من يطعه ضميره في التعاطف مع المملوك هادي، أمام الضربات التي بات يتلقاها في الفترة الأخيرة من حزب الإصلاح، فليتعاطف، فالمملوك حري بالشفقة، وزمرته أيضا.. قد تابعنا تلك الهجومات الإصلاحية المخطط لها والهادفة، وما سرب عبر الغفوري تكملة ما نقص، وتسديد ما لم يحسن تسديده الإعلاميون والكتاب الإصلاحيون الأقل قدرة على البيان وتوضيح المراد.. لما كان هادي رئيسا للجمهورية قدرت اختلاساته من المال العام بنحو ثمانية مليارات ريال يمني، وفي العام 2014 خص نفسه بأربع مائة مليون ريال سعودي، قال سفير "المليك" في صنعاء إنها جزء من منحة سعودية قدرها 600 مليون.. واليوم إذا كان السعوديون تأكدوا – وقد تأكدوا- أن عميلهم المهم هادي وقرابته، كسبوا مليارات الريالات السعودية، من اتجارهم بتصاريح شراء النفط السعودي للسوق اليمنية، وبيع تصاريح دخول يمنيين للسعودية خلال عام العدوان، فما الذي ستكسبه السعودية من تشهير الإصلاحيين بفساد هادي؟ وإذا كان كل كبار عملاء السعودية يستلمون أموالا وأسلحة ومركبات، صارت موضوعا للفساد، فلماذا يركز الإصلاحيون على فساد العميل هادي وقرابته، أي الجنوبيين فقط، ويكتمون فساد العملاء الإصلاحيين كالعرادة والأحمر والمخلافي والشراجي وسرحان، وغيرهم، وما أكثرهم؟! خاصة وقد اشتهر أمرهم باحتكار أموال العدو السعودي، ونهبهم المساعدات الإنسانية، وهم أنفسهم قد اختلفوا فيما بينهم، ومع شركائهم الناصريين والاشتراكيين، وتحاربوا بسبب القسمة الضيزى، وشكا المستخدمون الصغار من تقليل العملاء الكبار لقدرهم وإنقاص نصيبهم من ثمن العمالة؟ عندما يشهّر الإصلاحيون بفساد هادي وقرابته، أي الجنوبيين تحديدا، وفقط، فإن هذا التشهير لا يستهدف تنبيه السعوديين إلى فسادهم، لأن السعوديين أعلم بفسادهم من الإصلاحيين أنفسهم، وهذا لا يعني أن الإصلاح لا يستهدف بذلك لفت عناية السعوديين بأشياء أخرى.. حين يثير حزب الإصلاح قضية الفساد في تلكما البيئتين فقط: وهما تصاريح شراء النفط السعودي، وتصاريح دخول اليمنيين، فذلك لأن هاتين الصلاحيتين كانتا في الأصل لعملاء السعودية الإصلاحيين، فصار العميل هادي وقرابته شركاء في هذا الأمر، وأصبح الإصلاحيون يشعرون أن العميل هادي وقرابته يستأثرون بأغلب الفساد السعودي لظروف طرأت، يرى حزب الإصلاح أنها ليست في مصلحته.. إن الخلاف بين العملاء يدور حول الفساد السعودي، من منهم يستأثر بالنصيب الأكبر، أو بالقدر الذي يتناسب مع مستوى وجودة خدمته للعدو.. اختلف العملاء حول حصص كل منهم من مال العدو وأسلحته وبيع التصاريح، واتفقوا على بيع اليمنيين، وهذا شأن العملاء دائما.. وحربهم بينهم.