امام مكتبة صغيرة في العاصمة عدن تباع فيها الصحف ينتظر العشرات من كبار السن وصول الصحف لمطالعة جديد الاخبار والتطورات في البلد .
ما ان وصلت الصحف حتى بدأ رجلان مسنانا في مطالعتها واذا بعنوان بارز "ضبط شحنة من المتفجرات واخرى حشيش كانت في طريقها الى العاصمة عدن" قال الحاج ابوسالم بلهجته العامية :"بصراحة ماعاد عرفنا هي حقيقة او انهم يكذبون علينا بضبط كل هذه الاسلحة والمخدرات ولا نعرف وين تروح .
في العاصمة عدنوالمحافظات المجاورة اعتاد المتابع وبشكل متواصل على الاخبار التي تورد بأن نقطة الفلاني في مدخل العاصمة عدن قد تمكنت من ضبط أسلحة ومرات اخرى ضبط مخدرات وحشيش قادمة من مناطق اخرى في طريقها الى العاصمة .
ويرى مراقبون ان هذه الشحنات يريد اصحابها اغراق العاصمة بالاسلحة المتفجرات والمخدرات وزعزعة الامن و الاستقرار النسبي الذي تشهده .
وتحاول النقاط المحيطة بالعاصمة وخاصة في محافظتي ابينولحج منع وصول تلك الاسلحة الى العاصمة كما تقوم بجهد كبير لمنع دخول المواد المخدرة والحشيش وفي كل يوم تتمكن من ضبط عشرات الاطنان منها .
ويتهم الكثير حزب الاصلاح فرع جماعة الاخوان المسلمين وبالتعاون مع جماعة الحوثي بمحاولة ادخال الاسلحة والمخدرات الى العاصمة انتقاما من القوات الجنوبية التي طردت المليشيات الحوثي والتي وتخوض حرب غير معلنة حزب التجمع اليمني للاصلاح .
في المقابل يرى الكثير ان ضبط الاسلحة والمخدرات والحشيش اصبحت مكشوفة وان العمل يبدو لاظهار ان العاصمة مستهدفة وان هناك جهات "شمالية" لاتريد الخير للجنوب .
ويستدل الكثير بالضبط المتكرر لتلك المواد دون الكشف عن من يقف خلفها ومن يحاول تهريبها كون الجهات الامنية لم تكشف يوما عن من يقف خلف تلك المحاولات لاغراق العاصمة بالاسلحة والمخدرات .
كما يقول البعض ان المضبوطات اصبحت مؤخرا لها نقاط خاصة من تلقي القبض على من يحاولون تهريبها دون غيرها من النقاط .
وغالبا ما تذكر النقاط الامنية خلال ضبط المواد بأنها قادمة من محافظاتمارب او محافظة المهرة بحيث تمر في نقاط أمنية كثيرة تابعة لقوات النخبة الحضرمية والشبوانية من جهة ابين كما تتهم الاجهزة الامنية مليشيات الحوثي بمحاولات كثير لادخال المواد المخدرة وبعض الاسلحة الى العاصمة وقد ضبطت في مرات كثيرة في محافظة لحج وهي التي تمر في نقاط لقوات الحزام الامني في محافظة الضالع وبعض مناطق يافع دون ان يتم ضبطها .
ويرى مراقبون ان عدم ضبط القوات التابعة للنخبة الشبوانية والحضرمية تلك المواد يضع الف علامة استفهام حول من اين تأتي ومن يقف خلفها .
ويرى الشارع الجنوبي ان الكثير من هذه المضبوطات يتم استخدامها للظهور و اليقظة والانجازات والحصول على الامتيازات .
أين تذهب المضبوطات
ومن خلال تكرار ضبط الاسلحة والماد المخدرة يتكرر السؤال من قبل المواطن البسيط في اين تذهب هذه المضبوطات لاحقا وعقب ضبطها .
وخلال سنوات من الاعلان الشبة اسبوعي عن ضبط تلك المواد اعلنت الاجهزة الامنية عن احراق كميات من المواد المخدرة والحشيش مرة واحدة وكانت في محافظة ابين وذلك قبل اكثر من شهرين الا انه لايعرف ما مصير المضبوطات السابقة واللاحقة والكميات الكبيرة من الاسلحة .
ولم تقدم السطات الامنية احدا من المتهمين بمحاولات التهريب والتي ضبطوا وهم يحاولون ادخالها الى العاصمة عدن كما لم تنشر القوات الامنية اعترافات لهم حول من يدفع بتلك المواد ومن يقف خلفها .
