مازلت أتذكر علي عبدالله صالح في ذات شهر من عام 1990 عندما وضع رجلا على الأخرى ، و قال : نحن مستعدون نبعث خبراء لأصطقائنا الألمان من أجل إرشادهم إلى تحقيق الوحدة الالمانية !! كانت الوحدة اليمنية في مايو والوحدة الألمانية في أكتوبر من نفس السنة ، يعني تأخرت المانيا عن اليمن بنحو 6 أشهر ..
تعاقب على كرسي المستشارة الالمانية (السلطة التنفيذية) في ألمانيا منذ ذلك التاريخ 4 رؤساء آخرهم "انجيلا ميركل" يتداولون السلطة بكل سلاسة وانسياب ؛ أحدهم استقال على إثر دعوى قضائية تقدم بها الإدعاء العام ضده تقول إنه تقاضى قروضا مخفضة الفائدة أثناء ولايته بلدية "سكسونيا السفلى" وهذا عندهم استغلال للسلطة لكن ثبتت براءته مؤخرا بعد أن ترك السلطة وردوا له الإعتبار ..!
ولم ينتقم من البلاد والعباد ؛ ولم يتحالف مع ميليشيات مسلحة ؛ ولم يستدع قوات أجنبية لتدمر شعبه وبلاده بحجة إعادة الشرعية إليها !!
4 رؤساء ومستشارين تعاقبوا على ادارة السلطة والثروة في ألمانيا الإتحادية ولا تجد اليوم ألمانيا واحدا في الشرق أو في الغرب يفكر مجرد تفكير في الإنفصال والعودة إلى ماقبل أكتوبر 1990م .. !!
ومازال علي عبدالله صالح يشكل أكبر خازوق لليمن واليمنيين حتى بعد رحيله بما ترك من أبنائه وأسرته وتهديدهم للسلم الإجتماعي ؛ خاضت اليمن بعد تلك الوحدة أكثر من حرب أهلية تنامت خلالها الأحقاد والأزمات والمكائد السياسية وصولا إلى الانهيار التام وسقوط الدولة بيد الجماعات الحوثية وأخرى بيد ألجماعات الإرهابية المسلحة !!
علي عبدالله صالح و رفاقه من عيال الأحمر ، وفقهاؤه من أمثال الزنداني والديلمي والمهدي وإلإمام ؛ وكذلك الحوثيون جميعهم يمثلون العمق الاستراتيجي للتخلف العقلي العربي المزمن .. فهم الذين علموا أوربا الحضارة و كل هذه المخترعات التي سرقها الكفرة أعداء الله من مرابض الإبل التابعة للعربان المعروبة !!
هنيئا للألمان كشعب يقدس الحضارة والحياة ثقافة وقيما قامت على العقل والتحليل والدراسة أرسى مداميكها "هيجل" و "كانط" و "شفايتزر" و "هيدجر" و "يوهان سباستيان" ، ولا عزاء لعباد كهنة اللاهوت ومنظري الخراب وأرباب التداوي ببول البعير !!