لقد رأى العالم الذي يريد أن يرى الحقيقة ما حصل في عدن مساء 20 فبراير ويوم 21 فبراير من أعمال استفزت بيوت أبناء الجنوب في عدن حين هرعت مدرعات بلاطجة الأمن المركزي إلى التمركز داخل حواري عدن وشوارعها الرئيسية بلوحة أمنية مضمونها رسالة موجهة من علوج صنعاء وحكومتها إلى شعب الجنوب الذي اعتبر عدن مسرح انطلاقة لإشهار قضيته السلمية إلى المجتمع الدولي، إذ اعتبر كرزاي الفرقة الأولى علي محسن الأحمر ومرشد التيار الأخواني حميد الأحمر بان تكرار سيناريو مليونية أخرى للجنوبيين في ساحة العروض وفي ذكرى انتصارهم على صالح ونظامه الذي هو الآن شريك مع الإصلاح في حكومة الأ وفاق، ستكون ضربة قوية سوف تنسف اللعبة السياسية التي بدأت في 2011م في صنعاء وسينتبه مجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى القضية الجنوبية بعين الحقيقة وليس المصلحة فتحدوا سلطة الرئاسة وصوت العقل فأرسل حميد تعليماته إلى عامله في عدن وراح هو يدجج بإرسال قوات إضافية ميدانية للانتشار ، وقوى أخرى تحمل لقب (ثوار) تساند عدسات الكاميرات كي يوصلوا رسالتهم إلى صنعاء والسفير الأمريكي بان الحراك الجنوبي ونشطائه أقلية لاتتجاوز عدد الأصابع. وحتى صبيحة الخميس 21 فبراير برغم الانتشار الأمني الفضيع والمقلق للسكينة العامة الذي كانت تخبئ مدرعاته الموت لأبناء الجنوب، كان حضور الجنوبيين لافتاً وشعارهم " إما استعدنا الكرامة أو متنا وسط الميادين " فقصدو عاصمتهم عدن سلمياً إلا أن قوى الأمن تحرشت بهم وبحكم أن التعليمات الصادرة من عامل المدينة تنص على اعتقال القيادات الجنوبية كانت الصبيحة في كريتر دامية وسقط الشهيد تلو الشهيد وحتى عصر الخميس والإصلاح يكبر في ساحة العروض ومدرعاتهم تضرب بكل خبث دون رحمة أو شفقة لشهداء الحراك الذين سقطوا في عدن يوم 21 فبراير ولم يكونوا مدججين بسلاح إيراني أو متمركزين داخل المدرعات وإنما رفضوا إفلات علم دولتهم المنهوبة في 22 مايو 1990م.
الجدير بالقول أن وسائل الإعلام الموجهة بعضها تفاعل مع الجنوبيين وآزرهم في تغطيتها بينما الإعلام المضاد المتمثل بالقنوات الخليجية فقد نقلت الصورة التي تخدم مصالح رعاياهم في نظام صنعاء، وهكذا بدأت تصفية الجنوبيين واحداً تلو الآخر بمشهد درامي سخيف لا يدل إلا على شيء واحد هو إسقاط المشروع الجنوبي وتدويله بشخصيات وأفراد لا يعنونه لا من قريب ولا من بعيد.
لقد فشل رشيد في رسالتة إلى الحراك الجنوبي فقلقه هو ومن معه على منصة ساحة العروض ظهر جلياً من خلال تخوفه من أن تصل أرواح شهداء 21 فبراير إلى المنصة فتنتقم لنفسها منه هو وكل من يتسيس باسم الله!!!