18 مايو 1991 و 21 مايو 1994 يومان من الدهر في تاريخ النضال الوطني الاول لشعب ارض الصومال والآخر لشعب الجنوب .. حدثان يفصلهما ثلاث سنوات من اعلان فك الارتباط والسبب واحد استعباد المركز وعبثه واستحواذه على كل مقدرات الدولة وممارسة ابشع صور الدكتاتورية في حق الشريك الحقيقي . وبهذه المناسبة زرت ارض الصومال بدعوة من وزارة الخارجية أرض الصومال وفي هذه الفترة تعرفت عن كثب واطلعت خلال ايام معدودة في عاصمة ارض الصومال هرجيسة على جوانب مختلفة من تجربة البلد الشقيق وزرت واعضاء الفريق الاعلامي الذي يضم محمد هشام باشراحيل مدير تحرير صحيفة الايام العدنية ونادرة عبدالقدوس نائب رئيس اعلامية الجمعية الوطنية في المجلس الانتقالي ودنيا حسين فرحان صحفية وعاد نعمان صحفي وناشط مجتمعي، زرنا أماكن مختلفة في العاصمة والتشرف بحضور فعاليات الذكرى 28 لاعلان استقلال ارض الصومال في 18 مايو لكن زحمة وانشغال المسؤولين حالت من اللقاء بأي مسؤول في قيادة الدولة عدا عدد من المسؤولين في وزارة الخارجية الذين رافقونا احدهم السيد فهمي صومالي عدني رئيس الدائرة السياسية بوزارة الخارجية والسيدة شيما مسؤولة تشريفات وكانا الاثنان خير معين في الحصول على المعلومة عن تجربة فترة الانفصال والاستقلال وما رافقها من نجاحات الى حد ما لكن طموحاتهم لم تلق بعد اي تجاوب غير دول معينة في الاتحاد الافريقي التي حضر عدد من ممثليها على مستوى رفيع احتفالات ذكرى الاستقلال ومنها اوغندا التي تساند مطلبهم في الحصول على الاعتراف الدولي وعلمنا ان وفد مصري رفيع برئاسة نائب وزير الخارجية المصرية زار هرجيسا في النصف الاول من الشهر الحالي . ارض الصومال موارده محدودة وتتمثل في الثروة الحيوانية والضرائب وتتطلع الحكومة الى ان يحقق ميناء بربرة الذي تديره حاليا موانئ دبي العالمية ان يكون موردا كبيرا يعزز من موازنة الحكومة في القيام بتنفيذ مشاريع استراتيجية تنهض بالبلاد وترفع مستوى دخل الفرد وتعزز من قيمة العملة المحلية. ما يميز ارض الصومال وعاصمته هرجيسة الامن والامان بصورة ملحوظة وهما عاملان مهمان في دوران عجلة التنمية والاستثمار التي أخذت في الدوان بالفعل من خلال توافد بعض الشركات العالمية التي بلغنا عن عملها ومنه قطاع الاتصالات والكهرباء . وفي هذا السياق فان توفر الامن والامان ادى الى دخول عمالة كبيرة من اليمنيين علاوة على إقبال اعداد من رؤوس الاموال اليمنية وتبين ذلك من خلال افتتاح عددا من المشاريع الصغيرة والاكبر منها لهم في نواحي عديدة من هرجيسة كالفنادق والمطاعم وتجارة المواشي وافتتاح مكاتب تخليص بضائع في هرجيسة وبربرة.