"يا أيتها النّفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضيةً مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي" صدق الله العظيم. بقلوب مكلومة حزينة مؤمنة بقضاء الله وقدره، ينعي مجلس الحراك الثوري الجنوبي، وفاة الشخصية القيادية البارزة في الحراك الثوري، المناضل الوطني الجسور الأستاذ فواز حسن باعوم، عضو المكتب السياسي، نائب رئيس مجلس الحراك الثوري في محافظة حضرموت، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى عصر يومنا هذا الثلاثين من مايو، الموافق الخامس والعشرين من رمضان، في العاصمة اللبنانية بيروت، على إثر مرض عضال ألمَّ به، عن عمرٍ ناهز ثلاثة وأربعون عاماً، بعد حياة حافلة بالنضال والكفاح من أجل الحرية والاستقلال واستعادة دولة الجنوب. إن مجلس الحراك الثوري وهو ينعي لجماهير شعب الجنوب وفاة المناضل فواز باعوم، فإنه يتقدم بخالص العزاء وعظيم المواساة للزعيم القائد حسن باعوم، والمناضل فادي باعوم رئيس المكتب السياسي، وكل أفراد الأسرة الكريمة، سائلين الله تعالى أن يتغمّد الفقيد البطل بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهمنا وأهله وشعب الجنوب الصبر والسلوان. لقد فقد الحراك الثوري مناضلاً شجاعاً وجسوراً، كان في طليعة الصفوف في مواجهة الاحتلال، والمدافعين عن الجنوب وسيادته وكرامة المواطن، وفي سبيل ذلك تعرض الفقيد فواز باعوم لعمليات اعتقال رهيبة من قبل نظام المحتل في صنعاء، وتم تقديمه لمحاكمات جائرة وظالمة، أفضت إلى الحكم عليه بثمانِ سنوات ظلماً وطغياناً، فضلاً عن فصله من وظيفته العامة، وحرمانه من حقوقه المدنية؛ كل ذلك أدّى إلى تدهور صحته. لقد كان الفقيد واحداً من قيادات العمل الميداني التي تحمّلت في المراحل الأولى من انطلاق الثورة الجنوبية، قيادة الاحتجاجات والاعتصامات الشعبية في عموم محافظات الجنوب المحتل. إن الحراك الثوري فقدان لقيادي بارز في هذه المرحلة العصيبة والحرجة التي يمر بها الجنوب، وفي ظل الاحتلال متعدد الجنسيات، يمثّل خسارة فادحة تستدعي تظافر الجهود وتماسك الصفوف والتغلّب على الألم والحزن بمزيد من النضال والسير على درب الفقيد يداً بيد حتى تحقيق الانتصار. الرحمة والمغفرة لفقيد الوطن وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.