دعونا مرارا وتكرار الى صوت عقل جنوبي يوحد ولا يفرق, ينتقد ولا يخون, يحفز الهمم ولا يهبطها, يساير الواقع ولا يبيع الوهم, يكشف الإيجابيات والسلبيات بشفافية , صوت جنوبي متزن يراعي المصلحة الوطنية ومبادئ التصالح والتسامح التي أسس مداميكها الشعب الجنوبي بأبهى وأنبل عرى المحبة والخاء. ولطالما بحثنا عن قيادات جنوبية تجسد روح التصالح والتسامح وتطبقه واقعا معاشا بين القيادات الجنوبية والمكونات المختلفة, تعطي لكل مكون مكانته ولا تنتقص من دوره النضالي, تختلف بوجهات النظر لكنها بنفس الوقت تؤمن ان اختلاف الرأي لا بفسد للود قضية! تابعنا جميعا تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي المكوكية بقيادة رئيس المجلس الأخ /عيدروس الزبيدي الى الدول الغربية ومن ثم التوجه شرقا نحو الحليف الاستراتيجي القديم للجنوب (روسيا) وما أسفرت عنه تلك الزيارات من نتائج مثمرة لخدمة القضية الجنوبية خاصة من الجانب الروسي وما تلاها من لقاءات للسفير الروسي بقيادات المجلس بعدن وتأكيده على استعداد روسيا للتعاون مع المجلس الانتقالي وقيادته وفتح حلقة وصل مع كل المكونات على الساحة الجنوبية. شاهدنا أيضا المقابلة التلفزيونية التي أجراءها رئيس المجلس الانتقالي مع قناة (روسيا اليوم)ويجمع الكل أنه كان موفق في الرد على جميع الأسئلة التي وجهت اليه وبكل حكمة ورصانة وحصافة سياسية كانت إجاباته مؤجزه ومختصرة وضعت النقاط على الحروف وشملت كل القضايا العالقة على الساحة اليمنية بشكل عام والجنوبية بشكل خاص. لست بصدد الحديث والتحليل والغوص في مجمل المقابلة فكلام رئيس الانتقالي كان واضح وشفاف وبلغة بسيطة يفهما المشاهد العادي بعيد عن التكلف والتصنع للمصطلحات السياسية والفلسفية والتي وأن أظهرت ثقافة المتحاورين لكنها بكثير من الأحيان تشتت فكرة المشاهد أو القارئ ولربما تجر هم أيضا للخروج والحديث خارج لب الموضوع! ما انا بصدد الإشارة اليه وفي هذه الفقرة الأخيرة من المقال هو صوت العقل الذي حرصت ان يكون عنوانا لمقالي هذا والمتجلي في العبارة الحكيمة التي جات على لسان الرئيس عيدروس الزبيدي والمقتبسة هنا كما وردت ( الجنوبيون هم المسيطرون على الجنوب سواءبالانتقالي او الشرعية وكلهم مجمعين على استعادة الجنوب), هذه العبارة هي قاعدة ينبغي أن نسير عليها ونعززها وهي تعمق الشراكة بين الجنوبين وتضع حد قاطع لأصوات التخوين والاتهام والعمالة التي سادت بين أوساط نخبنا السياسية لفترة من الزمن وأصبحت ثقافة سيئة تتوارثها الأجيال نعم البديل لهذه الثقافة هي قاعدة صوت العقل التي تشجعنا جميعا على استعادة وطن مهما اختلفت الرؤى والتوجيهات ويبقى الجنوبي للجنوبي كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعض.