أمشي في هذه الليالي الأخيرة من شهر رمضان الكريم، و العيد يتقرب منا أكثر فأكثر ، و لسان حالي لا يردد إلا هذا القول " لأبو الطيب المتنبي " ، وبالرغم من أني لست محباً لهذه القصيدة لسببين : الأول : إن المتنبي هجا فيها و شوه شخصيةً تاريخيةً عظيمة للأسف لا تذكر إلا بما ادعاه المتنبي عنه في هذه القصيدة إلا وهو " كافور إلاخشيدي " الذي يكفي أن تعرف فقط بأنه ظل سداً منيعاً أمام طموحات وحملات " الدولة العبيدية " الشيعية المسماه ظلماً و زوراً و بهتاناً " بالدولة الفاطمية " في السيطرة على مصر، و بالفعل لم يتمكنوا من حكم مصر إلا بعد موته، و دام إحتلالهم لها " 202 " عام ، حتى جاء صلاح الدين الأيوبي و قضى على دولتهم فيها، وحرر مصر منهم. و السبب الثاني : ما تضمنته القصيدة من أبيات عنصرية، أشك أن يتفق معها كل ذي فطرة سليمة . و لكنني أن كنت ضد المتنبي في الحاكم الذي هجاه ، فأنني أقول لكل من يحكموننا بأي حالٍ ستعيدون لنا العيد؟ وبأي حالٍ جعلتمونا نعيش رمضان؟ سيعود علينا العيد يا من تحكمونا وفينا الكثير ممن لا يقدورن على شراء ذبيحة العيد نظراً لسعرها المرتفع جداً ، الباهظ على جيبوهم الخاوية أصلاً ، سيعود علينا العيد و ثمة أصدقاء أخبروني بأنهم لم يشتروا ملابس جديدة للعيد هذا العام، أو أنهم سيظلون بملبساً واحداً طيلة أيام العيد، و هؤلاء هم من أبناء الطبقة المتوسطة، فما بالكم بالفقراء والضعفاء ؟ ستعود لنا يا عيد و كهربتنا في انقطاع دائم، و طرقتنا متهالكة ذات حفر، و المجاري تطفح في كل حي من احياء مدينتنا الجميلة ! و لكن رغم كل ذلك سنحتفل بك يا عيد، و سنسعد أنفسنا فيك، ونواسيها بقول : " العيد عيد العافية ".