في ليألي رمضاننا الذي يأتي كل عام حاملاً فرص للعتق والرحمة التي اختار لها الرحمن شهراً فضيلا ليتسابق المتسابقون ويتزاحمون لنيل فضله. عاد الشهر بكل مايحمله ولم يعود معه الناصر المثابر المهاب الشيخ ناصر السعفة الذي كان بينا كالنجم يتلالا ضيائاً ونوراً في وسط بلدتي المتواضعة بلصبة الاغبرة في شمال مضاربة لحج. كان حقاً علي اكتب لاشفي الغليل وأواسي نفسي وكل محب ترك فيه داخله رحيل ناصر السعفة اثر وفجوة لايسدها سوى الايمان بالقدر والاقرار به. فاإليك يامعلم الاجيال والناطق بالنصح الخير والرافض لكل شيء ينتقص من مبادى الانسان وقيمة الاصيلة التي حملتها على عاتقك واخذت بعين الاعتبار عدالة القضايا وعالجتها بحنكتك وذكاءة وفطنتك . لايدوم عطاءكم ايها الاخيار فكم نحن اليوم بحاجة لترانيم الكلمات التي كنت تهز بها الارض هزاً،وكم نحنا بحاجة لحكمتك ايها الحكيم غزير المعاني والكلمات التي كانت تهزم الباطل وتنصر الحق باتزانها وعذوبتها . لاتزل صدى كلماتك ابو الحسن تهز اركاني وتحدث بداخلي بركانناً لايقاوم لاتزل ذكرى رفقتك تعلمني كثير من الدرر التي كنت تقدمها على شكل هدايا لكي اهتدي بها في طريق مستقبلي. وحده غيابك الذي ترك فراغاً لايسد بكلمات نكتبها او اصوات نلحنها شيخنا وملهمنا ومعلمنا وابينا الصادق ولكن هي الاقدار التي لانملك امامها سوى الايمان بها رغم فداحة الالم والمصيبة. فيكفينا ان نحتذي بوقوفك كالاسد واقفا ويالها من نهاية الرجال وقوفا امام عواصف الاشرار ومكائدهم، يكفي وقوفك ابوالحسن بان نتخذه دليلاً لنا للسير على خطاك ودربك الذي نهجته دون خوف وبكل ثقة ،تلك الثقة الفطرية والحكمة الربانية التي امتلكتها ولم يحول بينك وبينها سوى قابض الارواح المكلف بقبض البشر جميعاً تدور عجلة الايام ولنا موعداً حتمي مع أجبن الخلق واشرهم لنا موعد حتمي للاخذ بحقك واننتزأعة انتزاعاً وكلنا ثقة باننا سنفي بذالك، اذا ماوافنا الاجل الذي ننتظره في كل حين. لك اسأل الله العلي في علاه القدير على كل شيء ان يرحمك بواسع رحمته ويغفر خطاياك ويسكنك في جنان الخلد بجوار الانبياء والصديقين والشهداء.