يعود تأسيس مصفاة عدن إلى حقبة اﻹستعمار البريطاني.. حيث قامت شركة الزيت البريطانية المحدودة (BP) بإنشاء المصفاة بأكملها في 1952م وبدأت بتشغيلها في شهر يوليو من العام 1954م بطاقة تكريرية تصل ما بين 150-170 ألف برميل في اليوم!! بعد نيل اﻷستقلال تم تأسيس شركة مصافي عدن بموجب القانون الذي يحمل رقم [15] لعام 1977م لتكون بذلك هي المسؤولة والمشغلة لمصفأة عدن بجميع ملحقاتها بما في ذلك تموين البواخر بعدما آلت ملكية المصفاة إلى دولة جمهورية اليمن الديمقراطية وبالتحديد في شهر مايو 1977م!! ظلت المصافي إلى عهدا قريب من الركائز المهمة واﻷساسية لﻹقتصاد الوطني قبل أن يتكالب عليها أرذل البشر الذين عملوا بكل السبل لعرقلة عملها وتعطيل الخدمات التي تقدمها على الرغم من العوائد المالية الضخمة التي كانت ترفد بها خزينة الدولة وبالعملة الصعبة!! منذ قيام الوحدة اليمنية تعرضت المصافي إلى الكثير من المؤامرات بطرق مختلفة ومتعددة الهدف منها جعل المصافي تصل إلى مرحلة الفشل وفي نهاية اﻷمر سيتم خصخصتها وبيعها برخص التراب!! أن معاول الهدم والتدمير ظاهرة فريدة تتميز بها اليمن من دون منازع فكل شيء فيه منفعة ومصلحة للبلد يجب تدميره وبكل حقارة!! إن الحرب الشعواء ضد المصافي ناجمة عن تفشي الفساد الضارب في جذور منظومة الحكم منذ الرئيس المخلوع صالح إلى الرئيس الحالي عبدربه منصور، هذا الفساد المدعوم والمحمي حكوميا جعل الكثير من رجال السياسة يتحولون إلى ممارسة التجارة فأصبحوا أثرياء خلال فترة زمنية بسيطة!! بعد فشل خصخصة المصفاة تم أستخدام الخطة (ب) وتتضمن هذه الخطة إستيراد المشتقات النفطية الجاهزة من الخارج لجعل المصافي في حالة موت سريري وهذا من شأنه أن يسهل كثيرا من إمكانية اﻹستحواذ على المصافي!! كانت البداية بملحقات المصافي كمرحلة أولى من خلال السيطرة على خزانات المصافي بحيث لا تستطيع المصافي العمل وتكرير النفط الخام في ظل عدم توفر الخزانات، اﻵن باتت خزاناتها في متناول اليد بعد أن أصبحت الطبخة جاهزة ومستوية على نار هادئة والعذر هو تفريغ الشحنات النفطية المستوردة من الخارج!! إن توقف العمل في المصافي جلبت للبعض فوائد خيالية عن طريق إستيراد وبيع وتسويق النفط المستورد هذه الأرباح السريعة جعلتهم يلهثون كالكلاب المسعورة وأصبحوا على إستعداد تام بأن يدمرون كل من يقف في طريقهم حتى لو تطلب اﻷمر ضياع البلاد ومن عليها..أن الجشع جعل من هؤلاء الحثالة مستعدون للتضحية بكل شيء فما بالنا بمصفأة قديمة تذكرنا بالعهد البائد زمن اﻹستعمار البريطاني البغيض مع أعتذاري الشديد جدا من صاحبة الجلالة ملكة إنجلترا أطال الله في عمرها فكلامي هذا يعبر عن لسان حال من يسعون ﻷبتلاع المصافي مع جميع ملحقاتها!!.. لعنة الله على المصالح الضيقة وعلى كل من يقدم مصلحته الشخصية قبل مصلحة البلاد والعباد!! اليمن لا تعاني من نقص في الموارد والثروات ولكن تعاني من كثرة اللصوص وناهبوا اﻷوطان،أن كل المصائب تأتي عندما يتم التزاوج المحرم بين السياسة والتجارة!! لا يمكن لرجال السياسة أن يصبحوا أثرياء مالم يكونوا فاسدون، فهناك أساليب يمارسها رجال السياسة تمكنهم من الحصول على كل ما يريدونه فإذا أردت أن تضيع شعبا فعليك أن تشغله بغياب الخدمات اﻷساسية وخلق اﻷزمات المفتعلة والمتكررة وجعل معيشته في غاية الصعوبة فيتجه المواطن للبحث عن لقمة العيش فقط لتصبح الساحة خالية لهم تماما مما يسهل بعد ذلك دمج السياسة باﻹقتصاد بالتجارة!! ستبقى مصافي عدن محط اﻷنظار لقراصنة النفط ولن يستكينوا حتى تلفظ أنفاسها اﻷخيرة أما بتوقيفها نهائيا عن العمل أو اﻷستحواذ عليها بأي طريقة كانت!! أخيرا.... كل المآسي التي تعصف باليمن سببها رجال السياسة قبحهم الله.. فعندما يتفقون ينهبونا..وإذا أختلفوا قتلونا.. تبا للسياسة عندما يتم تسخيرها للمصالح الشخصية القذرة .. وتبا لكل سياسي أستغل منصبه للتجارة والثراء!!