هاهو الشتاء قد لملم حاجاياته و اعلن مغادرته بعد مكوثه معنا لاشهر عشنا في ظله متنعمين ببرودته و تلطيف الجو في محافظاتنا الساحلية وبمعيته ظلت الكهرباء ملازمة له لا تبرح عنه ولاتنفك فعلاقتهما حميمة وطيدة تحقق للمواطن في ظلها الراحة النفسية و الهدوء فالانوار مضاءة والجو ولا اروع منه فبحضورهم ظل المواطن في رفاهية متنعم في كنفهما ولكن ما ان اعلن الشتاء الرحيل وجاءنا الصيف دخيل الا واعلنت الكهرباء حدادا مفتوحا لذاك الرحيل وهاهي تعلن انضمامها لتغادر هي الاخرى وتترك المواطن وحيدا ليجد نفسه تحت حصار مطبق جو خانق وصيف حارق وقد غدا المواطن متحسرا فالغياب موجع و ضربة بالراس توجع فمابالك بضربتين رحيل الشتاء و مغادرة الكهرباء و عودة العناء ظلام دامس وهجوم النامس وموظف الكهرباء لتوقيتها حارس طفي لصي هاهو قد عاد من جديد لاستئناف عمله الذي يبدأ بقدوم الصيف و ينتهي بخروجه و كم من دعوة يلفظها المرضى والمسنين وغيرهم تنهال على القائمون بتعذيب البشر ليل نهار كما انه يتم حسابة الوقت بدقة متناهية بالدقيقة والثانية كتحديدها ساعتين بساعتين في ابين ان لم تقل عن ذلك مثلا.. وها هي قد بدأت حملات التحصين للمواطنين بنصف اليوم من دون كهرباء تمهيدا و ترويضاً . مؤسسة الكهرباء تتوعد قائلة لن تفلتوا منا سنذيقكم التعب والعناء و مشقة الحر و الانقضاض عليكم بعد رحيل الشتاء الذي لازمته الكهرباء وعاش المواطن في رخاء ، نعم يأتي وقت الانتقام من قبل عمال الكهرباء في تجريد المواطن و سلبه كل ذاك النعيم الذي ترتب بوجود الكهرباء و التي لازمت الشتاء لعدة اشهر ويكون الانتقام برد الصاع صاعين ابين ولحج فحدث و لاحرج فهم يطبقون مثلا يقول جاك الموت ياتارك الصلاة حيث يتم قطع التيار الكهربائي عنهم ليوم او يومين و يصل الى ثلاثة ايام متوالية احيانا و يتعذر المتسببون باعذار سأمناها و تبريرات مللناها و مشاهد متكررة في نفاد المازوت و ما شابهه او عطل و خروج محطات توليد الكهرباء عن الخدمة ، وكل هذا على راسك يا مواطن وتعم ضوضاء المواطير الذي يمتلكها البعض فتتضاعف الجرعة على البسطاء الحر والبعوض وتصديع المواطير الذي يخرجك عن الجاهزية . نكبات توالت على رؤوس المواطنين الابرياء ، فهم وحدهم من يدفع الثمن نعم محافظاتنا الجنوبية عانت ويلات شتى حروب جائرة قتل و تشريد وعاهات مستديمة غلاء و وباء وبلاء ، فساد طال كل شيء مواد مخدرة ومواد سمية مسرطنة وضعت في اكثر انواع الاغذية طازجة كانت ام معلبة و ما خفي اعظم و تأتي نكبة مؤسسة الكهرباء لتضاف الى ماقبلها فتحرم المواطن من ابسط حقوقه الانارة و الهواء وجرعة الماء الكهرباء التي بغيابها يغيب معها الماء البارد والذي تكثر الحاجة اليه في لهيب الصيف الحار الذي ترتفع درجته اعلاها في مناطقنا الساحلية . اسأل الله ان يعم الخير بحلول الشهر الفضيل وان يهدينا سبيل الرشاد و تردم كل منابع الفساد و حسبنا الله ونعم الوكيل على كل من تسبب في اذية العباد . ندى سالم