انتشر تعليل لحالة التخلف والتمزق التي وصل اليها العرب،بأن العرب لم يعد لهم وجود، ومن بقي هم الاعراب، والاعراب اشد كفرا ونفاقاً، وكان من صفات العرب الوفاء والامانة والصدق ونجدة المستجير واتباع الحق وغير ذلك. ولكي نتأكد ان العرب لم يختفوا ولم يحل محلهم الاعراب، علينا ان نقرأ واقع العرب، بصدق وامانة ودون محاباة، اما ان نؤكد وجودهم، واما اننا اعراب. والعرب بناة حضارة، وقدموا اسهامات علمية عظيمة في كافة فنون العلم والمعرفة، استفاد منها الغرب فيما قدمه من اختراعات علمية سافر بها الى الفضاء وغاص بها الى اعماق المحيطات، وكان تركيزه الاكبر على الاستفادة العسكرية من كل الاختراعات العلمية، فدول وممالك الغرب منذ نشأتها ذات نزعة استعمارية واستبدادية، وقد جعل الاستعمار التركي من العالم العربي والاسلامي مثالا للسخرية بما فرضته عليه من تخلف وتجهيل باسم الاسلام، في وقت كانت فيه اوروبا تنطلق في آفاق خطيرة من العلم والمعرفة. نعم.. كنا ضحية للاحتلال التركي ثم الاحتلال الاوروبي باتفاقية سايس بيكو، ولكن ماذا فعلنا بعد حصولنا على استقلالنا؟ لا شيء.. مجرد نظريات سياسية اخترعناها لم تجد نفعا لانها لم تتفق مع ثوابتنا العروبية والعقائدية، واصبحنا دولا وممالك متناحرة يتآمر بعضها على الآخر بعداوات معاصرة واخرى من ايام بكر وتغلب وبني تميم، والهدف الاكبر ليس المحافظة على روح الدين،فتصدر فتاوى هدفها المحافظة على الملك وليس الدين، الذي صار يأتي في المرتبة الثانية، واحيانا في المرتبة الاخيرة. ونحن شعوب لا نصنع، وتضيع علينا المليارات من العملة الصعبة على استهلاكنا الترفيهي والاستهلاكي، ونبيع المواد الخام ولا نصنعها، ورغم ثرواتنا الطائلة لا نساهم في مجال الاستثمار الصناعي والزراعي. وبعض الدول العربية تعمل على تدمير ما تبقى من مقومات الصناعة والزراعة في بلد عربي آخر خدمة لاوروبا، ثم يأتي من يقول اننا عرب ولسنا اعرابا. ان المؤامرة الاستعمارية علينا كبيرة، والمؤامرة حقيقية، وحكومة العالم الخفية(الماسونية) مؤكدة، فمعظم دول وممالك اوروبا ذات تاريخ استعماري واستبدادي،وهي تخطط بدهاء للاستحواذ على ثروات العالم،ونحن في العالم العربي اغنى شعوب العالم في الثروة البترولية والغازية والزراعية والمعدنية، وثروة الموقع الجغرافي. فلابد ان تكون المؤامرة علينا اكبر، فرضوا علينا نظريات وقوانين لا يطبقونها، العلمانية، حقوق الانسان، الديمقراطية. وغيرها.اما اوروبا فهي ابعد ما تكون عن العلمانية فشعوبها وملوكها وحكوماتها غارقة في النصرانية، وتأييد اوروبا وامريكا لانشاء دولة اسرائيل تاييد ديني نصراني كهنوتي. ونحن نطبقها على انهار من دم العصبية والقبلية والتعصب، وكأننا عدنا الى الجاهلية، فهل هذه هي روح 0ججججججججنننحةنالاسلام وجوهر العروبة، هل من العروبة ان يشارك بعضنا في التآمر على اخيه، وهو يعلم ان اوروبا وامريكا لن تحتفظ به صديقا الئ الابد. وقد ظهر اعداء الدين الاسلامي من بين المسلمين، خلال الثلاثين سنة الاخيرة، هؤلاء الذين يقتلnون وينهبون باسم الدين، وهم يفعلون ذلك خدمة للمؤامرة، لانهم يشوهون الاسلام، ويصفونه بالارهاب، بينما الاسلام دين عالمي، يقول