سيخرج الجنوب من هذه المحنة اكثر قوة وصلابة , سيتخلص الجنوبين من الارتهان والتبعية والكيانات الطارئة المستخدمة باسم الجنوب لأجندات اقليمية طامعة , ستهيئ الاجواء لكيان جنوبي جامع متزن عقلاني يرتقي بالجنوب فكريا وثقافيا واخلاقيا , يستوعب الجميع دون تصنيف وفرز عقيم , متجاوز الماضي وتراكماته واحقاده وانتقاماته , سيمحي كل الشوائب التي تركها ذلك الكيان المزروع في جسد القضية الجنوبية , لغرض نحرها واسقاطها اخلاقيا وثقافيا وسياسيا , واليوم عسكريا , كيان جنوبي محترم يحترم المواثيق الدولية والحقوقية والانسانية حق الجوار والمواطنة وحقوق الانسان والحيوان . سيتخلص الجنوب من عب الاستهلاك الاقليمي والدولي , تحت محاربة الارهاب في ظل غياب دولة ومؤسسات واستراتيجية واضحة تراعي حق الاخرين في الحياة , لا تضيق عليهم الخناق باسم محاربة الارهاب وتصنع الفوضى والضبابية في مفاهيم العملية , بعيدا عن الاجتهاد والارتجال والاستثمار والاستغلال .
سيكون شريكا فاعلا ومؤثرا في ترسيخ كيان الدولة الحلم الضامنة للمواطنة والحرية والعدالة , دولة تستطيع استئصال الارهاب من جذوره , تواجه الارهاب بفكر نير وعلم وتربية وثقافة , لتقضي على منابعة والارث الذي يتغذى منه والثقافة التي يترعرع فيها وتنظيف وتحصين العقل من الغزو .
صدقوني الجنوب فيه من الملكات والعقول والقدرات والكفاءات ما يمكنه ان يكون رائدا لمشروع وطني وانساني عظيم لامة عظيمة و اذا خرج من قمقم القرية والعصبية التي لا ترى في الانسان غير العنف والعضلات , ولا تهتم للعقل والفكر والثقافة ومنطق الامور , علينا ان نعيد الجنوب لجادة الصوب ليكن مساهما ومؤثرا في نهضة الامة وتطورها في كل المجالات . في كل هزيمة يعتقد البعض انه الجنوب وغيره عملاء وخونة , فيسقط و يسقط معه الجنوب لوحل من الصراعات ثم الفشل والهزيمة , ونسمع صراخ وبكاء وعويل عن الجنوب و من ذلك الساقط , هي هزيمته وحده ومن الغباء ان يتحملها الجنوب , الجنوب لم يهزم , تهزم مشاريع فاشلة تعتمد على العصبية والاقصاء والتهميش والاصولية والاثنية .
حان الوقت لتتاح للجنوب فرصة يجمع فيها كل اطيافه ومشارفه الفكرية والثقافية والسياسية , دون وصاية ولا تبعية ولا مشاريع مستوردة وجاهزة , فرصة تتخمر فيها فكرة الدولة الضامنة للمواطنة والحريات والعدالة , في مخاض تنافسي بين الافكار بروح وطنية واحدة بعيدا عن العنف والعصبية , وسينتصر لإرادة ابنائه جميعهم دون استثناء , وسيكون رافد ثقافيا وفكريا وسياسيا للمنطقة والشرق , سيكون له احترامه بين الامم والعالم .