غابت العدالة الإجتماعية عن مجتمعاتنا، فتفاقمت معدلات البطالة الى أعلى مستوياتها... فعندما نجد مثلا: أشخاص لديهم وظائف مزدوجة، سواء أكانت في القطاع المدني، او السلك العسكري والامني، ناهيكم عن تصيد البعض، لبعض الوظائف عن طريق التعاقد، إن لم يكن فيها توظيف رسمي، من الجهات ذات العلاقة بهذا المرفق الحكومي، او تلك الدائرة الحكومية..! لا نتعحب ولا نندهش بعد ذلك، إن رأينا معدلات البطالة في تزايد مستمر...! كذلك لانتعجب او نندهش، إن شاهدنا حجم الظلم الذي تعيشه بعض شرائح مجتمعاتنا...! ياسادة _ إن مجتمعاتنا تعيش حالة من عدم الإستقرار ،بسبب غياب التطبيق الصحيح والامثل لمفهوم العدالة الإجتماعية.. لذلك كان نتاجه ايضا، على البسطاء من عامة الناس، الذين ما برحوا أصحاب الحالات الإجتماعية الميسورة ،أن يزاحمونهم ويضيقون عليهم الخناق، في التقييد في سجلات الضمان الإجتماعي، او في الاستفادة ،مما تقدمه المنظمات الدولية ،من إغاثات إنسانية للبسطاء، من أجل تعزيز قدراتهم على مواجهة الفقر، في المجتمعات المحلية ، وكل ذلك كان منهم دون وازع من أخلاق او ضمير ! او إسشعار ماتقتضية الشفافية في التعامل مع هذا الملف، من قبل الجهات المخولة بذلك التقييد...! او من منطلق السير على مبدأ تطبيق مفهوم العدالة الإجتماعية بشفافية...! ونحن في مجتمعنا ،نعاني من غياب الوعي المجتمعي، الذي يسهم بدوره في توجيه الناس، على اساس تكفل فيه المساواة، في مختلف جوانب الحياة الإجتماعية المتعددة والمختلفة. ولقد عرفت العدالة الإجتماعية: بأنها أحد النظم الإجتماعية ،التي من خلالها يتم تحقيق المساواة بين جميع أفراد المجتمع، من حيث المساواة في فرص العمل ،وتوزيع الثروات،والامتيازات ،والحقوق السياسية ،وفرص التعليم،والرعاية الصحية وغير ذلك... ومما لا يدع مجال للريبة او الشك، أن تقييد الحريات ،وإنتشار الظلم والفساد والمحسوبية ،وعدم المساواة في توزيع الموارد والممتلكات، كالأراضي والمباني بين الأفراد، كذلك عدم المساواة في توزيع فرص العمل، و خدمات الضمان الاجتماعي، والخدمات التي تقدمها المنظمات الدولية ، كل هذه الامور" تعيق تطبيق مفهوم العدالة الإجتماعية..." لذلك ينبغي علينا ،كشباب ناشط ومثقف وواعي، أن نعزز العدالة الإجتماعية، من خلال نشر الوعي، بأهمية العدالة الإجتماعية في مجتمعنا، سواء عن طريق الحوار المباشر ،او إستخدام وسائل ومنصات التواصل الإجتماعي... كذلك دعم المنظمات المحلية ،التي تسعى الى تحقيق المساواة، من خلال حضور الندوات او توقيع العرائض، التي تدعو الى تحقيق العدالة الإجتماعية. لذا يجب علينا كشباب_التطوع في الأعمال الخيرية المختلفة، وتحقيق المساواة المجتمعية.. كما أنه يجب علينا ايضا_أن نحترم الأفكار، ونتقبل الاختلافات الفكرية، لمعرفة أوجه التحيز في المجتمع والقضاء عليها... فقيمة المجتمعات، تكمن في تعزيز مفهوم العدالة الإجتماعية، ولن يكون ذلك! إلا بتكاتف جميع أفراد المجتمع بمختلف شرائحه....