قد يقول البعض منا من الصحفيين والسياسيين المحسوبين على الجنوب بأن كل شيء ضاع هدراً، وبأن كل تلك التضحيات الجنوبية لم تصل إلى بر الأمان، ليتم تعميق الوهم بأن ما يدور في الجنوب هو صراع لاجل بيع البلاد وبكل مافيها بلا ثمن.. الحقيقة التي أكدناها أكثر من مرة ان ما يدور في المناطق الجنوبية هو صراع بين مشروعين..مشروع لإستعادة الدولة الجنوبية ومشروع لغنيمة الدولة وابتلاعها بسوق البخس في باب اليمن.
كونوا على ثقة إن ما جرى ويجري في المناطق الجنوبية هو من طبيعة حياة الثورة في مرحله لها حقبتها السياسية وعواملها، والتاريخ سيحفظ ويبرز لكل من ثبتوا على مبادئهم وحفظوا كرامتهم وأختاروا طريق المجد، وسوف يحفظ ويبرز التاريخ لكل من أرتضوا بإنحطاط مبادئهم وبيع شرفهم وكرامتهم في باب اليمن..وأرضنا لن نبيعها تحت أي مسمى أكان جمهورية او شرعية او اتحادية، ولن نبيعها لأي مشاريع وأجندات حزبية إقليمة، ولن يكون المشروع الأخواني في الجنوب على حق والمشروع الجنوبي في استعادة دولته على باطل..
ولو كانت قيادات المجلس الأنتقالي على رأسهم القائد الرئيس اللواء "عيدروس الزُبيدي" تبيع وطن بلا ثمن لكانت تبيع لقائد الجناح العسكري للأخوان المسلمين " علي محسن الأحمر" مقابل منصب في شرعيته المهترئة التي دونما أشرعة..
نحن لسنا جبناء وأنتم تعرفون ذلك ومعروف من الذين باعوا الوطن وباعوا الرئيس "هادي" وكانوا يفحطون فوق الاطقم ويتعربدون على المواطنين وعندما سقطت قاعدة العند العسكرية ولحج بيد مليشيات الحوثي أخذوا الأموال وسلاح وذخيره الدولة وهربوا به إلى قبائلهم ومناطقهم، والبعض طلب الله به وباعه للمقاومة الجنوبية وللحوثيون وتنظيمات الإرهابية..
لسنا جهلة..تعرفون أننا أعرف منكم..وأشجع..غير أن لدينا حلم ..حلم صعب ونادر..عن أرض الجنوب العربي الوحيدة التي كنا ولازلنا لنقاتل لأجلها...عن يوتوبيا مستحيلة..
جنوبنا الممتلئ بجنوبيته..لا المحشوة بالزيف والجثث والعقائد الشخصية والجماعية المدمرة..جنوب الشعب..كل الشعب..جنوب الآئمة وليس جنوب الأقيال.. قلنا هذا جنوبنا قد نصطف داخلها بدون هويات..وبدون مدارج..جنوب نقي.. لا اسم ولا صفة إلا للحقوق والقيم الإنسانية الشاملة.. لست فيه الهاشمي ولا الحميري...لست العدني ولا الضالعي ولا الصبيحي ولا الردفاني ولا المهري ولا السقطري ولا الحالمي ولا اليافعي ولا الحضرمي ولا الشبواني ولا الأبيني ولا اللحجي.
هكذا كانت لتكون حرباً عظيمة نتشرف بخوضها.. لكن هذه الشرعية الحالية أيا كانت منتصرة..فهي لاتقود لذلك.
إذن ..كما أحترمنا تضحياتكم وجنازاتكم ...أحترمنا هذا الحزن الفادح.. أحترموا موقفنا اللعين حسب ما تصفوه... نريد جنوبنا ولا نريد شمالهم.. لهم شمالهم، ولنا جنوبنا.. نعيش كما يحلوا لنا في جنوبنا.. وعيشوا بشمالكم كما يحلوا لكم..
وأقول لأبواق شرعية مشاريع باب اليمن المهترئة من الصحفيين والسياسيين لقد فات أوان هذا المخرج من أزمتكم.. أتركوه لحاله..أتركونا لحالنا..لقد أتخذنا قرارنا في استعادة الدولة الجنوبية ... وسنستطيع أن نتعايش معه حتى النهاية..