صدى الاحتفالية والتعاطي مع مناسبة الذكرى التاسعة والعشرين لتحقيق الوحدة اليمنية ، كان بمثابة أستفتاء عن الوحدة في الجنوب ، إذ أثبت أن أكثر من نسبة 95% من أبناء الجنوب وحدويون ويقفون مع الوحدة. كل المكونات في الجنوب تقف مع الوحدة ماعدا مكون واحد. السلفيون ومؤتمر الشرعية والحزب الاشتراكي والائتلاف الوطني الجنوبي والحراك الوطني الجنوبي كلهم يقفون مع الوحدة ما عدا ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي. أغلب الشخصيات التي كانت تقف مع الانفصال قد تغير موقفها وأصبحت تقف مع الوحدة كياسين نعمان وبن دغر وغيرهم حتى هيثم قاسم طاهر قد اصبح يقاتل في جبهات الشمال ويصد الانقلاب . الحزب الاشتراكي اليمني الذي أعلن الانفصال هاهو اليوم يظهر حقيقة موقفه الوحدوي ليثبت أن موقفه اليوم هو نفس موقفه عام 90. هذا الاستفتاء يبرهن ان ابناء الجنوب وحدويون ، وأن نسبة الأصوات المطالبة بالانفصال قد انخفضت بشكل كبير جداً خلال الخمس السنوات الأخيرة أو من بعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني. هذا التعاطي الإيجابي من قبل أبناء الجنوب تجاه ذكرى الوحدة ، ذكرني بكلمة قالها الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ، حيث قال عدة مرات أثناء ظهور الدعوات المطالبة بالانفصال في الجنوب كالحراك الجنوبي أن أبناء الجنوب وحدويون ويقفون مع الوحدة ، واليوم ظهر صدق الكلام الذي قاله صالح ليتضح ان ابناء الجنوب وحدويون ولكن السبب الذي لم يقوله صالح إن وقوف ابناء الجنوب مع الدعوات المطالبة بالانفصال إنما كان نتيجة أخطاء ارتكبت بحق الوحدة حرفتها عن مسارها ، وبعد معالجة تلك الأخطاء عاد أبناء الجنوب لطبيعتهم اليوم وهو الأمر الذي سيجعل المشاريع المطالبة بالانفصال مرفوضة شعبياً في الجنوب. الأمر الآخر أن ظهور احمد علي عبدالله صالح بجانب قادة المكون الوحيد المطالب بالانفصال أثناء مناسبة ذكرى الوحدة هذا العام ، إنما يدل على أن نجل صالح يُكذب الكلمة التي قالها والده ، ليقول نجل صالح أن أبناء الجنوب انفصاليون ، وهو بهذه الطريقة يبين أن والده لم يكن وحدوي ولا يريد ان يكون ابناء الجنوب مع الوحدة . من كان وحدوي ويقف مع الوحدة فليتحالف ويتقارب وينسجم مع الأطراف الوحدوية في الجنوب ، أما ان تتحالف مع طرف انفصالي فهذا يعني أنك تقف مع الانفصال . تحالف نجل صالح مع طرف انفصالي في الجنوب كالانتقالي إنما يبين عن مخطط انفصالي بين نجل صالح وذلك الطرف ، وهو نفس المخطط الذي كان بين ذلك الطرف الانفصالي وبين الحوثي قبل الانقلاب ، انفصال اليمن الشمال مع الحوثي والجنوب مع الانتقالي ، والان انفصال اليمن الشمال مع نجل صالح والجنوب مع الانتقالي. من جهة أخرى فإن الكلمة التي قالها علي محسن الأحمر بهذه المناسبة هي كلمة ضعيفة وركيكة وتحمل نوع من المفاهيم المبهمة ، فقوله لا وحدة بالاكراه معنى ذلك انه يقول من حقكم يا ابناء الجنوب ان تنفصلوا أو لماذا لا تنفصلوا ، وهذا كلام خطأ يعتبر سلبي غير إيجابي في ظل هذا الوضع الراهن ، وكان الاحرى من محسن أن يؤكد اهمية الوحدة وانها باقية ويعترف بالاخطاء ويبين ان الاخطاء التي ارتكبت قد تم معالجتها ويعتذر للوحدة ويعتذر للجنوب فالاعتذار ليس عيب والاعتراف بالخطأ ليس ضعفا ، وانما ضعف أن تشير إلى أن الوحدة فرضت بالقوة لتموه عن خطأك الذي أسأت به للوحدة. كلام محسن يعززه كلام قاله حميد الأحمر قبل سنوات حيث قال من حق ابناء الجنوب ان ينفصلوا ، وهذا الكلام يبين عن سياسة وتوجه لحزب الإصلاح في خسارة مصالحه بالجنوب للتحالف مع أطراف انفصالية في الجنوب ليكون الإصلاح متشاركاً مع طرف آخر في حكم الجنوب في حالة الانفصال ، أو السعي لتفعيل حراك شمالي في الشمال مستقبلاً يطالب بانفصال الشمال عن الجنوب بعد أن أصبح حكم اليمن كالرئاسة لأبناء الجنوب ، والسعي نحو حراك شمالي ودعوات شمالية بالانفصال والهدف منها حصول حزب الاصلاح من استغلال تلك الدعوات لنصيب كبير داخل الدولة على مستوى الشمال والجنوب ، أو انفصال الشمال بعد تحريره سيصبح للاصلاح مجال في التفرد بالحكم لوحده أو السعي للشراكة مع طرف آخر كعائلة صالح ليعود وضع الشمال في التقاسم بالحكم والسلطة كما كان قبل الوحدة بين الإصلاح آل الأحمر وبين علي عبدالله صالح .