قال رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري ان البعض يرى أن طريق القضية الجنوبية أصبحت مفروشة بالورود بعد الانتصارات العسكرية التي حققتها المقاومة الجنوبية في تحرير محافظات مناطق الجنوب وطرد مليشيات الحوثي وحليفتها قوات عفاش, لكن في حقيقة الأمر أنها ازدادت تعقيدا مع كثرة التدخلات الناشئة عن هذا الوضع الجديد من قبل قوى وأطراف محلية وإقليمية. وتحدث الأستاذ فؤاد راشد أمام رواد منتدى التحديث بخورمكسر في فعاليته الأسبوعية امس . ان الحرب دخلت عامها الخامس دون وجود مؤشرات واضحة دالة على وجود حل للقضية الجنوبية وفقا وتطلعات الشارع الجنوبي وقواه السياسية والنضالية. وان هذا الوضع يلقي بكثير من الأسئلة التي لا نجد لها جوابا ..كما ولا ندري إلى أين يذهب مسرح العمليات العسكرية وتوجهات الحرب التي من غرائبها اننا صحينا الاسبوع الماضي على عودة المليشيات الحوثية إلى أطراف حدودنا في الضالع ويافع والمسيمير واندلاع مواجهات عنيفة في تلك المناطق. وأضاف هناك أطراف وقوى دولية تنفذ أجندات في أكثر من مكان خصوصا في العالم العربي ونحن جزء منه ..ولا نعلم ما الذي يراد بنا ولنا. وحتى الأطراف الرئيسية في البلد لاتعرف الإجابة عن هذه الأسئلة..وقد التقيت بكثير من هذه الأطراف الأساسية ولكنهم لا يعرفون إلى أين المنتهى. وأكد رئيس المجلس الأعلى إن على الرغم من استمرار الحرب وضبابية المشهد فيها الا ان الجنوب لديه قضية أساسية ومشروعة وهي المحور الاساسي للنضال والعمل في إطار المكونات الأساسية الجنوبية سواء منذ ما قبل تفاقم الأزمة وماعرف بثورة الشباب في 2011 او قبل حرب 2015 ..ولكن مايقلقنا ان ملف القضية يتعقد مهما تراءاء لنا من تحقيق انتصارات لان ما ما تحقق كنتيجة للحرب لم يفرش لنا الوردود في الجنوب بقدرما تشابك المشهد ومع ذلك يحذونا الأمل بأن يذهب الملف إلى شيء من الانفراجات في ضوء التحركات المختلفة محليا وإقليميا ودوليا في سياق القضية العامة وإنهاء الحرب خصوصا بعد تفاهمات السويد بين طرفي الحرب ..على الرغم مما نلحظه من موقف غربي واضح يتجاوب ويتعاطى مع ماتطرحه جماعة الحوثي فيما يخص هذا الاتفاق . وأشار راشد بان الأمور تكاد تسير في اتجاه ان القوى الدولية لن تتوقف عند نشر قوات دولية في الحديدة ربما يتعداه الأمر إلى أبعد من ذلك ..وهل ستتوقف عند خطوط التماس ?هل المخطط يجري على اساس حدود الدولتين سابقا ما قبل مايو 1990 وتجرى التهئية بشأن القوات الدولية حاليا ? هذا واحد من السيناريوهات المتداولة . وأضاف بالقول : ان هذا يعني أن وقائع جديدة ترسم على الأرض وقد لا تكون بذات الخطوط التي كانت عليها قبل عام 1990 . مؤكدا ان الجنوب بالتأكيد حاضرا بقضيته في ظل هذه المعمعة والسيناريوهات المتعددة وهناك لاشك تفهم اقليمي ودولي القضية الجنوبية عما كان عليه الوضع قبل عشر سنوات . وفيما يتعلق بالداخل قال فؤاد راشد للاسف ان هذا التفهم العربي و الغربي لقضيتنا يقابله قصور في فهمنا نحن الجنوبيين وفي كيفية التعاطي مع هذا المستجد الذي يصب في مصلحة قضيتنا ولم نحسن استغلاله ولم نستطع تقديم صورة مثلى ومشرفة أمام العالم لقضية الجنوب ..