ما يلفت انتباهك اليوم أخي القارئ أن الخياطين السياسيين المنتشرين في محافظة الجنوب وخصوصاً بعض من الجيف البشرية التي لفظها المجتمع في زمن من الأزمان لسوء أعمالها وعدم منافعها لا في وقت حكمها القبلي ولا الشمولي ولا الوحدوي، ومن تتبع أثر تلك الشخوص في تلك المراحل لا يستنشق منها إلا رائحة لتنه ومن ابتلاء الأقدار أن هؤلاء الشخصيات من خياطين السياسة العفاشية والاخونجية من أبناء تلك المحافظات، هؤلاء الخياطين يفصلون الوطن بمقص سيدهم ورغبته في التفصيل بصرف النظر عن مصلحة وطنهم، ولا يضيرهم عيبا أن يتحولوا حسب البرامج المرسومة لهم فقد كان لهم تاريخ اسود في محافظاتهم عندما اعتلوا بعض المناصب فيها. وقد أثبت الزمن في سلوكهم بمقدرتهم على ترويض كرامتهم حسب المصلحة فقد تتناغم تلك الشخصية في زمن الشيوعية وقد تتحول بسرعة البرق إلى إسلامية وإذا تطلب الأمر قد تصبح علمانية أو قومية عربية. واليوم يطلوا على أبناء الوطن بخطابات أهل الحكمة وأهل الحل والعقد فإن كنت في مربعهم عليك الإيمان بالوحدة فهي قوة وبالأحزاب فهي ديمقراطية وعليك ألا تستنكر لأي شخص يمني في ارضك ولو شكيت في امره لأن الوطن للجميع، هذا خطابهم الإنساني الوحدوي العربي جميلاً جداً ما تسمع منهم.
لكن ما أن تتقدم القوات الجنوبية في السيطرة على بؤر الإرهاب والفساد حتى يتغير مزاجهم الوحدوي والإنساني فتتحول إلى جهوية وقبلية عنصرية مقيتة فتصف أبناء الجنوب الأبطال بالغرباء ويدعون في خطابهم أن محافظاتهم لا تقبل دخيل عليها حتى لا يفسد الوئام بين أهلها وقبائلها، وهكذا تنطبق عليكم اليوم مقولة الشهيد الثلايا يوم إعدامه في أهل تعز ((قبح الله وجوهكم اردت لكم الحياة واردتم لي الموت)). والعجيب اليوم أنهم ينصبوا من أنفسهم مرجعيات وشيوخ يعلنون الاستنفار والنفير في محافظاتهم ضد الأخرى وكأنهم يمتلكوا قرار أبناء تلك المحافظات ولا يعلموا أن أصواتهم لم يكن لها صدى إلا الضحك والاستهجان من تاريخهم.