طالت الحرب في اليمن كثيراً، وأصبحت الكثير من أطراف الصراع جزء من المشكلة وليس جزء من الحسم أو الحل، عندئذ ستضطر الأطراف الحقيقية الخارجية التي تعد المحرك الرئيسي للحرب إلى التخلص من الأدوات التي اضحت جزء من المشكلة أو العقبة في الحسم أو حتى الخروج من الحرب.. فهل آن الأوان لتلك الدول الخارجية التي أرادت الحرب وفشلت في تحقيق أهدافها أن تبدأ في التخلص من الأدوات حتى تتمكن من الخروج من مأزق هذه الحرب ولو بتكلفة أقل من التكلفة الباهضة الثمن التي ستدفعها في حال الابقاء على تلك الأدوات التي أضحت مجرد مشكلة أمامها واصبح استمرارها مع مضي الزمن عبارة عن جبهة تستنزف تلك الدول دون جدوى في حين اضحت عقبة أمام تلك الدول التي قد ترغب من حين الى آخر في تغيير استراتيجيتها وسياستها في التعاطي مع الحرب على ضوء المستجدات والأحداث التي تطرأ على مشهد المعركة لاحقا، هذا مع احتمال بروز قوى مناهظة لتلك الأدوات خصوصاً إذا ما اضحت هذه القوى تشكل ضغط على الأدوات التي جرى التعامل معها بداية الصراع؟ مع الأخذ بعين الاعتبار ما آل إليه الرئيس السابق علي عفاش الذي تم التخلص منه بطريقة لا يزال الكثير يجهلون تفاصيلها الخفية الحقيقية.. كذلك الأمر ما يعيشه حزب الاصلاح اليوم من معارك مع التحالف نفسه في ظل أمنيات الحزب الاقتراب من عدو الأمس "الحوثيين" لمواجهة التحالف خوفاً من انهيار ما يسمى بوحدة اليمن ولمواجهة طارق عفاش والقوى التي تدعمها أبوظبي بشكل علني مع تشكيك الاصلاحيين بالرياض من انها تقف وابوظبي في ذات السبيل ولكنهما يلعبان أدوار ما.. الأيام القادمة ستكشف المزيد من الحقائق، وكلما طال أمد الحرب كلما صارت الحقيقة اكثر وضوح من السابق.. وطالما ورهان كل طرف داخلي كان ام خارجي قد أخفق في حساباته فان الجميع يحاولون تغيير استراتيجيتهم التي لابد ان تتعارض وما تم الاتفاق عليه في البداية لذلك سيضطر هذا أو ذاك الطرف إلى محاولة تغيير خطوط سياسته أما لانقاذ حاضره وضمان وجوده وفق المتغيرات المستقبلية التي ستظهر بعض عناوينها ان لم تكن قد ظهرت بوضوح خصوصاً في السنة الأخيرة لعمر الحرب الجارية.. .. رائد الجحافي