ولم يعد المواطن في المحافظات الجنوبية يصدق تلك الاخبار التي تتناقلها الصحف حول والمواقع الاخبارية حول ضبط الاسلحة والمتفجرات بسبب عدم التوضيح من قبل الجهات التي تقوم بضبطها .
ويطالب الشارع الجنوبي بالتوضيح والكشف وفضح الجهات التي تحاول ادخال هذه الكميات الكبيرة من الاسلحة والمواد المخدرة والى اين تتجه وفضحهم امام الرأي العام .
اشادة بالنقاط
في المقابل أشاد مسافرون بالتشديدات التي تقوم بها النقاط الامنية في مداخل العاصمة والتي تتميز عن غيرها بالتشديد والتفتيش بأجهزة حديثة وعناصر نسائية لا تتوفر لدى النقاط في المحافظات الاخرى .
وقال مسافرون ان النقاط الامنية المحيطة بالعاصمة تقوم بجهود كبيرة في التفتيش عن الممنوعات ويضطر المسافر للوقف امامها لساعات بعكس النقاط الاخرى التي قد لاتقوم بالتفتيش الدقيق.
الاعلامي احمد ماهر:لماذا النيابة العامة لم تنزل وتستكشف حول هذه المضبوطات ؟
وقال الاعلامي المعروف احمد ماهر في تعليقه حول الموضوع :كل يوم نسمع عن كميات كبيرة من المخدرات والمؤثرات العقلية يتم القبض عليها في نقاط محددة فقط ولكن لم نسمع عن نزول النيابة العامة لتحريز الكميات الكبيرة ولا إلى أين تذهب .
وأضاف ماهر بأن المواطنين يريدون معرفة مصير هذه الكميات المخدرة وخاصة وان المخدرات والمؤثرات العقلية لازالت منتشرة في العاصمة عدن وتحديدا وكثيرا ما نقرأ عن حوادث وجرائم تقع بسبب المخدرات .
وتابع ماهر : نتمنى من الأجهزة الأمنية ان تعمل كدولة وتوضح سبب تواجد المخدرات بالعاصمة عدن وأين تذهب هذه الكميات المخدرة الذي يتم القبض عليها وخاصة عدم تواجد النيابة العامة.
الصحفي ادهم فهد:على وزارة الداخلية التوضيح والكشف الاسبوعي حول المضبوطات ومن يقف خلفها
وحول الموضوع أكد الصحفي ادهم فهد بأنها كثيرا ما ترد اخبار عن ضبط نقاط أمنية وتحديدا نقطة دوفس لشحنات من المخدرات والاسلحة المهربة.
وأضاف فهد في تصريح لعدن الغد بأن هذه الأخبار تجعلنا نشك بمدى صحة هذه الأخبار وهي على شقين : اما ان جنود هذه النقاط يعملون فقط فيما باقي النقاط التي مرت بها تلك الشحنات لا يعملون او انهم متواطئون وهذا يستدعي حسابهم مشيرا :اما ان كل تلك الشحنات هي مسرحيات مرتب لها لأجل رفع المعنويات وخلق نجاحات وهمية وهذا لا احد يستطيع اثباته، لهذا انا ارجح الفرضية الأولى.
وتابع الصحفي العدني :الغريب في الأمر ان تلك الحوادث تتكرر بشكل أسبوعي ولم نلمس اي تعامل واضح من قبل وزارة الداخلية للتحقيق ولم تصدر اي بيان يوضح عن الجهات التي ارسلت لك الشحنات ولمن هي مرسلة للاسف لا تتعامل وزارة الداخلية مع المواطنين ووسائل الاعلام بنوع من الجدية وهي تبخل علينا بابسط المعلومات.
وبين "فهد "عموما إن ضبط شحنات المخدرات والتي هي بالاطنان يكشف بما لا يدع للشك بان عدن باتت سوقا مفتوحا للمخدرات فنسبة المضبوطات بكل تاكيد ليست سوى نسبة بسيطة مقارنة بتلك التي وصلت بطرق أخرى.
واختتم أدهم :يقع على وزارة الداخلية وإدارة امن عدن حمل ثقيل وهو ملف المخدرات واذا استمر التعامل مع هذا الملف بنفس الرتابة فان هذه الظاهرة ستتوسع وبكل تاكيد ستنعكس سلبا على الوضع الأمني والمتدهور اصلا فالمخدرات هي مصدر لتمويل العصابات.