بالنسبة لي ، الآن فقط اتضحت الصورة : ( الإنتقالي يملك الضوء الأخضر ) . الشيء الوحيد الذي لم يتضح بعد هو : هل هذا الضوء الأخضر ممنوح للإنتقالي من الإمارات وحدها ، أم أن هادي والمملكة أيضاً يقفان في صف الإنتقالي ؟! . جواب هذا السؤال سنجده في الحدود الإدارية مابين محافظتي أبينوشبوة . إذا تجاوز الإنتقالي الحدود الإدارية لمحافظة أبين وأسقط معسكرات الشرعية في محافظة شبوة فهي مرحلة أقليمين : شمالي وجنوبي ، بدعم إماراتي . إما إذا توقف عند محافظ أبين فقط فهي مرحلة ثلاثة أقاليم : في الجنوب إقليمين وفي الشمال واحد ، بدعم حكومي إماراتي سعودي . ولا استبعد أن يتجاوز الأمر مرحلة ( الأقاليم ) ويدخل فعلياً مرحلة ( الدولتين ) ، ولا يملك حينها أي معارض في الشمال وجه الحق على اعتراضه . في كلا الحالتين الجنوب مستقل ولا علاقة للشمال فيه بعد اليوم ، هذا الإستقلال سيكون في إطار الأقاليم أو حتى في إطار دولتين . ما أوصل اليمن لهذه المرحلة هو ( التقاعس الشمالي في مناطق الشمال ) ، ومؤامرات حزب المؤتمر والإصلاح في الشمال ، منذ البدء بتوقيف كل الجبهات ، إلى حالة التشظي والإقتتال الداخلي في تعز . الشيء المُسلّم به هو أن حالة ( الركود ) العسكري في الشمال هي المسؤولة عما يحصل الان وسيحصل في القريب العاجل في مناطق الجنوب . صبر التحالف على الوضع ( الميت ) في الجبهات نفذ ، ولا مجال لأي مبادرة شمالية من شأنها أن تعيد الجنوب لمرحلة الصفر . التحالف لم يعد يثق بتاتاً في نوايا أبناء الشمال تجاه الحوثة ، وليس من مصلحته أبداً أن تستمر الأزمة أكثر . لهذا ما يحصل في الجنوب هو بضوء أخضر من التحالف . بالنسبة للجنوب وفي أبين بالذات لا أتمنى ولا أتوقع أبداً أن تصل الأمور لدرجة الإقتتال الجنوبي / الجنوبي . _ حُلم استعادة الدولة الجنوبية . _ الدمار والنزوح الذي لحق بأبين وأبنائها في حرب القاعدة . _ الدمار والنزوح الذي تكرر مرة أخرى في حرب الحوثة . _ تقاعس الحكومة عن محاولة إعادة الحياة لهذه المحافظة . _ كمية الفساد المالي الذي يمارسه غالبية قادة ألوية الشرعية . كل تلك الأمور ساعدت في سيطرة الإنتقالي على محافظ أبين . في أبين _ وأنا أحد أبنائها _ يتمنى الناس الخلاص بأي طريقة من هذا الوضع حتى ولو كان هذا الخلاص على يد الإنتقالي .