إنَّ ما يدور في مثل هذه الأيام في أروقة كلية التربية لجامعة عدن نيابة عن باقي كليات الجامعة من عمل دؤوب في تقييد الطلاب الراغبين في الدراسة من مخرجات الثانوية العامة للعام المنصرم والأعوام الماضية ليدل دلالة واضحة على رغبة الجامعة وكلياتها عبر إدارات شؤون الطلاب الرغبة الشديدة في تنظيم العمل والتهيئة المنظمة لاستقبال الطلاب وترتيب الأوضاع حتى يكون العام الجامعي القادم أكثر تنظيم وفاعلية , وكل تلك مساعي تشكر عليها إدارة الجامعة شديد الشكر. ومع كل تلك الجهود الايجابية وقع التقصير والإخفاق في وضع المعدل الذي بموجبه يستطيع الطالب الجلوس في مقعد الامتحان للمفاضلة أو الجلوس للدراسة في الأقسام التي لم يحدد لها امتحان المفاضلة، إذ تعين أقل معدل للقبول في مقاعد الدراسة الجامعية ب65/ يحرم كل من تحصل على أقل من ذلك المعدل من الدراسة بل ويعده في صفوف الراسبين فعليه إما التصعلك في الشارع أو إعادة امتحان الثانوية العامة والحصول على درجة توافق الشروط للقبول المجحف في ثنايا الدراسة الجامعية. نعم إن اتخاذ مثل هذا الشرط الذي يعد الطالب على أقل من 65في المائة في حكم الراسب ويفضي إلى حرمانه من الالتحاق في صفوف الدراسة الجامعية يفتح المجال وبقوة لخلق حالة من الضياع بالنسبة لهؤلاء الطلاب ودفعهم نحو الانسياق خلف كل ناعق يفتح لهم أبواب الأمل ولو كانت من دروب الوهم لأنهم يدخلون في حالة من اليأس فهم خارج تصنيف المجتمع لا يستطيعون الدراسة ولن يستوعبهم سوق العمل فهم لا يحملون مؤهلات جامعية تسمح لهم بذلك وليس هناك ثمة بديل في دراسة مهنية وإن وجدت فهي لا تقل تصلباً في فرض الشروط التي تحرم الطالب ذو المعدل المنخفض من الالتحاق بالدراسة . ومن جانب أخر يتسأل الكثير ما مصير رسوم التسجيل والذي هي مبلغ 4000ريال يمني هل تذهب للاستثمار في مجال البحث العلمي أو تحسين أوضاع المبنى الجامعي أو هي نثريات تصرف للأساتذة أو أنها تذهب أدراج الرياح فالمبلغ قد يبدو زهيد ولكن إذا اجتمع صار مبلغ مهول ورقم خيالي فتصور كم عدد المتقدمين لكل الكليات ناهيك عن رسوم السنة التحضيرية الذي قد يصل إلى 30000 ريال ناهيك عن رسوم التعليم الموازي الذي هو من أسباب انهيار التعليم الجامعي ووصول المخرجات إلى هذا المستوى من التدني , وانظروا إلى المفارقة فالطالب الذي لا يسعفه معدله بالالتحاق بالدراسة الاعتيادية قد يفوز بمقعد في الدراسة الموازية وبنفس المعدل فيا للعجب. ثم إدارة الجامعية ينبغي أن تكون أكثر شفافية في توضيح خطة المصروفات ومجالاتها بعد تبين قدر ومستوى الرسوم المجموعة الذي ينبغي أن يصرف في مجالات البحث العملي وتحسين مستوى الدراسة وتوفير ظروف مادية مناسبة للطالب وكذا المدرس الجامعي. ثم إن الألية في اعلان النتائج يشوبها كثير من البطء والتعتيم والروتين المتبع كان معرقل ومسبب لكثير من المتاعب التي اصابة الطلاب وذويهم بحالة من الملل والجهد الشديدين واطالة فترة المتابعة , فلو اعلنت النتيجة في لوحة اعلانات أو عبر رسائل إلى محمول المتقدمين وإلا فما الحكم من الاصرار على ضرورة تسجيل رقم محمول المتقدم هل هو الروتين فقط وزيادة الخانات في قسمة التسجيل . لهذا على إدارة الجامعة عبر مكتب التنسيق تدليل الصعوبات على الطلاب وتسهيل عملية المتابعة بأبسط الطرق وأسهلها. عصام مريسي