انا انفصالي رغم اني الوحدوي....والمدعي الكذاب عبرها سنين يأخذ من الوحدة فقط خيراتها.... والشعب يشحت ولا يستدين انا انفصالي واضحة باقولها.... مادامت الوحدة بلا مبدا ودين
الشاعر الجنوبي على حسن البجيري
الوحدة او الانفصال ليس مجرد شعار يرفع وانما سلوك وممارسة على الواقع...قبل ثلاث سنوات نشرت عدد من الصحف اليمنية قصة التاجر اليافعي الذي هاجر مطلع ستينات القرن الماضي من الجنوب الى الجمهورية العربية اليمنية, بينما زملاء له من نفس المنطقة هاجروا الى السعودية...وكيف تم معاملته في العاصمة صنعاء رغم ان حكومة السلال بعد حركة26سبتمبر قامت بالاستدانة من التاجر الجنوبي والذي دفع للحكومة مبلغ وقدره 25الف ريال فرصنه, وهذا مبلغ كبير جداً في تلك الفترة, وذلك لتسديد اجور الموظفين بعد ان عجزت الحكومة من دفع المرتبات نتيجة لخلو خزينة الدولة من الاموال.
بعد ذلك قامت الحكومة بصرف ارضية للتاجر اليافعي مقابل المال الكبير الذي دفعة للحكومة وكانت الارضية المصروفة بالقرب من باب اليمن, لكن هذه الارضية لم تسلم له وقد تم مماطلته, ثم تم بعد ذلك بناء مركز للشرطة فوق تلك الارضية. .وبعد متابعات عده تم تعويضه بأرضية اخرى قريبة من الاولى, لكن كما في المرة الاولى تم الاستيلاء عليها من قبل متنفذ, مع ان الاراضي التي صرفت لمواطنين شماليين لم يستولي عليها احد!!!.
وقد ضل التاجر يتابع عن التعويض حتى وفاه الاجل منتصف الثمانينات وقد استلم نجله الاكبر الملف من بعد ولكن دون جدوى, وحتى بعد اعلان الوحدة في مايو 1990م والذي كانت اسرة التاجر اليافعي تعتقد بانها سوف تحصل على حقها الشرعي مقابل الاموال الكبيرة الذي تم دفعها لحكومة السلال وكذلك تتغير معاملتهم العنصرية لهم وينتهي التعامل معهم كجنوبيين وانما كيمنيين, لكن شيئاً من ذلك لم يحدث, فلم يستلموا الارضية ولم يغير احد التعامل السابق معهم وكان الوحدة لم تتحقق !!!!..بالمقابل من هاجروا الى السعودية من اقرانه تم تجنيسهم واصبحوا تجاراً كبار بينما هو فقد تعاملوا معه في صنعاء كجنوبي مقيم ولم يعد تاجراً واصبح من المعدمين والفقراء!!!!!.
قصة التاجر اليافعي تعكس حال غالبية الجنوبيون الذين ساقتهم الاقدار وكذلك ممارسات الداخل الجنوبي, فقد تم معاملتهم على انهم جنوبيين مقيمين بمحافظات الشمال ولم يتم منحهم حتى الهوية اليمنية!!!..بينما الشماليين في الجنوب تم معاملتهم كجنوبيين بالحقوق والواجبات ووصل منهم الى مركز القرار الاول في الجنوب!!!.
والوحدة ذاتها لما كانت ان تتم لولا تنازلات الجنوب عن كل شيء مقابل الطرف الاخر الذي لم يقدم أي تنازلات تذكر, لأنه لم ولن يكون في أي يوم من الايام وحدوي!!!!.
اذا سألت أي شمالي حتى ولو كان شحاتاً, عن مفهومه للوحدة؟ سيرد عليك بان الوحدة تعني له ارض وثروات الجنوب...وقد وصل الحال ببعض مثقفيهم الى الدعوة الصريحة لإبادة الجنوبيين لكي يعيش 20 مليون شمالي, وما كتبه الصحفي عادل الاحمدي في صحيفة الديار في نهاية يونيو 2009م, بدعوته لإبادة نصف مليون من (الجنوبيين الاوغاد) حسب وصفه, لكي يعيش 20مليون شمالي!!!.
نشرت صحيفة المصدر اليمنية في منتصف 2010ماقالت عنه بانها وثيقة مسربة عن السفارة الامريكيةبصنعاء, عن لقاء يوم7اكتوبر 1972م جمع السفير الامريكي برئيس الجمهورية العربية اليمنية حينها عبدالرحمن الارياني في القصر الرئاسي بمحافظة تعز, وقد تركز اللقاء عن المحادثات الوحدوية بين الشطرين, وقد اكد الرئيس الارياني للسفير الامريكي بان الشمال سوف (يلتهم) الجنوب باسم الوحدة. لان الجنوب لديه ارض اكبر وسكان اقل بينما الشمال ارض اقل وسكان اكثر!!!!.
اعتراف الرئيس الارياني وبحسب تلك الوثيقة والتي نشرت بصحيفة يمنية وليس بغيرها يكشف حقيقة المطامع الشمالية(العربية اليمنية) بالجنوب وان رفع شعار الوحدة هو السبيل الامثل لتحقيق هذه المطامع والاهداف!!..كما يبدد هذا الاعتراف سعي كل قوى الشمال ممارسة نفس السلوك الدنيء والخسيس تجاه الجنوب "الارض والانسان" عندما يحملون كل ما جرى من ممارسات في الجنوب منذ احتلاله في7/7/1994م الرئيس السابق علي عبدالله صالح, ويعتبروه المسؤول الاول عن كل ما جري في الجنوب من ممارسات غير "وحدوية: حسب وصفهم!!!.
يحاول الاخوة بالشمال بكل مكوناتهم واطيافهم الظهور بمظهر الوحدويين.. وانهم اكثر حرصاً على الوحدة, ويذهب البعض منهم للتلويح والتهديد بشن حرب شاملة ضد الجنوب من اجل الحفاظ عليها !!!.
هذا التهديد ينطلق من مفهوم الشماليين للوحدة. فهم يعتبروا بان الوحدة هي وحدة ارض وثروة فقط, فالأرض بالنسبة لهم هي ارض يمنية بينما من يعيش عليها هم بقايا هنود وصومال وإندونيسيين, يجب التخلص منهم, وهذا ما يردده قادات ونخب الشمال بين الحين والاخر ويتم التعامل به على ارض الواقع بحق شعب الجنوب.