لست سلفياً ، ولكني أرى ان الجماعة السلفية هي اهم عامل لتحقيق التوازن في اليمن ، اي نظام دولة يديره اي طرف سياسي في اليمن يحتاج لأن يتحالف مع الجماعة السلفية بما يقوي نظام الدولة ويسهم في تحقيق التوازن والاستقرار. اي طرف سياسي حاكم او او أنظمة حكم في المنطقة العربية تحتاج للتحالف مع جماعة عقائدية حتى تنجح وتستمر وتصمد في مواجهة الحرب الداخلية والخارجية ، والأنظمة الحاكمة القوية والمستقرة في الوطن العربي ، كان تحالفها مع الجماعة السلفية عامل قوة اسهم في تقوية النظام واستقرار المجتمع. هناك جماعات إسلامية لا يمكن لطرف سياسي ان يتحالف معها ويستمر كجماعة الإخوان وغيرها. كون ذلك التحالف سينقض مستقبلاً بسبب ان تلك الجماعة تمتلك مشروع سياسي يتضمن سعيها للحكم وانفرادها بالسلطة ، ولكن الجماعة السلفية منهجها مساندة ولي الأمر وليس لديها مشروع حكم خاص بها ، مما يجعلها أفضل الجماعات الإسلامية التي يجب علي اي طرف او نظام او حزب سياسي او حاكم ان يتحالف معها . في المنطقة العربية توجد ثلاث جماعات إسلامية بارزة ، الاخوان والشيعة والسلفية ، الاخوان والشيعة لكل منهم منهجه الخاص الذي يسعى للحكم ، اما السلفية فمنهجها الوقوف بجانب اي نظام حكم ، ولذا فإن اي نظام حكم تحالف مع السلفية استمر وبقى ونجح في تحقيق استقرار بلده. اي نظام حكم في المنطقة العربية جمهوري او ملكي او فيدرالي يحتاج للتحالف مع الجماعة السلفية في بلده لكي ينجح ويستمر ويصمد.في مصر هناك ثلاث قوى بارزة تتصدر القاعدة الجماهيرية المصرية ، النظام القومي المتوارث من عبدالناصر ، وجماعة الإخوان وحزب النور السلفي. عندما اتحد حزب النور السلفي مع الإخوان نجح الإخوان في الانتخابات النيابية والرئاسية ، وعندما اختلف حزب النور السلفي وانضم نحو القاعدة القومية الشعبية الجماهيرية انتصر النظام الثائر ونجح في تحقيق الاستقرار بعد الإحداث التغيرية في مصر وسقط الإخوان وتم تقليصهم وإخمادهم وإفشالهم في إيجاد اي صراع . في المملكة السعودية توجد ثلاث قوى بارزة ، نظام الحكم عائلة آل سعود ، والجماعة السلفية ، والشيعة. تحالف وتقارب وتوحد نظام الحكم مع الجماعة السلفية ساهم في تقوية وتحقيق استقرار المملكة. في اليمن كان صالح كطرف وحزب سياسي متحالف مع الإخوان حزب الإصلاح ، ثم اختلف الطرفان لأن التحالف مع طرف إسلامي كالاخوان والشيعة لا يصمد ، صحيح ان التحالف يستمر ويستقر ولكن الخلاف حتمي لينتج عنه صراع داخلي واختلال التوازن . في اليمن توجد اليوم ثلاث قوى عقائدية ، الإخوان حزب الإصلاح ، والشيعة جماعة الحوثي ، والجماعة السلفية . لا يمكن لأي طرف سياسي او نظام حكم ان يتحالف ويستمر بتحالفه مع الجماعة الحوثية او حزب الإصلاح ، فالطرفان لهما مشروع عقائدي في الحكم ويشترط التحالف معهم تقاسم السلطة ، وكما اختلف صالح مع الإصلاح من قبل واختلف مع الحوثي من بعد سيختلف أي طرف آخر يتحالف معهما . والجماعة السلفية هي الخيار الأفضل في التحالف والاستخدام في تحقيق التوازن باليمن وتحقيق استقراره. مشكلة الجماعة السلفية في اليمن انها تعاني من دس عناصر ارهابية داخلها ، شوهت الجماعة وخلقت تصور سيئ عن السلف والسنة وأوجدت حجج لمحاربتها . حشر الإرهاب ودسه داخل السلفية هدفه تشويه الإسلام ومحاربة هذه الجماعة حتى لاتؤدي دورها في مساندة أنظمة الحكم العربية وكي لا يتحقق اي توازن واستقرار داخل اي بلد عربي وينجح نظامه الحاكم ويصمد ويستمر بما يحقق مصلحة شعبه اقتصادياً وإداريا وامنياً وصناعياً وتقدماً وازدهارا واستقراراً . الجماعات السلفية في اليمن تحتاج لتصفيتها من اي عناصر إرهابية ، كون منهج الجماعة منهج وسطي معتدل يعطي للدماء حرمة ويساند الدولة ويلتزم بطاعة ولي الأمر ويتعارض مع التطرف والإرهاب . الجماعة السلفية اكبر مكسب يساعد في وجود دولة قوية واصطفاف شعبي خلف القيادة بما يمكن الدولة من تحقيق التوازن والاستقرار والمحاربة والقضاء على اي صراع .. فحافظوا على السلفية ولا تخسروها ، واستعينوا بها ولا تحاربوها.. ونكمل في مقال قادم.