ينبغي علينا جميعاً أن ندرك أولاً بأن الأزمة اليمنية الراهنة وما تشهده من شد وجذب من طرفين سياسيين في الساحة الوطنية لكل منهما شارعه ومطالبه بأنها لن تحل عبر تمسك أي طرف من الطرفين بآرائه الأحادية المتعصبة والمتعنتة دون الاعتراف بالآخر أو الابتعاد عن الخطاب العقلاني المرن الذي يصب في إطار حلحلة الأزمة وإنهاء الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم.. ثانياً: علينا أن ندرك بأنه من الصعوبة بمكان القفز على واقع الحال الوطني بمشاهده القائمة وصوره التي تؤكد بالمطلق أن الشعب لن يتخلص من آلامه وأوجاعه عبر الإصرار بالتمسك بالمواقف التي تنظر لطرف دون الطرف الآخر كون ذلك سيقود إلى مالا يحمد عقباه.. ومن هذا المنطلق جاءت مبادرة إخواننا في دول مجلس التعاون الخليجي لتؤكد حرصها أولاً على تحقيق الوفاق الوطني ،وإزالة الاحتقانات القائمة وعدم انزلاق اليمن إلى أتون الفوضى العارمة وما سينتج عنها من تأثيرات سلبية ستطال المنطقة بكاملها وليست اليمن وحسب.. ورغم ما حملته المبادرة الخليجية من حل ناجع للأزمة القائمة يرضي كل الأطراف ،وفي الوقت نفسه ما لاقته من رضا وقبول لاسيما من رئيس الجمهورية الذي رحب بها ليس من ضعف وإنما من حرص على كل ما يجنب إراقة الدماء ويصون مكاسب الوطن وإنجازاته رغم ذلك يبقى السؤال الأهم وهو: هناك من هم في الساحة لاسيما من شركاء أحزاب اللقاء المشترك وأقصد بهم الحوثيين والحراك الجنوبي وآخرين لا يريدون للمبادرة الخليجية أن تنجح..،كون المبادرة أساساً تضمن وحدة الصف الوطني وأمن واستقرار البلاد ووضع الحلول والمعالجات التي لا تخرج عن هذا الإطار بالمطلق..،لاسيما وإن أدركنا أن لهؤلاء مطالب ليست بخافية على أحد ومن مصلحتهم التأجيج والتأزيم والتصعيد أكثر وأكثر والمضي صوب إفشال المبادرة.. فهل يدرك العقلاء في أحزاب اللقاء المشترك ذلك أم أنهم يلعبون على الحبلين؟!.. ليس من باب المزايدة والمناكفة أقول ذلك ولكنها الحقيقة التي يعرفها كل المتواجدين في الساحات اليوم.. والإشكالات والخلافات والاشتباكات التي تحدث بين هذه الأطراف مع بعضها البعض كافية لإثبات ما نقوله ونؤكده.., وإن كانت أحزاب اللقاء المشترك تنفي وجود ذلك، فما الذي دفعها منفردة ودون الآخرين من الشركاء للقبول بالمبادرة الخليجية؟! إن ما يهمنا اليوم - وبعيداً عن تلك التفسيرات والتأويلات التي يدفعنا واقع الحال لعرضها والحديث عنها هو المبادرة الخليجية التي لو فشلت لا قدّر الله فإننا سنتجه جميعاً إلى ما لا نرغب به ولا نرجوه مطلقاً وسنجد أنفسنا وقد هرولنا نحو الفتنة غير مأسوف علينا.. نحن جميعاً أبناء بلد واحد ومتفقون أيضاً على التغيير ،ولو نظرنا نظرة مسئولية للمبادرة الخليجية وابتعدنا أو رمينا بالمواقف الأحادية جانباً فيقيناً سنتخلص من هذا الواقع المؤلم الذي نعيشه.. وسنجتاز كل المصاعب الموضوعة .. فما الذي تبقى حتى نجتاز ذلك؟!.. نحن عقلاء ويجب علينا تحكيم العقل بدلاً من اختيار الجنون.. ما لم فهي الكارثة تتنظرنا وستقودنا جميعاً إلى الهاوية ولاشيء غيرها!!. [email protected]