لم نستطع تقديم انفسنا التقديم السياسي المناسب . ومع ذلك يرى العالم انه لابد ان يكون موقع في طاولة أي مفاوضات سياسية قادمة ..حيث هناك شبه إجماع اقليمي ودولي ان المفاوضات ينبغي ألا تقتصر على طرفي الشرعية والحوثيين ولابد من وجود الجنوب لضمان تسوية سياسية شاملة ولذلك لابد من وجود قيادة جنوبية موحدة فالعالم لا يرى في أي مكون جنوبي انه الممثل الوحيد . وتطرق رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري إلى موضوع الحوار بين الفصائل والمكونات الجنوبية وقال ان مكتب المبعوث الدولي إلى اليمن جريفيت قال بالحرف الواحد لسنا معنيين بإصلاح أوضاعكم او حل خلافاتكم..نحن مهمتنا كمكتب للمبعوث الأممي ان نطرح للعالم ان الجنوب عنده قضية ولابد من الاستماع لهم .وقد اختار مكتب المبعوث الأممي من 5_7مكونات لعقد جلسات حوار بينهم في العاصمة الأردنية ولكنه تأجل أكثر من مرة منذ شهر مارس بسبب ان الاخوة في المجلس الانتقالي لم يرشحوا أسماء ممثليهم في هذا الحوار ..ونقولها بكل صدق _ والكلام لفؤاد راشد _ ان الجنوبيون متى مااتفقوا على أمر وجلسوا على طاولة سوف يفرضون قرارهم على الآخرين. وحول التدخلات في شأن القضية أكد فؤاد راشد خلال حديثة أمام رواد منتدى التحديث ان القضية الجنوبية دخلت في دهاليز جديدة وأصبحت أطراف أخرى لها يد طولى..ودخلنا في إشكاليات جديدة وهذه من مسببات التعقيد ..ويرى راشد ان الموقف الاممي بشأن التمثيل للجنوب في أي مفاوضات هي فرصة جيدة ويجب أن لاتضيع من ايدينا لأي سبب كان . مؤكدا في حديثه ان قوى وفصائل الحراك بحاجة ماسة إلى جلسات صفاء جنوبية جنوبية خالصة . موضحا أنه لا ضير في ان تكون لأي مكون جنوبي أي علاقات او ارتباطات بما لايمس جوهر القضية مع أي أطراف او قوى محلية او إقليمية او دولية . ويجب أن تصب هذه الارتباطات في صالح قضية الجنوب وقبل ذا وذاك لايعني أي علاقة مع أي طرف خارجي ان تقابلها قطيعة جنوبية بين القوى والمكونات . وقد دار عقب حديث رئيس المجلس الذي تميز بالشفافية والوضوح نقاش ومداخلات من جانب رواد منتدى التحديث الذين ساهموا من خلال ملاحظاتهم ومداخلاتهم في بلورة كثير من القضايا واستخلاص رؤى في إطار ممكنات الحوار الجنوبي الجنوبي وآفاق القضية الجنوبية. وكان الأستاذ عثمان كمراني محافظ عدن الأسبق رئيس مجلس الأمناء لمركز اليمن لحقوق الانسان قد رحب في مستهل الفعالية بالأستاذ فؤاد راشد والحاضرين وقال إنها فرصة طيبة باستضافة رئيس أحد المكونات الجنوبية الرئيسة لنستمع من خلاله إلى مستجدات الاوضاع الراهنة ومايرتبط منها بالقضية الجنوبية وذلك في إطار فعاليات المنتدى الأسبوعية باستضافة العديد من القيادات والشخصيات ذات الأثر والتأثير بما من شأنه الوقوف على ابرز القضايا والملفات ذات الأهمية.