استقالة وزير الخارجية في الحكومة الشرعية اليمنية خالد اليماني حتى وإن لم يتم الإفصاح عن أسبابها والإعلان عن دوافعها فإنه لم يتفاجأ بها أحد وقد كانت متوقعة أن تحصل في نهاية العام الماضي 2018م قبل انتهاء مفاوضات استكهولم التي توجت بالتوقيع على ما يعرف باتفاق الحديدة, أو حتى مع مطلع العام الجاري 2019م على وقع النتائج التي جرت لصالح الحوثيين وبروز ملامح عدم الرضا على وجوه معاليه وأعضاء وفده بل علامات الخسارة على الحكومة برمتها تتجرع مرارة الهزيمة حاول المطبون تصويرها على أنها نجاحا وتفوقا, وأقلام اللميعين ترسم ألوان زائفة لتمرر على الشعب الخسارة والهزيمة اللتين منيت بهما الحكومة أمام الحوثيين في جولة السويد من ناحية, ومن ناحية ثانية تسويق مراوغات الحكومة لمنع حدوث جولات أخرى من المفاوضات منعا باتا وخاصة مع تكرار دعوات المجتمع الدولي أطراف الأزمة اليمنية إلى الجلوس حول طاولة المفاوضات بما فيهم المجلس الانتقالي الجنوبي. مهمات المراوغة والمماطلة كانت تحت إدارة وزير الخارجية كونه خبير بدهاليز الأممالمتحدة مسخرا علاقاته المكتسبة للتأثير على مجريات الأحداث متوقعا استطاعته على تغيير موقف الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي, وأظهر براعة في ذلك لدرجة أنه بدا للآخرين أن هناك مبارزة بين الشرعية اليمنية والشرعية الدولية وأن الشرعية اليمنية هي من يصدر القرارات بينما الشرعية الدولية هي من ينفذها, وأن أحد القرارات التي يجب أن ينفذها الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة أنطونيو غوثيريس إقالة مبعوثه إلى اليمن مارتن غريفيث وإعفائه من مهامه في مبارزة حادة بين الاثنين تحت شعار يا أنا يا أنت. أزمة ناشئة بين الشرعيتين تحتاج إلى حل من يحكم فيها وخاصة بعدما عزز الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ثقتهما بالمبعوث الأممي وعلى بقائه في الملف اليمني الأمر الذي دفع وزير خارجية الشرعية اليماني إلى تقديم استقالته! تقديم الاستقالة تعد تأكيد على فشل سياسة الاستدراج والاستمرار في الأكاذيب التي بها يحاول الحفظ على وجود الحكومة الشرعية, وأكثر من ذلك دليل على حبه للوحدة اليمنية التي لم يعد بإمكانه ولا بإمكان حكومته ولا غيرهم الحفاظ عليها فما كان عليه إلا أن يحافظ على ماء الوجه ويبتعد بهدوء من المشهد يجر أذيال خسارتين. الكرة الآن في ملعب الشعب في الشمال سواء كانوا في مناطقهم المحررة مأرب وغيرها هل سيخرجون في حراك مطالبين بإقالة الحكومة؟ أو كانوا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين هل سيخرج القبيليون ضد الحوثيين سبب هزائمهم في المواجهات ضد الجنوبيين الذين باتوا قاب قوسين أو أدنى من إقامة دولتهم الجنوبية؟