أنقضت أربع سنوات من الحرب الأهلية المندلعة في اليمن ودخلت عامها الخامس، لكن لاتزال الدولة اليمنية غائبة عن المشهد اليمنيوالجنوبي على وجه الخصوص، ولا تزال المليشيات المسلحة تغطى على المشهد شمال وجنوباليمن دون أفق ينهي مأساة اليمنيين. ومنذُ أكثر من أربع سنوات على دخول البلاد في أزمة الحرب، لم تتوقف آلة القتل في المحافظاتاليمنية المحررة من جماعة الحوثي و حتى الواقعة تحت سيطرة الجماعة، إذ ان الحوثيين يحكمون بالحديد والنار. ويبدو أن دولة الرئيس عبدربه منصور هادي باتت تتآكل اليوم، إذ أنها وقعت مابين نارين، نار جماعة الحوثيين شمال اليمن، التي ترفض هادي وتعتبر ولايته منتهية، ونار الميليشيات المسلحة في جنوب البلاد التي تطالب بفك إرتباط الجنوب عن الشمال وتعتبر حلفاء هادي "الإصلاح اليمني" خصماً لدوداً لايمكن قبوله. ولم يكن بحسبان الرئيس عبدربه منصور هادي أن يصبح مقوضاً فاقداً - لربما - لصلاحياته، عقب أمله في إعادة الشرعية إلى صنعاء، حينما طلب من الدول الشقيقة ردع جماعة الحوثيين قبل سنوات، حيث لقي هادي نفسه في منفى اختياري بالعاصمة السعودية، لا يستطيع العودة إلى مدينة عدن العاصمة المؤقتة للبلاد، التي كان من المفترض أن تكون محل اقامته بدلاً عن صنعاء. وعلى الرغم من عودة ظهور الأنباء الى السطح التي تفيد بعودة الرئيس هادي إلى مدينة عدن مؤخرًا، إلا أن هادي لم يعد حتى اليوم، وفيما يبدو يرجع السبب إلى الاضطرابات التي تعيشها المدينة. كيف تعقد المشهد الجنوبي؟ إلى ذلك، بدأ واضحاً بإن المشهد الجنوبي تعقد للغاية ويقف حجر عثرة امام الرئيس هادي الذي كان من المفترض أن يكون سنداً له كونه تحرر سريعاً من الغزو الحوثي، إلا أن ظهور مكونات وشعارات تطالب باستقلال الجنوب وسع الأزمة اليمنية. وبينما كانت الأزمة اليمنية واحدة وتتمثل في جماعة الحوثيين بات هادي أمام مفترق طرق، وأزمتين يمنيتين شمالاً وجنوباً، يرى سياسيون يمنيون أن هادي لن يتمكن من حلها. علي محسن.. والأزمة من جهة أخرى، يبدو أن نائب الرئيس هادي ، علي محسن الأحمر بات مشاركاً ولاعباً رئيساً في الأزمة اليمنية، ففي حين أنه المفترض أن يكون قائدا لمعارك تحرير شمال اليمن، تتجه انظاره نحو الجنوب قلقاً من فقدان نفوذه، خصوصا مع توسع تشكيلات مسلحة توالي المجلس الانتقالي في المحافظاتالجنوبية، وهو ما عقد الأزمة اليمنية أكثر. وعلى الرغم من أن الأحمر يواليه آلاف المقاتلين في الجيش الوطني إلا أنه لم يحرر أياً من المحافظات الشمالية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وسط اتهامات له بالتقاعس مع الجماعة، وكذا قد يكون - لربما يرى - أن تحرير الشمال قد يخسره نفوذه في الجنوب. وتسيطر قوات موالية للأحمر على مناطق نفطية بمحافظة شبوة وكذا تسيطر على وادي حضرموت. البخيتي: لا استعادة للشرعية عبر هادي وعلي محسن وأعتبر الكاتب والسياسي علي البخيتي في تصريح ل"عدن الغد" استحالة استعادة الشرعية عبر الرئيس هادي وعلي محسن الأحمر، مستدلاً بعجزهم عن الحفاظ على الدولة والجمهورية ومؤسساتها في صنعاء، قائلا، إنها كانت لديهم امكانات هائلة من أجهزة