واقع المعركة الدائرة في محافظة شبوة وخصوصا في العاصمة عتق وضواحيها بين قوات المقاومة الجنوبية بقيادة الانتقالي وبين القوات الشمالية بقيادة الإصلاح ، هي حرب جنوبية شمالية بأمتياز ، هذه المعركة ليست بتلك الصورة العادية التي نراها يا أما صورة بيضاء معها ترتفع معنوياتنا إلى أقصى حد ، يا أما سوداء ومعها نشعر بإنهزامية كبيرة في أنفسنا ، ولإن هذه المعركة تعد مصيرية للجنوبيين فإن ما كان فيها من الكر والفر لقوات النخبة الشبوانية إلا ووراءها تكتيكات سياسية وعسكرية مدروسة على أكمل وجه من قبل قيادة الانتقالي ، ومتى ما استخدم الانتقالي أيا منها في الوقت الذي يراه مناسبا فإعلموا إنها في صالحنا نحن الجنوبيين ، وكثيرة هي المواقف التي يكون الانتصار فيها سياسيا يعكس انتصارا عسكريا على الأرض ، وكذلك العكس عندما يكون الانتصار عسكريا على الأرض يرفع سقف المطالب السياسية عاليا ، لهذا ثقوا إن ما نراه في معركة شبوة إنما هي تكتيكات سياسية وعسكرية يمارسها الانتقالي وليست كما يحاول البعض أن يصورها على إنها إنهزام . مسألة حسم المعارك في محافظاتشبوة وحضرموت والمهرة وسقطرى لصالح قوات الانتقالي الجنوبي تعتبر إنها قد حسمت عندما حسمت معركة عدن لصالح قوات الانتقالي ، ومايجري اليوم في شبوة من تكتيكات سياسية وعسكرية إنما هي لتكشف بعض الأوراق التي حاولت قيادة الإ صلاح المختطفة سلطة ماتسمى الشرعية إخفائها عن دول التحالف العربي والعالم وإخراج المخبئ من جحور تلك القيادة المتآمرة المتعاونة مع ميليشيات الحوثي والقاعدة وداعش، والتي فعلا استطاع الانتقالي أن يجعلهم يبرتون بأوراقهم ويخرجون ماكانوا يخبئونه في معركة شبوة . وحتى نثق ويتأكد لنا إن حسم المعارك في بقية المحافظات الجنوبية مرتبط بحسم معركة العاصمة عدن لصالح الانتقالي ، هي الدعوة إلى الحوار التي اطلقتها المملكة السعودية مباشرة عقب ذلك الحسم ، لكن وعندما وجد التعنت من قبل طرف ماتسمى الحكومة ورفضها حضور حوار جدة أمام طرف وفد الانتقالي وطرحها شروط تعجيزية لايمكن أن يقبلها الانتقالي ليستمر تهربها من حضور ذلك الحوار ، فما كان من الانتقالي ومن معه من دول التحالف إلا أن يجبروا تلك الحكومة المهترئة الحضور إلى حوار سياسي بينها وبين الانتقالي عن طريق معركة شبوة . الانتقالي ومن جانبه حاول أن يحسم معركة شبوة بتكتيك سياسي سلمي إلا إن طرف الحكومة إنقلب على الاتفاق وحولها إلى معركة عسكرية ، فما كان من الانتقالي إلا أن ينتقل إلى التكتيك العسكري في مواجة ميليشيات الإصلاح ، وعندما كان الحسم سريعا لصالح قوات الانتقالي ، كانت الاستجابة من طرف الحكومة عن رغبتها في التهدئة وبطلب سعودي ، هنا انسحبت قوات النخبة الشبوانية من الأماكن التي كانت قد سيطرت عليها استجابة للتهدئة والجلوس على طاولة الحوار ، وليست هزيمة كما روج لها إعلام الإصلاح ، مع الاستعداد للخيار العسكري متى ماتخلفت مليشيات الإصلاح عن شروط التهدئة ، وسيكون الحسم العسكري عندئذ لصالح قوات الانتقالي وبمباركة خليجية .