الله تعالى:( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) وقوله ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) أتحدث إليكم بمضمونها هي كلمة التعاون على البر والتقوى، وإنها كلمة جامعة تجمع الخير كله، وأنتم والحمد لله ممن يهتمون ويعملون لتحقيق هذا الهدف، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالتعاون على البر والتقوى ونهاهم عن التعاون على الإثم والعدوان حيث قال سبحانه وتعالى في سورة المائدة: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[1]. فجدير بكل مسلم وكل مسلمة في أنحاء الدنيا أن يحفظوا هذا العمل وأن يعنوا به كثيرا؛ لأن ذلك يترتب عليه بتوفيق الله صلاح المجتمع، وتعاونه على الخير، وابتعاده عن الشر، وإحساسه بالمسئولية، ووقوفه عند الحد الذي ينبغي أن يقف عنده، وقد جاء في هذا المعنى نصوص كثيرة منها قوله عز وجل: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[2] فهذه السورة العظيمة القصيرة اشتملت على معان عظيمة من جملتها التواصي بالحق وهو التعاون على البر والتقوى - والرابحون السعداء في كل زمان وفي كل مكان هم الذين حققوا هذه الصفات الأربع التي دلت عليها هذه السورة، وهم الناجون من جميع أنواع الخسران. فينبغي لكل مسلم أن يحققها وأن يلزمها وأن يدعو إليها وهي الإيمان بالله وواضح من الآيات القرآنية، ان ليس من صفاته الارهاب والتشدد والتكفير ولكن الدعوة الحسنة ولين الخطاب، والاسلام يدعو اصجاب الاخرى الى كلمة واحدة هي التوحيد وعبادة الله الواحد، وليس التعالي والغرور والتكفير، وان نضع ايدينا في ايدي بعض، وننصح بعضنا لا ان يكفر بعضنا بعضنا، وان نتراحم ونتكافل،ونرحم فقيرنا، وان نعمل ونصنع ونزرع، ان ثلاث محافظات زراعية يمنية قادرة على اطعام دولة اوروبية. ان الذين يتحكمون بالامور في. معظم البلاد العربية هم العتاولة، عتاولة في السياسة..في الاقصاد.. في الزراعة.. في التجارة.. في كل المجالات، يتحكمون في كل شيء.. حتى في اقوات الناس وفي علاجهم من الامراض.. فعلينا الخروج من هذا العصر المتخلف الغريب، والقرآن الكريم فيه كل الحلول، كنوز من الايات لا نقرؤها واذا قرآناها لا نطبقها، اما اصحاب المؤامرة الكبرى فسوف يصلون الى طريق مسدود. وقال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾ [سورة لقمان:20]. للتعايش مع كل العالم بدل التناحرات يكون القاسم المشترك العمل الصناعي والاستثماري وعدم الظلم ويكون المردود الاقتصادي عشرات الأضعاف بدل سياسة التجهيل والظلم لان الله حرم الظلم علي نفسه وجعله بين البشر محرم الله قال ولاتحسبنا الله غافلا عما يعمل الظالمون وانما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار صدق الله العظيم المهم الحق والتعايش مهم بين الشعوب بدلا من سياسات التجهيل والدمار الشأن الاقتصادي هو الحل وبدل قيام مصانع التدمير والاسلحة تنشي مصانع الخير المفيدة للعيش والتعايش ومردودها الاقتصادي مضاعف لنحمل راية السلام والامان لانه من لا سلام وامان له لا اسلام ولا ايمان له وديننا الاسلامي دين سلام ومحبه وتعايش... *رئيس الغرفة التجارية والصناعية بمحافظة لحج