مهما يتم رفد محطات الكهرباء الحكومية بمئات المولدات ومهما تم تزويدها بناقلات ضخمة من الديزل والمازوت فلا يمكن لها أن تشهد أي تحسن ومهما حاول الخيرون إن وجدوا في السعي على إنتشالها فحتما سيكون مصير تلك المحاولات الفشل الذريع!! يوجد أشخاص من أرذل الناس.. لا عمل لهم سوى البحث عن كيفية إخراج منظومة الكهرباء الحكومية عن الخدمة.. أشخاص أنتزعت من قلوبهم كل المعاني والقيم اﻹنسانية فمن يتعمد العبث بالكهرباء ومن يسعى إلى عرقلة أي تحسن في خدماتها ومن يتلذذ بتعذيب المواطن ويمارس السادية هو في حقيقة اﻷمر شخصية مريضة ويستحيل أن يكون أنسان سوي أو ينتمي للبشر!! هنالك لوبي فاسد مدعوم من متنفذون كبار يسعون لجعل الكهرباء الحكومية عاجزة ومنهارة.. هم من يعطون الضوء اﻷخضر لزبانيتهم كي يمارسوا أفعالهم القذرة في تخريب الكهرباء للوصول إلى مبتغاهم وأهدافهم الدنيئة ليتم في نهاية اﻷمر إلى اللجوء واﻹستعانة بالطاقة المشتراة !! أعتقد إن اليمن البلد الوحيد في العالم الذي تجد فيها الشعب يتكلم ويناقش بإستفاضة كبيرة اﻷمور المتعلقة بالسياسة بينما نجد رجال السياسة مشغولين بالتجارة ويمارسون أقذر الطرق لجني المال حيث نجدهم غير مبالين بالبلاد والعباد لا هم لهم سوى ماذا سيكسبون ولا يفكرون هل المال الذي يكسبونه مال حلال أو حرام فالمال الحلال في هكذا أعمال مستبعد تماما!! لقد أبتلانا الله بالكثير من ضعفاء النفوس نراهم على الدوام مستعدون للشراكة والعمل جنبا إلى جنب مع أبليس شخصيا إذا كان ذلك ضروريا.. في اليمن أصبح كل شيء مباح وهذه الفترة فترة بيع وشراء فماذا ننتظر من أشخاص باعوا أغلى ما يمتلكون بأرخص ثمن باعوا إنسانيتهم وضمائرهم وكرامتهم في سبيل وسخ الدنيا فهؤلاء نجدهم دائما على أهبة اﻹستعداد لبيع كل ما هو قابل للبيع!! أصبحت الكهرباء لغز محير للجميع حيث نشاهد المليارات شهريا تذهب هباءا منثورا وهناك الكثير من الدعم والمساعدات تاتينا من أهل الخير (دول عربية وصديقة) تحاول إنتشال وضع الكهرباء ولكن هيهات للمواطن الغلبان أن يرتاح في ظل وجود هذه الكلاب المسعورة التي تنهش كل الدعم والمخصصات بغمضة عين!! نلاحظ أن التدهور المتواصل للكهرباء الحكومية يصاحبها إزدهار كبير وطلب محموم للطاقة المشتراة لتغطية العجز في توليد الكهرباء!! أن المردود الخيالي الذي يجنيه قراصنة الطاقة المشتراة وبالعملة الصعبة تجعلهم يفعلون المستحيل لتطول فترة التعاقد معهم.فلا نتعجب أن نراهم يتأمرون على الكهرباء وعلى أبوها وأهلها كمان!! من غير المعقول وبعد مرور أربع سنوات وجهابذة الحكومة لم يتوصلوا إلى إيجاد الحلول المناسبة لمعضلة الكهرباء وخصوصا في المناطق المحررة التي تعاني أشد المعانأة في فصل الصيف حيث يحتاج فيها المواطن إلى رشفة مياه باردة وإلى هواء لطيف ومنعش من المكيف للتخفيف من وطأة الحر الشديد.. المواطن اليمني أحلامه بسيطة ومتواضعة جدا وهي ليست أحلام مستحيلة أو صعب تحقيقها فنحن كشعب عرطه لا نطلب من الحكومة الرشيدة لبن العصفور لا سمح الله ولا نريد منها شق سكك للقطارات والعياذ بالله ولا مطلوب منها تثبيت العملة الوطنية المصابة حاليا بإسهال شديد ولا نحلم بأن تجعل صيفنا بارد بل نريد من الحكومة توفير الكهرباء في فصل الصيف بنظام تشغيل 6 ساعات ﻷصي و 2 طافي.. بل لا نريد كهرباء 24 ساعة فهذا إسراف وتبذير.. ووالله سأعتبره إنجاز عظيم ولن أطالب الحكومة بعد اليوم بأشياء أخرى ﻷنني أعلم تماما بأن فاقد الشيء لا يعطيه!!