كل نفس ذائقة الموت..ولله ماعطى وله مأخذ..ولكل اجل كتاب.. هذا هو حال الدنيا والناس فيها انما هم في رحلة قصيرة مهما طالت فيها سنين العمر فلا بد من مغادرة الى دار غير الدار في رحاب الخالق جل جلاله..نعم وكم من ارزاء إصابتنا ولكنا نقول الحمد لله وانا لله وانا اليه راجعون..ففي فجر السبت انتقلت روحه الى بارئها وكان متواصلا مع أحبته حتى فجر السبت بعد الواحدة..وقد رجعت الى حالته في صفحته بالانترنت لاجد ماقد كتبه وهو..(اشتاق الى أرواح في القبورغادرت الى السماء حدثوني عن الاشتياق أحدثكم عن أرواحهم دفنت تحت التراب وخيالهم لم يفارقنا،اللهم اغفر لهما وارحمهما)-22 مارس.. نعم هذا هو صدقي الصادق في ما تمناه ولربما كان يتحدث عن أبويه..رحمة الله عليهم أجمعين.. فمن اين أبدا ..وقد أصابني الحزن حال إبلاغي بالوفاة عبر الأستاذ الفاضل د.خليل ابراهيم محمد ..ولا اعلم عن صديقي صدقي الا انه عاد من الخُبر بالسعودية ليستقر بعد نزوح قهري الا انه كتب الي..ربما كتب علينا الغربة ياصديقي..وسأغادر الى مصر ،عدن لم تعد مدينة أحلامنا ..وقد نصحته بان لا يهاجر فرحب بالنصيحة..وظلينا نتواصل وان بتقطع حتى فجر السبت.. صدقي جواد همشري كادر عدني لعب أدوارا مختلفة في الحياة المدنية الحكومية وكان محط احترام وتقدير الناس وهذا هو حال آل الهمشري الذين تعرفهم عدن وناسها ونحن ..فهم أسرة معطاءة تقدم خدماتها بسخاء ودون بحث عن شهرة او مقابل ..وقد عرف الناس من خلال المهندس صدقي ماثر لن تنمحي.. ومنها إضاءة شوارع وأحياء عدن التي كان مديرا لها بكفاءة واقتدار..ويشهد له بذلك من تعامل او عمل معه وعاشره.. وعن قرب لمس مالهذا الإنسان من قلب طيب ونفس محبة خدومة الى ابعد الحدود.. صدقي همشري كان يعرفني اكثر مما انا اعرفه فقد كان قارئا متميزا ومؤرشفا لما يقرا من صحف ..وقد كانت معرفتي به وجها لوجه ايام المحافظ د.يحي الشعيبي ولا أتذكر السنة..فقد حدث ان صدم احد أعمدة الإنارة بالمنصورة ابن اخي وتوفي في الحال، وتهشمت الحافلة وكانت المشكلة هي ضرورة دفع قيمة العمود اكثر من 200الف ريال..وكأن الولد متعمدا قام بالحادث ومات ..طرقت أبواب المسئولين ومنهم د.يحي الشعيبي بواسطة استاذي احمد علي احمد اطال بعمره وهو سكرتير المحافظة وجاء الرد بدفع القيمة لقاء إخراج الحافلة من شرطة المنصورة التي هي لصديق ابن اخي..وبعد جهد قالوا ادفع النص..ولم تفلح الحالة التي كنا بها من الم وفقر ذات اليد وفقدان شاب في ريعان عمره..وتعقدت الأمور حتى كانت مقابلتي المهندس عبد الرحمن البصري وكان نائبا لوزير الإنشاءات تقريبا..وقال لي..اذهب الى مدير الإنارة المهندس صدقي همشري واعرض مشكلتك عليه وإعطاني عنوانه وكانت المفاجأة.. وصلت الى منزل الرجل فقالوا هو في النيابة لانه تعرض لطعن في راسه ويديه من واحد مستثمر جشع وخارج عن القانون..وذهبت انا الى مقر النيابة خلف سجن المنصورة ولمحت شخصا مربوط الراس والألم باد على محياه..ولم أتمالك نفسي.. وسالت..اانت المهندس صدقي..فقال ايوه، مالك ياحكيم ماتعرفناش.. اي خدمة،فاُخرجت تماما..وكان لابد من عرض المشكلة عليه والأوراق كلها في ملف..الخ.. والله، والله ان الرجل وقف واثر الدم في رباطة رأسه والشرطة تتفرج علينا ..وقال لي هل معك شهادة وفاة زمزي ابن اخيك قلت نعم..قال هذا الملف ومافيه من اوراق خليه معك ليش.. مااجيت لعندي بدل هذا الجعث واللت..وكتب على خلف شهادة الوفاة الى رئيس قسم الإضاءة بالمنصورة وهو شاب انيق مثقف مثل صدقي ..كتب: يتم الإفراج عن الحافلة وتعفى أسرة المتوفى من اي تبعات مالية ..ووجه الى مدير شرطة المنصورة بذلك.. لم اصدق ما جرى وانا كنت صاحب الشعيبي حين كان وزيرا للتربية وكنت الإعلامي الخدوم له حتى وهو محافظا لعدن..ولم اكن اطمح منه الا موقفا يقدر حالتنا حيث والحادث قضاء وقدرا..نعم هذا الموقف المفقود من مسؤل وعزيز علي وجدته في شخص انسان بسيط وملاك اسمه صدقي همشري، وهو اسم على مسمى..وكان في نظري اكبر واعلى من جبل شمسان ويطاول السماء اخلاقا ومسؤولية وتعاملا منقطع النظير..هنا كانت معرفتي بالرجل تتعاظم وتكبر ..وقد كتبت مرتين حينها شاكرا مثنيا عليه.. فرد علي في مقال: ان هذا واجب يجب علي اداءه مع الناس وقال ..انت احد الناس الذين نتشرف بخدمتهم.. هكذا هي عدن وابن عدن وأبنائها الكرام ممن كان لهم بصمة عمل قبل ان يظلمهم الواقع السياسي بحرمانهم من قيادة محافظتهم كما ينبغي كحق مكفول لهم قانونا وشرعا.. فالمعذرة لو انني اطلت عليكم لكن هو حق لانسان غادرنا ونحمل له أروع الصور في عقولنا وأفئدتنا ..لان الوفاء يقتضي ان نف أصحابه حقهم إحياء وأمواتا.. وصدقي هو الرجل الصادق الصدوق رحمة الله عليه.. ولانملك الا ان ندعو الله له بالرحمة والمغفرة ولأهله وأسرته ومحبيه الصبر والسلوان.. انالله وانا اليه راجعون