ومعسكرات، إضافة إلى دعم دولي كان يحظى به هادي، لم يحظى به رئيس من قبل، لافتاً، إلى أنهم لن يستعيدوا مافقدوه، حينما كانوا في صنعاء من الرياض. واضاف البخيتي في سياق تصريحه: عمر هادي وعلي محسن في العمل السياسي والقيادي انتهى تقريباً، وحان الوقت ليتقاعدا، ويتاح المجال للجيل الجديد لإدارة البلد والأزمة، معتقدا أن وصول الجيل الجديد الى رأس الشرعية سيؤدي الى تغيير في المعادلة اليمنية، خصوصا عندما يتم اختيار كفاءات وطنية مخلصة، حيث سيفضي وصول الجيل الجديد إلى استعادة ثقة الداخل في الشرعية والأطراف الدولية، وسيستطيعون هيكلة الجيش بناءً على اسس صحيحة وعبر هذه العوامل يمكن هزم مشروع الحوثيين وقطع يد إيران في المنطقة، وما لم يحدث تغيير في الشرعية سيستمر الفشل. وبين البخيتي، أن الجيش الذي اسسه هادي وعلي محسن هو أكبر مظلة للفساد، مشيرا الى ان عشرات الالاف مسجلين ضمن الجيش لكن في الواقع لا يوجد عشرات الآلاف، قائلا، انه لايوجد جيش وطني حقيقي، واغلب الوحدات العسكرية اما مناطقية او طائفية تتبع اطراف متناحرة، اضافة الى ان الكثير من الوحدات اسماؤها مرتطبة بالكثير من التنظميات الإرهابية. واعتبر البخيتي أن مايعاني منه الجيش يقوض العمل العسكري ويجعله غير مفيد مستدلاً بالجبهات التي تراوح مكانها منذ سنوات. هل أصبح القرار اليمني بيد غير اليمنيين؟ من جانبه، يرى الصحافي رياض الأحمدي في تصريح ل"عدن الغد" أن قرار اليمن بيد غير اليمنيين، مهما كان الداخل قادراً على ترجيح خيارات من عدمها، وفي ظل حكومة ضعيفة وانقسام في القوى المحسوبة تحت إطارها. واضاف الأحمدي: مع ذلك، فإن الوضع ينتظر تحولاً من نوعاً على غرار حسم ملف الحديدة من عدمه، وهذا يمكن أن يكون له تأثيرات بمسار الوضع ككل. وحول إمكانية إشراك المجلس في الحكومة، قال الأحمدي أن المجلس الانتقالي بات قوة فاعلة وأظهر في أكثر من تصريح رغبته بالحوار مع الشرعية لما من شأنه إشراك المجلس، وهذا يحتاج إلى إرادة من الطرفين (المجلس والشرعية)، وإلى توجه داعم من التحالف، يوجد صيغة لهذه الشراكة. الشريف: هذه الخطوة التي ستقلب المعادلة اليمنية! بالتزامن مع ذلك أعتبر سكريتر رئيس الوزراء السابق غمدان الشريف في تصريح ل"عدن الغد" تحول المجلس الانتقالي الجنوبي إلى حزب سياسي مدني سيغير المعادلة اليمنية وسيهزم الانقلاب الحوثي. وقال الشريف، أن حال العاصمة المؤقتة عدن افضل مما كانت عليه في السابق اقتصاديا وخدماتيا ولو كان رمزيا ولكن المشكلة الحقيقة تكمن في تعدد السلطات المجلس الانتقالي كان شريكا في السلطة بل وكان الحاكم الفعلي المحافظاتالجنوبية ولكنه اختار طريق آخر وإراد ان يوسع من صلاحياته وان يحكم بعيد عن الشرعية وانقلب على شرعية الرئيس وتمرد على حكومته وحدث ماحدث ولكن مازال أمامه فرصه لتصحيح ذلك من خلال اعلان نفسه حزب سياسي مدني ويوافق على دمج وهيكلة القوات التي يمتلكها في قوام الجيش الوطني وبذلك سيحدث تغير كبير في السياسة على الأرض. وتابع: وقتها سوف نهزم الميليشيا الحوثية وسوف ننتصر للوطن، ليس احد ضد الانتقالي ولكن ضد بيع الوهم والادعاء بالتمثيل الوحيد.