بعث الدكتور انيس حسن يحيى مجمل من مقر اقامته في جمهورية السودان الشقيقة مرثية عزاء ومواساة في فقيد اليمن والامة الاسلامية الشيخ سليم محمد الصبيحي إمام وخطيب الجامع الكبير في مدينة جعار منذ انشاءه وعضو هيئة علماء اليمن والشخصية الاعتبارية والفقيه المتمكن والمرجعية الدينية لابناء محافظة ابين وأمين مدينة جعار ونواحيها . عدد فيها مناقب الفقيد واعماله الخيرية . اعيد نشرها على صفحتي المتواضعة لما فيها من جمال وبلاغة وسرد جميل لسيرة حياة فقيدنا الذي نزل علينا خبر وفاته كالصاعقة رغم تسليمنا وايماننا بقضاء الله وقدره . ووري جثمانه الثرى فجر يوم الجمعة 12 يوليو 2019 . الداعية المصلح الحاج سليم الصبيحي رحمه الله... علم من أعلام أبين.. يشع منه نور الإيمان، وينطق لسانه بالحكمة والموعظة الحسنة.. عرفته أبين شيخا مربيا.. وداعية نصوحا.. ومصلحا اجتماعيا.. وجوادا كريما.. ومحسنا باذلا.. وطيبا خلوقا.. وزاهدا ورعا.. ومعتدلا وسطا. الحاج سليم رجل قلبه معلق بالمساجد.. حريص على نصح الناس وإرشادهم.. مسارع في نجدة الملهوف وإغاثة المنكوب. كان الحاج سليم محبا للجميع ومحبوبا من الجميع.. لا يختلف في محبته إثنان.. كتب الله له القبول في قلوب الخلق.. وتلك علامة محبة الله له، وفي الحديث ((إذا أحب الله العبد نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحببْه فيحبه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض)). من علامات محبة الناس للحاج سليم وثقتهم الكبيرة به أنهم كانوا يحتجون بكلامه، فإذا تكلم كان كلامه الفصل في كل شيء حتى على المستويات الشخصية.. وكانوا يرجعون إليه عند حدوث النزاعات، فإذا حكم في شيء كان حكمه عدلا مرضيا مقبولا من الجميع.. كان الحاج سليم حاضرا في المشاهد كلها: مشهد الصلح والإصلاح.. ومشهد النجدة والإغاثة.. ومشهد التعاون والتكامل.. ومشهد الرحمة والإحسان.. ومشهد الدعوة والإرشاد.. ومشهد العبادة والتنسك.. فلم يترك بابا من أبواب الخير إلا وكانت له مشاركة فيه. كان قلبه بستانا فسيحا مفتوحا للجميع.. وكان بيته بيت كرم يلجأ إليه صاحب الحاجة.. وكان مكتبه روضة إصلاح بين الناس عند التخاصم والتنازع. الحاج سليم: عفة لسان، مع صدق إيمان.. الحاج سليم: آثار حسنة.. في مواقف مشرفة. الحاج سليم: كريم العطايا.. ممدوح السجايا يعمل بصدق وصمت.. لم يكن الحاج سليم طالبا للدنيا، ولم يكن باحثا لمنصب أو جاه.. بل كان طالب جنة عرضها السماوات والأرض.. همه إصلاح المجتمع، ونجدة الفقير، ونصرة المظلوم.. ولهذا أحبه الناس حبا كبيرا لا ينافسه فيه أحد من أهل أبين. سيرة الحاج سليم حافلة بالمنجزات المباركة والمواقف الخالدة.. حتى صار مفخرة أبين كلها.. فينبغي لمن عرفه عن قرب وعاش معه ولازمه أن يسطر الصفحات في سيره هذا الرجل العظيم حتى تكون تلك الصفحات نبراسا نتعلم منه الصدق، ومرجعا للأباء عند حديثهم مع الأبناء عن الحاج سليم الصبيحي. بفقده خسرت أبين رمزا من رموز الدعوة والإصلاح، وأغلق بابا من أبواب الخير والنجدة.. لكن ستبقى مواقفه خالدة في القلوب، وسيرته مصدر هداية للأجيال.. وستبقى حياته التي كرسها لخدمة الناس ودعوتهم نافذة يشع منها النور في سماء أبين الباسلة. فرحمه الله رحمة واسعة. وأعلى درجته في جنة الخلد.