في الجنوب: تم تخوين العميد ناصر النوبة والأستاذ نايف البكري والشيخ عبدالعزيز المفلحي بحجة أنهم جزء من شرعية هادي، وقالوا بحق الجبواني والميسري مالم يقله مالك في الخمر، أما العقيد الراحل عبدالله حسن الناخبي فقد مات مقهوراً بسبب الحملة الشعواء التي طالته في يافع، حيث وصلت العنجهية وكيل الإتهامات له إلى مقاطعته ونعته بأبشع الأوصاف بل أنه صدر بيان موحد عنوانه:
"قبائل يافع تتبرأ من الخائن عبدالله حسن الناخبي" بهذه الحدة والقسوة تم التعامل معه، بل أن أصوات نكرة طالبت منعه من دخول يافع وتجريده حتى من مسقط رأسه، تعاملوا معه وكأنه كفر بما أنزل على محمد ودعى أنصاره لهدم الكعبة.
في الجنوب يتم توزيع النضال والصكوك حسب الرغبات والشهوات، والدليل أنه تم تخوين أناس لها باع طويل بالنضال وأبرز هؤلاء مؤسس الحراك الجنوبي ناصر النوبة، فبمجرد أن أصبح جزء من حكومة هادي تم تخوينه ونعته بأبشع الأوصاف، علماً أن الرجل لا يزال جنوبي الهوى والهوية.
وكذلك نايف البكري الذي قاوم الإحتلال في عدن عندما خذلها الكثير، وكان من يتصدرون المشهد اليوم خانعين حينها في قراهم، ولم نسمع بهم إلا عندما استحوذوا على الأراضي وسطوا على الأملاك ومارسوا كل أنواع الفساد والمناطقية المقيتة. أتساءل: إذا كان النوبة والبكري والمفلحي خونة بحكم مناصبهم في حكومة هادي؟ ماذا عن شلال؟ ألم يكن جزء من حكومة هادي ويتلقى التعليمات من رئيس الوزراء معين عبدالملك ويخضع لكل مسؤول في الشرعية؟ أم أنكم تقيمون الناس بطريقتكم الخاصة وتلمعون فلان حسب نظرتكم المناطقية القروية المريضة؟ وكذلك تشوهون فلان كما يحلو لكم لأنكم لا ترون عيوبكم وتعتقدون أن جماعتكم ملائكة مطهرة وتشيطنون الآخرين، كما أنكم تعتبرون أنكم أنتم الجنوب فقط والآخرون لا شيء. شخصياً:
مع اختلافي الكبير مع النوبة والبكري والجبواني والميسري إلا أنني أحترمهم فهم لم يستثمروا القضية الجنوبية، ولم يبيعوا للناس الوهم والخيال، فقد أعلنوا موقفهم جهاراً نهارا بأنهم مع مشروع الأقاليم وهذا شأنهم.
لكن الشيء المؤلم أن يستثمر البعض القضية الجنوبية ويبيع للناس الوهم وهو جزء من الشرعية، فهذا لا يجوز لأنك تمارس قمة البلطجة وترعي مع الراعي وتأكل مع الذئب، وإن صح التعبير رجل مع الشرعية ورجل مع الجنوب، وهذه خيانة كبرى للوطن واستخفاف حقيقي بشعب الجنوب.
وكي نكون واقعيين ونقول كلمة حق يرضى من يرضى ويغضب من يغضب، حتى اللواء عيدروس الزبيدي وهاني بن بريك كانوا يوماً جزء من شرعية هادي وأقسموا تحت علم الوحدة، وعندما فصلهم الرئيس هادي من مناصبهم رفعوا علم الجنوب وشكلوا المجلس الإنتقالي وأصبح لهم صوت في الشارع الجنوبي.
أقولها بكل وضوح وبصوت عال أن الزعيم المناضل ومفجر الثورة الجنوبية حسن أحمد باعوم هو الشخصية الجنوبية الوحيدة الذي لم يتلوث بالشرعية ولم يتحول إلى سمسار مرتزق يلقى عليه الفتات من هنا أو هناك مقابل سيادة الوطن، وهو من رفض كل الإغراءات المقدمة له ابتداءاً من صالح وانتهاءاً بالتحالف، وأبى إلا أن يكون جنوبي مرفوع الهامة شديد البأس قوي الرأس لا ينحني رأسه ولا يسيل لعابه!!