حينما يتردد جملة أن الانتقالي الجنوبي أصبح انقلابي في عدن مثله مثل الحوثي في صنعاء هذا خطأ ومن المعيب أن يتحدث إعلاميين ونشطاء حزب الإصلاح ومن عاونهم من هذا المنطلق . لم يعد المشهد اليمني ككل يخفى على أحد ففي عدن المجلس دائما ما يكرر في أدبياته وفي تصريحاته وبياناته على أننا بجانب شرعية الرئيس هادي فقط لا سواه ولو عاد الرئيس هادي اليوم إلى عدن سيقف الجميع بجانبه وسيدافعون عنه متى ما تحرر من الشبكة العنكبوتية الإصلاحية المسيطرة على القرار الرئاسي . ولكن لو ذهبنا إلى المحافظة الشمالية التي يتغنى الإصلاح عنها وهي مأرب ستجد أن شرعية هادي هي ليس الا صورة على حائط فقط !!! ومن يقول غير ذلك فهو يكذب، في مأرب التي يبلغ تعداد الجيش بها أكثر من 200 ألف جندي لا تقبل قرارات هادي والكل يعلم بذلك وحتى لا يستطيع هادي أن يحكم منها .. ينفرد الإصلاح بالحكم ممثلا بدائرته بالرئاسة وبالحكومة وحتى على مستوى المحافظة كالعرادة مثلا ! ولعلى الكثير يتذكر عندما أمر الرئيس هادي بتحريك سبعة ألوية إلى صنعاء من مأرب فهل تحرك جندي بضعة أمتار صوب صنعاء ؟ تعز هي الأخرى وأن مازالت تعيش واقع الحرب مع الحوثيين من جانب ومع الإصلاح من جانب أخر ولكن حتى وأن استقرت لن تكن هي الخيار الآمن للرئيس هادي ، ولعدة أسباب لايسعني ذكرها فقط انظروا ماذا يحدث في تعز حاليا وكيف يقاتل الإصلاح أخوانه من السلفيين لبسط سيطرته الكاملة في الحكم هناك وتناسى أن الحوثي يسيطر على أجزاء واسعة من تعز ! فلا وجود لقرارات هادي في تعز وأن وجدت فهي فقط على توجيهات بصرف مبالغ مالية لقيادات إصلاحية ! وأن تحرر الشمال بكل محافظاته وخارطته الجغرافية لن يرضى بحكم هادي ولن يعترف به كحاكم ولا بقراراته سيبقى الحكم بين الإصلاح من جهة وسيعود إلى الواجهة المؤتمر . في الجنوب تختلف المكونات الجنوبية فيما بينها حول نقاط متعددة ولكن تتفق حول الهدف السامي وهو فك الارتباط وتتفق أيضا أن الرئيس هادي هو حاكما شرعيا سيقفون إلى جانبه متى ما تحرر من شبكة الإصلاح المسيطرة على قراره . نبرة الإصلاح على أن المجلس الانتقالي الجنوبي مجلس انقلابي هي نبرة لإبعاد الأنظار حول سيطرة الإصلاح بالحكم وعدم انصياعه لأوامر هادي أكانت بالجانب العسكري او المدني والبقاء قدر الإمكان متفردا بالقرار الرئاسي وهذا أصبح واضحا للجميع وأولهم السعودية وماحدث في عدن الأيام الماضية خير دليل على ذلك !