كل جهة كل منطقة كل قبيلة نصبت لنفسها أصناما بشرية لا حجرية لأجلها و في سبيلها توالي و تعادي تناضل و تقاتل تحارب و تضارب تقدس و تنجس تمدح و تقدح تمزق و تفرق تخوض في الفتن و تنبش الإحن و تزيد المحن تغض الطرف عن فسادهم و إفسادهم و عجزهم و عجرهم و بجرهم ما داموا إليهم ينتمون و بلسان عصبيتهم ينطقون و إن كانوا يكذبون كما يتنفسون! فهم مطهرون من الخلل مبرأون من الزلل و كأنهم أنبياء الله عز و جل في واقع غاية في الكذب و الدجل! أراد الناس من كل جهة و منطقة و قبيلة أن ترفدهم بفضلائها لينفعوا البلاد لا أن ترميهم بفضلاتها ليعيثوا في الأرض الفساد فتعددت الأصنام و زاد قطيع الأغنام(و أعتذر إلى الأغنام) فكم نحن بحاجة إلى معول إبراهيم عليه السلام لهدم الأوثان و الأصنام التي صارت بين عشية و ضحاها من الأعلام و مجدت في الإعلام و نافقتها أحقر الأقلام من كل صبي و غلام: يعشق الأصنامَ عقلُ الأممْ**ناحتٌ أو عابدٌ للصنمْ هو أحيا سنةً من آزرا**محدثاً فيها إلهاً للورى اسمه لونٌ و دارٌ و نسبْ**و هو من سَفْكِ دماء في طربْ و على أقدام هذا الصنمِ**ذُبح الإنسانُ ذبح الغنمِ أيها الشارب من كأس الخليلْ**يا حميَّ النفس من نسل جليلْ سيف لا موجود إلا هو خُذِ**و به الأصنام هذي فاجْذُذِ في ظلام الدهر أشرق للملا**و انشرن حقا عليك اكتملا و أما لسان حالي و مقالي و لست بالخلق أبالي: من أين للحر المهذب شيمةٌ**ترضى الهوان و تقبل الإرغاما لا نستكين لدى الطلاب و لا نرى**عنت الزمان إذا استمر غراما نلقى جبابرة الخطوب أعزةً**و نهم بالنوب العظام عظاما نعتدُّ شكوى الحادثات مسبةً**و نرى الضراعة للملوك حراما نأبى تعسفهم و ننكر ظلمهم**و نعدهم لشعوبهم خداما ما راد ربك أن يكون طغاتهم**في الناس آلهة و لا أصناما تغضي العيون إذا رأت تيجانهم**و عروشهم و الجند و الأعلاما مهلا بني الغبراء قد وضع الهدى**فخذوا الحقائق و انبذوا الأوهاما هل يدفعون الموت ساعة ينتحي**أم يملكون على العروش دواما الملك أجمع و الجلال لواحدٍ**صمدٍ تبارك وحده و تسامى