنحاول جاهدين توفير أجرة مواصلاتنا سأتنازل كفتاة عن شراء احتياجاتي الخاصة ولن أأكل ولن اشرب غير في البيت وأوفر مصروفي للمواصلات ، يا ليت حد يسمع صوتنا ) . أنا لا أجد نفسي هنا ولكن شيء أفضل من لا شيء .

الطالبة التالية هي الابتسامة الوحيدة في هذه الكلية ، كانت مرحة جدا وتتحدث ببساطة وتلقائية وكأن ربي بعثها لي لتخفف الجو الكئيب المخيم على المكان ، كنت أحدث زميلاتها وتدخل بالنص متى ستسألينني ؟ متى ستسألينني !وبصراحة فرحت بها جدا ودخلت في جوها الخاص بسرعة قالت بفلسفة محببة .
الطالبة سلوى سعيد محمد ( سنة ثالثة علم اجتماع ) :

أنا دخلت علم اجتماع عشان أحب المشاكل ( فضحكنا ) أقصد أحب أحل المشاكل ، ( ومن ثم دخلت معنا في جو الكلية الكئيب !!! سرحت بخيالها فقالت) : بصراحة أنا كنت أتمنى أن أحل مشاكل الناس في قاعات المحاكم كنت أتمنى أن أصبح محامية ، ولكن كلية الحقوق بعيدة جدا عن مدينتي فرفض أهلي بشكل قاطع لأننا من أسرة فقيرة لا أستطيع تحمل أعباء المواصلات ، لا أجد نفسي هنا ، ولكن لم استطع أن أحمل أهلي مالا طاقة لهم به .
بعد ذلك صعدت الى مكاتب الأساتذة وجدت أن عدد الأساتذة يفوق عدد الطلاب كثيرا ، ( كل شيء في اليمن ممكن ) ،بعدها غادرت الكلية وبداخلي شعور وإحساس متعدد حول المستقبل الذي ينتظر كل هؤلاء لن اجيب بل ساترك الإجابة عن شكل هذا المستقبل للقارئ الكريم.

تنويه: التحقيق اعلاه مادة خاصة ب"عدن الغد" يمنع إعادة نشره دون الاشارة الى المصدر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.