اكثر من خمسون باص ملئ بالحضارم من مختلف مناطق حضرموت سيذهب اليوم للاحتشاد وسط ساحة العروض في العاصمة عدن يوم غداً الخميس.. لكن السؤال ما الذي سيقدمه هؤلاء هناك عدا أن يتم اعطائهم الفرصة ليقدموا عروضا فلكلورية وشعبية حضرمية وسط الميدان كما هي العادة ثم سيقوم مقدم الفعالية بمدح حضرموت وأهلها وسيقول بأن حضرموت هي الحضارة والتاريخ والثرات و بطبيعة الحضارم العفوية سيفرح أهلها بهذا المديح والثناء وسيصفق جميع من في الساحة من المناطق الأخرى لهذه الكلمات وخلف تلك التصفيقات ما يخفوه عن موكب الحضارم الذين سيعودون أدراجهم بعد ذلك من حيث أتوا مثلما جاؤوا إليها خاليين الوفاض.. ما الذي سيجنيه الحضارم من أحتشادهم في فعالية كهذه سوى إعطاء شرعية اكثر لأهالي تلك المناطق بالسيطرة على قرار حضرموت وأهلها وسيتقاسم أولئك كعكة الفوز وعلى اقل تقدير أن أحسنوا هؤلاء التعامل مع حضرموت سيعطى لها الفتات مما سيتبقى من القسمة الكبرى التي حظيو بها .. حدثوني أين موقف القيادات الحضرمية في رئاسة المجلس الانتقالي في الأحداث الأخيرة التي حدثت في عدن أمثال الشيخ بامعلم والشخصية الإجتماعية عقيل العطاس الذي لم نسمع لهم رأي أو نقرأ لهم حديث ولكي أكون منصفا بعض الشئ استثني من ذلك الاستاذ علي الكثيري الذي ظهر باحاديث وتصاريح مقتضبة هنا وهناك لا تمثل الثقل الذي يشكله حضارم قيادة المجلس الانتقالي لمجريات تلك الأحداث ولا تواكب أهمية ورمزية هذا الحدث الهام والبارز وتركوا صدارة المشهد طواعية وربما مكرهين لقيادات تمثل مناطق بعينها نراهم اليوم ينسبون الإنتصار لأنفسهم ومناطقهم والاعجب من ذلك أنهم لم يحظو الجماهير الحضرمية للمشاركة في هذه المليونية ويحفزوهم للحضور إليها على غير عاداتهم في السابق حيث كانوا يتصدرون الدعوات للجماهير لأجل الاحتشاد .. وبناء على كل ما أسلفت من حديث آمل أن لا يكون أبناء حضرموت دائما بمثابة جسر تمر عليه طموحات الآخرين في السيطرة على القرار الجنوبي مستقبلاً حيث بات من الضرورة بمكان أن تصبح حضرموت رقما صعباً في المعادلة الجنوبية في المرحلة المقبلة كيف لا وهي التي تعتبر الشريان المغذي لليمن ككل سابقاً وللجنوب ربما في المرحلة المقبلة وبين الآمال والطموح والواقع مسافات بعيدة أثق بأن أبناء حضرموت سيختصرونها بإرادتهم قريبًا .."