منذ اللحظة التي أنطلق فيها قادة المجلس اﻷنتقالي في رحلتهم يجوبون من خلالها بعض العواصم اﻷوروبية لشرح قضيتهم على أمل كسب التعاطف الدولي، هذا التحرك ربما يكون أزعج الكثيرين ممن يتباكون كذبا وزورا على ضياع الوحدة اليمنية بينما هم من ذبحها من الوريد إلى الوريد ودفنوها بدون حتى كفن!! لا أدري أغبياء هم أم يصطنعون الغباء فاليمن لن تعود مجددا إلى ما كانت عليه قبل حرب الحوثي 2015م.. أصحيح لا يعلمون بإن هنالك سيناريوهات معدة سلفا وسيتم تنفيذها حاليا بينما البعض اﻷخر ستطبق بعد أن تضع الحرب أوزارها وبعد أن تتفق مصالح الطامعين في تركة اليمن التعيس!!.. معركة التواصل اﻹجتماعي لا تقل ضراوة عن بعض معارك الجبهات، التلاسن والتراشق وعبارات التخوين هي الذخيرة التي يستخدمها المتحاربين .. اقصد المتحاورين ما بين مؤيد للإنتقالي ومنهم ضده!! المثير في هذه المعركة التي سلاحها الكلمات فقط عندما تشاهد وتقرأ ما يكتبه أعداء اﻹنتقالي من فربكات إعلامية وإدعاءات كاذبة عن طبيعة هذه التحركات لنتفاجئ أن الكثيرين منهم ماتزال مناطقهم تحت سيطرة الحوثي!! أليس من اﻷفضل لهؤلاء بأن يسخروا جهدهم ووقتهم وكتاباتهم لنقل معانآة أهاليهم أو البحث عن السبل للتخلص من ظلم وجبروت الحوثي!! أحب أن أطمئن المرعوبين من اﻹنتقالي وأقول لهم لا تقلقوا أبدا فمصير اليمن بين الوحدة أو أﻷنفصال ليس بأيدي اليمنيين!! كذلك لا تختلف ردود مناصري اﻹنتقالي عبر مواقع التواصل اﻹجتماعي عن اﻵخرين فهناك منشورات ومقالات تجعلنا نتخيل بأننا سنصحوا غدا وبراميل الشريجة قد عادت للتشطير اليمن مجددا.. ألا يعلم هؤلاء المشتبكين في الفيسبوك بأن جميع قياداتهم يعيشون في رفاهية وبذخ وأموال من مختلف العملات وأنه سيأتي يوما ليجلسوا الفرقاء السياسيين الذين تدافعون عنهم يإستماته على طاولة الحوار ليتقاسموا ما تبقى من وطن دون أن يهتموا أو يستمعوا حتى إلى وجهة نظركم !! مما لا شك فيه إن الجولة اﻷوروبية الحالية لقادة المجلس اﻹنتقالي حتما ستؤدي في نهاية المطاف إلى تحريك المياه الراكدة في ملف القضية الجنوبية وستوضح أكثر للنخب السياسية في تلك البلدان ماهي مطالب الشعب الجنوبي ولكن ما يعيب تلك الزيارات هي إفتقاد عيدروس الزبيدي للخبرة الكافية في اﻷمور السياسية والدبلوماسية فمثلا عندما صرح بأن المجلس اﻹنتقالي يسعى ﻹعادة الشراكة مع بريطانيا..هل فعلا كنا شركاء طوال 129 عام!!.. لم نسمع قط بأن شخص يقول على دولة أحتلت بلده بأنها كانت شريكة فما بالنا ب129 عام تحت اﻹحتلال البريطاني والذي يصفها بإنها كانت علاقة شراكة وليس إحتلال!!.. هذه الزلة من رئيس المجلس اﻹنتقالي تدل بوضوح على إنكار وجحود للشهداء الذين قدموا أرواحهم ودماءهم الطاهرة والزكية لتحرير الجنوب من اﻹستعمار أقصد الشريك البريطاني!!.. إضافة إلى ذلك يجب على قادة اﻹنتقالي العمل على عدم العشوائية في تحديد أهدافهم.. هذه اﻷهداف يجب إعلانها للشعب الجنوبي كي يكون المواطن الجنوبي على دراية كاملة بكل ما يحدث.. كما يجب المراعاه بأن تكون تصريحاتهم متزنة وعقلانية وبعيدة عن التهديد والوعيد لكل من يخالفهم بالرأي!! إن التهور واﻹندفاع الغير عقلاني ليس في مصلحة اﻹنتقالي فشطحات هاني بن بريك اﻷخيرة والذي يطالب فيها شعب الجنوب بمقاطعة بث قناة العربية اﻹخبارية التي لا تتعاطف مع قضيتهم كانت بمثابة غباء سياسي فالمعروف للجميع بإن قناة العربية سعودية خالصة وتتناول كل ما يخدم السياسة الخارجية للسعودية. بالله عليكم أليس هذا تخبط وتناقض رهيب وعجيب، أليست السعودية هي من تقود التحالف العربي في اليمن!! أخيرا... أوجه نصيحة مجانية للمفسبكين الذين يقودون المعارك من خنادق التواصل اﻹجتماعي عليكم اﻷستفادة من المبالغ المالية التي تصرفونها في شراء باقات اﻷنترنت وعليكم الترشيد في إستخدام الكهرباء مع قدوم فصل الصيف حيث إن كل مناكفاتكم لن تقدم ولن تؤخر فيما كتبه الله لنا كيمنيين وكذلك لن تغير الوضع القائم في اليمن فالحلول لن تأتي عبر خربشات الفيسبوك بل ستأتي وفق ما تقتضية مصالح اللأعبين الدوليين في الملعب اليمني!!