تتميز مناسبات الاعراس في محافظة لحج مقارنة بباقي محافظات الجمهورية بالعديد من الصور الجميلة والأصيلة منها تلك العادات والتقاليد التي تجسد معاني الفرحة احياءً لهذه المناسبة، ومن ابرز العادات المتبعة في اعراس لحج هي تعدد موائد الطبخ والذبائح لصنع الولائم الغذائية المختلفة التي يتكفل بإقامتها اهالي العريس والعروس، حيث تجتمع الاسر ويلتم شمل الاهل والأقارب والأصدقاء والصغار والكبار في هذه المناسبات ويلتقون جميعاً على مائدة واحدة والكل يشارك وسط فرحة تغمر وجوههم وزغاريد تتشاطرها السنتهم، وهناك الكثير من العادات والتقاليد المرتبطة منذ زمن بالاعراس في لحج لكنها تختلف نوعاً ما باختلاف جغرافية المنطقة وبيئة القبيلة لكنها تجتمع في صورة الذبائح واعداد ولائم الطعام ولبس الجديد، كما ان البعض له طابع خاص يميزه عن غيره من حيث ترتيب أمور العرس (الزواج) واضفاء الكماليات التي لاتندرج ضمن الشروط الاساسية او الرئيسية لهذا المقام او من ناحية الإرث التقليدي المتوارث والموروث الشعبي المتبع، وللتعرف اكثر عن طابع اقامة هذه المناسبات في محافظة لحج تابعوا معنا هذا التقرير الصحفي. ياسين علي احمد يقول : نحن اهالي محافظة لحج في مختلف المناطق لانزال نحيي عادات وتقاليد الآباء والاجداد كسنة متوارثة في كل مناسبة فرائحية وخصوصاً تلك الخاصة باقامة الاعراس، فعندما يبلغ الشاب سن قانون الزواج يقوم ألاهل بالبحث عن عروسة مناسبة له وفقاً لمواصفات وخصال تريدها الاسرة وعند الحصول على العروسة يجتمع أهل العريس والعروس من أجل التشاور في مابينهم على تحديد الواجب ( مبلغ وهدية الربط) وخطوبة البنت على الشاب المتقدم إليهم ويتم الاتفاق على المدة التي تتم من قبل الطرفان لاتمام هذه المراسيم والتي تتراوح احياناً مابين سنه الى سنتين أو اكثر من ذلك او اقل كما يتفقون كذلك على الامور المالية ومنها دفع المبلغ المحدد بينهم ومهر وغيره من التبعات وتكاليف اقامة العرس ومن ثم ينطلق الشاب ان لم يكن له وظيفة بحثاً عن عمل يعينه على مساعدة أهله في متطلبات الزواج ولاتمام هذه المناسبة. واضاف : بعدها تأتي مرحلة موعد الزواج فبعد انقضاء الفترة المتفق عليها بين اهل العريس واهل العروس يجتمع الأقارب أو اهل الطرفان مرة أخرى ويتفقون لتحديد يوماً معلوم لاقامة مراسيم الزواج وعند تحديد ذلك اليوم يبدأ الاعداد والتحضير والترتيب النهائي لانجاح هذه المناسبة واتمامها بالشكل المطلوب. ومضى يقول : من اهم الاشياء التي يجب القيام بها احياءً لهذه المناسبة هو الترتيب المتقن لكل مايتعلق بالزواج مثل ترتيب البيت والآثاث والعفش بكامل محتوياته واستعداد أهل العريس الذين يقومون في الغالب بترتيب الغرفة الخاصة باستقبال العروسان وحجز كل متطلباتها ومتطلبات الزواج الاخرى وانجاز الاشياء الأخرى المتعلقة بالعرس.
موسى علي حسن يقول : في معظم مناطق محافظة لحج عند اقتراب موعد الزواج بحوالي اسبوعين يجتمع الاهل والأقارب سواء للعريس او العروس ويقومون بكتابة أوراق دعوات الزواج وتصويرها ومن ثم يقومون بمراجعتها بدقة قبل توزيعها على الضيوف اي ( المعازيم ) وبعد المراجعة يتم توزيع الدعوات بتكاتف جميع الاهل على الأشخاص الذين تم دعوتهم قبل الزواج با اسبوع تقريباً والذين سيشرفون الداعين لهم بحضور هذا الحفل، حيث انه وبعد الانتهاء من توزيع دعوات الزواج يبدء الأقارب بالمجيء إلى بيت العريس أو العروس قبل الزواج بثلاثة أيام أو يومين ويأتي دور تنظيف وترتيب البيت من الداخل ليكون مهيأ تماماً لاستقبال الضيوف القادمين من انحاء مختلفة اي من الاهل وغيرهم. واضاف : بعد عقد القران تتشكل روح التكاتف والتعاون والترابط والوئام حيث يجتمع كل الأقارب والأصدقاء ويأتي دور الشباب الكبار وحتى الصغار في المشاركة والتفاعل في احياء هذه المناسبة حيث ينقسمون إلى قسمين قسم منهم يقوم بدور المعاونة وتنظيف الاماكن المحيطة بالبيت ونصب خيام العرس وانجاز الذبائح والقسم الآخر يذهب لجلب الطباخين ومعاونتهم بتقديم كل ما يلزم ويطلب منهم ادائه وكذا المجيء بالفرش والماء البارد والقات وكل ما يتوجب تقديمه من معدات وادوات اخرى وهناك كثير من العادات والتقاليد التي يتم تطبيقها بمنطقة ولا يعتمل بها في أخرى.
مقبل سعيد الصبيحي يقول : عادات وتقاليد إقامة حفلات الزواج في محافظة لحج تختلف من منطقة الى أخرى بحكم التنوع الثقافي والاجتماعي والقبلي والبيئي للمحافظة التي يمثل سكانها ثقافات متعددة ومتنوعة لكن هناك ثوابت فرائحية وموروثات تأريخية شعبية تجمع الكل حولها منها ليلة الحناء وما يصاحبها من اغاني وذبح وقدح استعداداً لاستقبال اليوم التالي وهو يوم المقيل (جلسة العرس او يوم الزفاف) وهو اليوم الذي يأتي فيه غالبية المعزومين ان كانوا رجالاً لمشاركة الشاب وان كانوا نساءاً لمشاركة الشابة فرحة زفافها وعرسها وارتباطها، هذا اليوم الجميل بالنسبة للعروسان والذي يمثل توديعهما لحياة العزوبية دخولهما لعش الزوجية يتخلله العديد من اشكال التعبير عن الفرح حيث وعند بداية فلق ذلك الصباح يبدأ الناس بالتوافد الى المخدرة (خيمة اقامة العرس) وعند دخول ساعات الظهيرة يتم مناداتهم لتناول وجبة الغداء والتي لا تخلوا من الازر والخبر والمرق ولحوم الابقار والاغنام أكانت مطبوخة من جهة طباح يؤتى به ويدفع له اجر عملته او شراء عجل او بقري او مجموعة من الرؤوس (الاغنام) ويذهب بها الى اقرب مطعم ويتعاقد معه لاتمام غداء العرس، وبعد الغداء وارتشاف اكواب الشأي الساخنة يذهب الجمع الحاضر لاداء صلاة الظهر هذا ان لم يكن موعد الغداء بعد الصلاة، بعد ذلك يتجه الضيوف الى داخل خيمة العرس وكل واحد يتكئ في مكانه ويتم توزيع القات وتعاطيه وشرب فناجين القهوة وخلال الجلسة تطرح العديد من القضايا بين الموجودين او المتقابلين اثناء المقيل ويتم مناقشتها كصورة وقضاء الوقت بتبادل اطراف النقاش وفي الاتجاة المقابل يقعد العريس في ابهى حلته، وعندما يريد اي ضيف تمت دعوتة لحضور حفل الزواج مغادرة المخدرة عليه الاتجاه لمصافحة العريس والتسليم عليه والتمتمه اليه بعبارات المباركة والتمني له بحياة زوجية سعيدة ومنحه مبلغ مالي رمزي يوضع في اليد التي تمتد لمصافحته كتعبير عن دعم ومؤازرة ومباركة الشخص المقدم لهذا المبلغ للعريس عند دخوله هذا الباب الحلال. وتابع قائلاً : والذي لا يريد المغادرة اوالانصراف السريع فما عليه الا ان يستمر بمجالسة ومسامرة العريس حتى ساعات متأخرة من الليل لمن يريد ذلك، ويتخلل المقيل والسمرة العديد من الفقرات والصور الفرائحية منها الاستماع الى الاغاني سواء اكانت من قبل مطرب ( فنان) يتم دعوته ليحيي حفل الزواج بالاغاني، او من خلال الاستماع الى كاسيتات او ذواكر فيها العديد من الاغاني المعادة والمسجلة التي تقوم المكبرات الصوتية بتضخيمها ويصال صداها الى ابعد مدى والحال نفسه ينطبق على العروس ووجه الاختلاف هو في جنس المدعوين. واختتم قائلاً : اما الزفاف فهي اللحظة الختامية والتتويجية لفقرات الاحتفال حيث يتم اخراج العروس وسط صيحات وزغاريد النسوة من مكان وجودها بعد دعوة العريس اليها لالتقاط بعض الصور التذكارية التي تجمعهما على كرسي واحد امام الحشد الحاضر كاسدال ستار لآخر فقرة قبل توديع منزل ابويها حيث بعدها يقوم الزوج بالامساك بزوجته ويسيروا وخلفهم جموع المباركين من الاهل والاصدقاء ووسط اصوات تتعالى وتررد زوامل وشعارات الفرح والمباركة لهذا العرس والصيحات والزغاريد فيصعد الأثنان السيارة المخصصة للزفاف ويصطف بعدهم موكب الزافين ويتجه بهم الى منزل المحدد لسكنهم ويتخلل لحظات الزفاف اطلاق وابل من الاعيرة والالعاب النارية والمفرقات المعبرة عن الفرحة بهذه المناسبة وغالباً ما تتم تلك المراسم في اوقات المساء بمعظم مناطق محافظة لحج، هذه هي صور مبسطة وموروثه من تاريخ احتفال ابناء لحج واحياءهم لمناسبات الاعراس المقامة على اراضيهم.